ترجمات عبرية

هآرتس – في اسرائيل يتوقعون ان تؤدي زيارة سوليفان الى تغيير الخط حيال ايران

هآرتس – بقلم يونتان ليس وبن سموئيليس – 21/12/2021

” بينيت ولبيد وغانتس سيلتقون في هذا الاسبوع مع جايك سوليفان بعد رفض رئيس الحكومة الالتقاء مع المبعوث الامريكي الخاص مالي “.

مستشار الامن القومي الامريكي، جايك سوليفان ، سيزور في هذا الاسبوع اسرائيل وسيلتقي مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الخارجية يئير لبيد ووزير الدفاع بني غانتس. سوليفان يأتي في زيارة قصيرة بسبب تفشي “اوميكرون”، بضعة ايام بعد فشل جولة المحادثات السابعة بين ايران والدول العظمى في فيينا وقبل لحظة على بداية الجولة الجديدة التي ربما ستبدأ في نهاية هذا الاسبوع. سوليفان يعتبر في اسرائيل الشخص الذي ربما سيحدث تغيير في سياسة الولايات المتحدة حيال ايران. “الولايات المتحدة في ضائقة”، قال للصحيفة مصدر اسرائيلي رفيع. “لقد تفاجأت من قرار ايران التصلب في مواقفها في الجولة الاخيرة ومن قائمة الطلبات التي قدمتها”.

سوليفان يعتبر شخص متعاطف ومحترم في اسرائيل. عندما جاء المبعوث الامريكي الخاص للشؤون المالية، روبرت مالي، لزيارة اسرائيل في تشرين الثاني، عشية استئناف المفاوضات، فضل بينيت عدم الالتقاء معه. “بينيت لا يقاطع مالي”، برر في حينه مصدر في حاشيته قراره عدم استدعائه للالتقاء معه. “هو يعتقد أن العودة الى المفاوضات ليست بالامر الصحيح. ومالي يقود هذه المقاربة في الادارة الامريكية”. مع ذلك، المبعوث الامريكي التقى في نهاية المطاف مع غانتس ومع لبيد. مصدر دبلوماسي دافع في حينه عن قرار بينيت وقدر بأنه لن يكون له أي تأثير حقيقي على العلاقات مع الولايات المتحدة. وحسب اقواله “هذا كان قرار شرعي. مالي هو موظف بمستوى صغير نسبيا، الذي في الاصل ليس عليه الالتقاء مع قادة دول في اطار لقاءاته المهنية”. 

مكانة سوليفان مختلفة. فبالاضافة الى وظيفته الرسمية الرفيعة في اسرائيل يقدرون أن هذا الموظف الحاد والمجرب قد تحول الى برغي رئيسي ومؤثر جدا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. “هو الشخص القوي في الادارة الامريكية الآن”، قال مصدر اسرائيلي رفيع. ومصدر آخر اضاف بأن “سوليفان هو شخص لامع، مطلع على كل المواد المتعلقة باسرائيل ويصغي جدا لاحتياجاتنا”. هواية الاصغاء لدى سوليفان تزداد، ضمن امور اخرى، ازاء الضعف السياسي الذي ينسبونه في اسرائيل للرئيس الامريكي ولوزير الخارجية الامريكي، ورغبتهما في حرف السياسة الخارجية للولايات المتحدة، الانشغال بالشرق الاوسط، الى الانشغال بالصين وساحات اخرى.

دنيس روس، الذي تولى منصب المنسق الخاص في الشرق الاوسط من قبل ادارة الرئيس بيل كلينتون، يقدر بأن سوليفان يحصل على التعاطف في اسرائيل لأنه مستعد ومنفتح على سماع الطرف الاسرائيلي. “هو شخص يصغي بشكل جيد”، قال روس. “يوجد شعور بأنه دائما اعطى للموظفين الاسرائيليين فرصة حقيقية من اجل التعبير عن مواقفهم. في الحقيقة هو لم يتفق دائما معهم ولكنه كان يتفهمهم. في الشؤون الامنية الاسرائيليون يريدون الشعور بأنهم يجدون أذن مصغية حقا”. وقد قال “على الاغلب ينظرون الى مالي من وراء عدسات تجربته السابقة. فقد عمل في مجموعة الازمة الدولية (آي.سي.جي)، وهناك كان مسؤول عن لاعبين كثيرين ومن بينهم حماس، لذلك كان هناك شعور، حتى بصورة منفصلة عن الاتفاق النووي، بأنهم يعتبرونه الشخص الذي يميل الى محاولة حل الامور بالدبلوماسية حتى عندما كانت اسرائيل تعتقد بأنه لا يوجد لذلك أي حل دبلوماسي”.

في اسرائيل يشخصون في فشل المحادثات في فيينا فرصة للتأثير على المجتمع الدولي كي يغير مقاربته. جهات مشاركة في المحادثات في الاسابيع الاخيرة بين ايران والدول العظمى قالت للصحيفة بأن روسيا والصين اللتين اتبعتا مقاربة معتدلة حيال ايران تتشددان الآن في مواقفهما في الغرف المغلقة بسبب قائمة الطلبات التي قدمتها ايران. “ايران بمواقفهما التي عرضتها هي فعليا دفعت روسيا والصين الى نفس المربع الذي توجد فيه الآن الولايات المتحدة والدول الاوروبية”، قال أحد المصادر.

رغم التصريحات العلنية بأن المحادثات يمكن أن تستأنف في نهاية هذا الاسبوع أو في بداية شهر كانون الثاني، إلا أن جهات في اسرائيل تقدر الآن بأن الطرفين لن يعودا الى الاتفاق الاصلي الذي تم التوقيع عليه في 2015، ضمن امور اخرى، بسبب أن سريان مفعوله يوشك على الانتهاء. وحسب التقديرات، في نهاية كانون الثاني أو بداية شباط، يتوقع أن تجتاز ايران عتبة التكنولوجيا التي كان يمكن أن يمنعها الاتفاق؛ وقائمة الطلبات التي وضعتها تحتاج الى نقاشات اطول. ايضا مصدر رفيع في واشنطن حدد في نهاية الاسبوع الربع الاول من العام 2022 كموعد ستكون فيه قرارات حاسمة حول الاتفاق مع ايران.

في اسرائيل يخشون الآن من مبادرة امريكية، طرحها سوليفان في السابق في محادثاته، تدفع قدما باتفاق مؤقت وجزئي مع ايران (“أقل مقابل أقل”)، في اطاره سيتم رفع جزء من العقوبات مقابل موافقة جزئية من قبل ايران على وقف تخصيب اليورانيوم واستئناف الرقابة أو التعهد بوقف نشاطات البحث والتطوير للمشروع النووي لفترة محدودة الزمن. ايران عبرت في السابق عن معارضة هذه الاحتمالية. الاحتمالية الثانية هي تفجير المفاوضات، وهي عملية ستؤدي الى ازمة محسوبة مع ايران، ازمة ربما تستمر لفترة طويلة. هذه العملية ربما ستعيد طهران في نهاية الامر الى طاولة المفاوضات وتجعلها تتبنى خط اكثر مرونة.

على أي حال، جهات اسرائيلية رفيعة دفعت مؤخرا نظراءها في الادارة الامريكية للانسحاب من المحادثات وتشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران والتهديد بعملية عسكرية في محاولة لاقناع ايران بالتراجع عن المشروع النووي. في اسرائيل يأملون أن تبشر زيارة سوليفان بتغيير سياسة الولايات المتحدة حيال القضية الايرانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى