هآرتس: في المكان الذي لا يوجد فيه أناس، دانا انترناشيونال هي ذلك الانسان
هآرتس 7/12/2025، جدعون ليفي: في المكان الذي لا يوجد فيه أناس، دانا انترناشيونال هي ذلك الانسان
في ظلام الليل، وسط الامتثال وعدم الشجاعة والجوقة الموحدة، ارتفع صوت واحد في عطلة نهاية الاسبوع وهو صوت دانا انترناشيونال. بينما ينضم الفنانون الاسرائيليون الى حملة الحيونة ويؤدون عروض امام الجنود وعائلات المخطوفين، معتقدين انهم بذلك لعبوا دورهم وانه يمكنهم من جديد ملء الجيوب بدون تعريض مصدر رزقهم للخطر، فان دانا انترناشيونال تفكر بشيء مختلف. الفائزة في الاورفزيون 1998 وحاملة الشعلة في العام 2025 تريد قول شيء لنا وهو: “أي شخص يريد بن غفير وسموتريتش واليمين الكامل والحرب الخالدة، يجب عليه الفهم بان هذا هو الثمن”، كتبت.
أي فنان من الفنانين في اسرائيل تجرأ على قول ذلك؟ ليس فقط اتهام كل العالم باللاسامية وكراهية اسرائيل، ليس فقط التمرغ في المعاناة ودور الضحية، بل ايضا القول: لنا ايضا يوجد لنا دور في كل ذلك. نحن ايضا لنا ذنب في مكانة اسرائيل كدولة منبوذة وحقيقة ان اربع دول اوروبية غير مستعدة للظهور الى جانبها في الاورفزيون.
المنشورات التي نشرتها دانا انترناشيونال في نهاية الاسبوع، الاول باللغة العبرية والثاني باللغة الانجليزية، تدل على شجاعتها وكونها استثنائية في المشهد. باللغة الانجليزية احتجت امام الدول على انسحابها من المنافسة، وباللغة العبرية تحدثت الينا، مثلما لم يتحدث الينا أي فنان آخر. وطنية بالانجليزية ووطنية اكبر بالعبرية.
دانا قالت لنا ان ننظر الى انفسنا، وعدم الاكتفاء بتوجيه الاتهامات للجميع. “بيننا وبين انفسنا، وبالعبرية التي نفهمها فقط، كيف وصلنا الى هذا الوضع؟ كيف ان المكان الذي احبنا جدا واحتضننا تحول الى مكان معادي؟… كيف تحولنا الى احدى الدول المكروهة في العالم؟”. في المكان الذي لا يوجد فيه بشر، دانا هي انسان. اذا كانوا قالوا عن غولدا مئير بأنها كانت الرجل الوحيد في حكومتها فماذا سنقول عن دانا؟ هي تذكرنا بان الاشمئزاز من اسرائيل ليس أمر بالفطرة، وأن اسرائيل كانت محبوبة الغرب، وأنها بيديها قضت على مكانتها المتميزة.
من المؤسف أن دانا تلقي جزء من اللوم على “الدعاية”، ومن المؤسف انها لا تعرف بان هناك دول تعتقد انه من المستحيل اشراك ممثلي دولة شنت حملة قتل وتدمير هستيرية في غزة في احتفال موسيقي، ومؤسف انها لم تذكر بكلمة واحدة ما فعلته اسرائيل في غزة، لكن التوجه الذي حددته كاف لاثارة التقدير الكبير لها. في الاجواء العامة الحالية الامر يحتاج الى شجاعة كبيرة من اجل تجاوز الجوقة. قد لا تقوم البلديات الى احتفالات عيد الاستقلال، صدقوا المخبر شاي غليك. ولكن دانا لا تخشى أحد.
برزت شجاعتها وتميزها في المشهد الفني بشكل اكبر في نهاية الاسبوع الماضي، على خلفية التقرير المعسول الذي اعدته يونيت ليفي في “استوديو الجمعة”، حول اعادة عرض “الحمل الـ 16”. اربعة فنانين بارزين هم الاكثر حبا واعجابا في ارض اسرائيل الجميلة التي كانت ذات يوم، الذين نشأ معظمهم كاشخاص مدللين، وليسوا يمينيين، لا سمح الله، ومسيرتهم المهنية مزدهرة، هؤلاء ايدوا يونيت ليفي. من لا يحب غيدي غوب ودافيد بروزا ويهوديت رافيتس ويوني ريختر، كيف يمكن أن لا نحبهم؟. في نهاية التقرير ظهر ان ليفي تعتذر عن اثارة قضية سياسية: عريضة الفنانين التي وقع عليها غوب، والتي دعت الى انهاء الحرب في غزة. فجأة ظهرت المشكلة. ليفي ظهرت خائفة من نفسها، رفيتس طلبت الخروج، وغوب دافع عن موقفه بدون تلعثم، فقط كي ينهي هذا الجزء المزعج في التقرير. رفيتس قالت بانها لم تكن لتوقع على العريضة، لان الوقت الحالي ليس الوقت المناسب. فهناك مخطوفون وضحايا وعائلات. يا لهذا الامر المحرج.
النبرة الساخرة عادت بسرعة. يجب أن لا يقعوا في مشاكل، لا سمح الله، ليفي أو أخبار 12 أو الفنانين الناجحين. المشاهدون قد يغضبون اذا ذكرنا بان هناك اطفال في غزة لم يناموا منذ سنتين، وانه حتى “الحمل الـ 16” لن يستطيع مساعدتهم.
دانا هي مختلفة، تحية لها.



