هآرتس: في العالم ملوا خطوات إسرائيل، ويريدون من ترامب أن يفرض النظام

هآرتس – ليزا روزوفسكي – 17/9/2025 في العالم ملوا خطوات إسرائيل، ويريدون من ترامب أن يفرض النظام
الحكومة تحاول تقزيم معنى ما قالته لجنة التحقيق المستقلة من قبل الامم المتحدة بانها ترتكب ابادة جماعية في غزة. وربما ايضا ان دول كثيرة في الغرب كانت تفضل كبت هذه الاستنتاجات أو التشكيك فيها. ان الذين هم مستعدون، رغم الشعار المتكرر حول الرغبة في “انهاء الحرب”، لاعطاء اسرائيل اعتماد غير محدود لاصدار مثل هذه الفظائع هم الامريكيون. اسرائيل بدأت عملية مدمرة في مدينة غزة بعد بضع ساعات على قول وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو اول أمس، وهو بجانب نتنياهو، ان الولايات المتحدة تفضل السير في الطريق الدبلوماسية، لكنها تفهم انه من المرجح أن لا يكون هناك خيار عدا عن القيام بـ “عملية مركزة”. واذا كان هذا لا يكفي، قبل لحظة من انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة التي يتوقع فيها حدوث تصادم مباشر بين اسرائيل والعالم، حيث ينتظر الجميع رؤية ماذا ستكون خطوات “الثأر” لاسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطينية، يمد ترامب لنتنياهو المزيد من حبل النجاة – دعوة مامولة الى البيت الابيض بعد خطابه التوبيخي المتوقع في الامم المتحدة.
من ناحية حلفاء ترامب في الخليج فان هذه هي فرصته الاخيرة لفرض قيود على اسرائيل في غزة وفي كل الشرق الاوسط، وهذه الفرصة يجب عليه تنفيذها الان طالما ان مدينة غزة لم يتم تدميرها بشكل كامل. الايام القريبة ستظهر هل سيسمح لنتنياهو بخداعه مرة اخرى. ولكن اوروبا، كجسم يعتمد على القانون الدولي، وعلى النظام العالمي والقواعد، لا يمكنها السماح لنفسها بتجاهل عمليات اسرائيل. المندوبة السامية في الاتحاد الاوروبي اورسولا فون دير لاين محسوبة على المعسكر الحذر في الاتحاد الاوروبي في كل ما يتعلق باسرائيل. هي لم تتميز في أي يوم بتصريحات قاطعة فيما يتعلق بعمليات اسرائيل في غزة. وهي ايضا معروفة كمن تحافظ على علاقة مباشرة مع المستشار الالماني فريدريك مارتس، زعيم صديقتها المقربة اسرائيل في الاتحاد الاوروبي، التي تعودت حتى الآن وقف كل قرار مهم ضد اسرائيل في هذه المنظمة. السبب الذي خرجت من اجله في الاسبوع الماضي بخطة واضحة لفرض عقوبات على اسرائيل، وبعد اسبوع بالضبط ستضع الممثلية التي تترأسها اقتراح لتعليق جزئي لاتفاق التجارة الحرة مع اسرائيل هو واحد: هي لا تستطيع إلا أن تعمل.
ان عدم الحزم للاتحاد الاوروبي تحول منذ فترة الى روتين، وفي بروكسل يدركون انه من اجل ان لا يصبحوا نكتة يجب عليهم العمل. ضغط الدول الانتقادية تجاه اسرائيل باندماج مع الرأي العام في دول تحاول بكل القوة الحفاظ على علاقات سليمة مع اسرائيل، آخذ في الازدياد. هذا يحدث تحت الارض، ايضا في التشيك، رغم ان وزير خارجيتها غرد امس بان دولته ستعارض تعليق اتفاق الشراكة مع اسرائيل (الامر غير المطروح على الاجندة). خلافا لرواية نتنياهو التي بحسبها الحديث يدور عن استسلام للاقليات المسلمة فان الواضع مختلف كليا. الجمهور الاوروبي الواسع هو الذي لا يستطيع تحمل الصور التي تخرج من غزة، بمعرفته ان حكومته تعقد صفقات كالمعتاد مع اسرائيل.
في غضون ذلك فان الدول العربية، المتاثرة مما يحدث في غزة، لا يوجد لديها وقت لاضاعته. الهجوم في الدوحة تركته وراءها عندما ضمنت في البيان المشترك الدعم لجهود وساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. مصر ترى الجمهور الغزي وهو يهرب الآن نحو الجنوب وينزلق الى اراضيها وتامل وقف سريع وفوري للحرب. في دول الخليج البعيدة يدركون جيدا، حسب مصادر اسرائيلية، الاخطار من بقاء حماس كمنظمة ذات قوة. وهم يتشككون من السلطة ويصغون للتخوفات الامنية في اسرائيل. ولكن مثلما في اوروبا فانهم غير مستعدين للتسليم بالوضع في غزة.