ترجمات عبرية

هآرتس: فوضى البحث عن منفذ العملية في تل أبيب

بقلم: يهوشع براينر، هآرتس 2022-05-24

نحو 250 شرطياً وجندياً وأعضاء من الشاباك ومواطنين لديهم رخصة سلاح وصلوا إلى مكان العملية في شارع ديزنغوف في تل أبيب على مسؤوليتهم وشاركوا في التفتيش عن “المخرب” دون أن يحصلوا على أي توجيه لذلك.
هذا ما جاء في التحقيق في العملية التي وقعت الشهر الماضي والذي وصلت نتائجه إلى “هآرتس” ويحذر من أن سلوك المسلحين كان يمكن أن يؤدي إلى المس بأبرياء.
حسب التحقيق الذي تم عرضه مؤخراً على جهات رفيعة في وزارة الأمن الداخلي فإن أكثر من ألف شخص من قوات الأمن عملوا في شوارع تل أبيب ليلة العملية بناء على تعليمات وتحت قيادة منظمة، من بينهم دورية هيئة الأركان و”شلداغ” والدورية 13. أعضاء القوات الخاصة تم إرسالهم إلى المكان خوفاً من أن يحتجز “المخرب” رهائن.
ولكن انضم إليهم أيضاً عشرات المسلحين الذين أرادوا المساعدة في إيجاد “المخرب”. حسب التحقيق فإنهم تجولوا وهم يحملون بنادق مصوبة فيها رصاصة جاهزة للإطلاق. وقد انتقلوا من مكان إلى آخر حسب شائعات انتشرت شفوياً وفي الشبكات الاجتماعية، وحتى أنهم أحياناً كانوا يرافقون القوات التي عملت بصورة منظمة دون أن يكونوا خاضعين لأي قائد.
هكذا، نشأت أوضاع كان يمكن أن تؤدي إلى تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن بسبب خطأ في التشخيص.
“قوات الشرطة والجيش التي وصلت إلى المكان أديرت بصورة منظمة حسب المناطق مقابل قوات أخرى، جزء منها كانوا جنوداً من الجيش الإسرائيلي الذين عملوا أحياناً على مسؤوليتهم”، قال مصدر مطلع.
الآن كجزء من استخلاص العبر من العملية يجرون في وزارة الأمن الداخلي وفي الشرطة وفي الجيش نقاشات من أجل بلورة طرق لتفعيل منظمة لقوات الأمن التي تأتي بصورة غير مخطط لها للمساعدة في ساحات العمليات في مراكز المدن.
الآن، بعد مرور شهر ونصف الشهر تقريباً على العملية، فإنهم في الشرطة وفي الشاباك يعرفون تحديد مسار رعد خازم الذي أطلق النار على نادٍ ليلي باسم “الكا” في المدينة وقتل ثلاثة أشخاص وأصاب تسعة أشخاص آخرين.
حسب التحقيق فإنه في صباح يوم العملية اجتاز خازم (29 سنة)، وهو من مخيم جنين للاجئين، الجدار الفاصل عبر ثغرة في منطقة أم الفحم، ومن هناك سافر في حافلة عبر كفر قاسم إلى حين شوهد للمرة الأولى في كاميرات الحماية في ميدان الساعة في يافا تقريباً في الساعة التاسعة صباحاً.
لدى جهاز الأمن لا يوجد أي توثيق عنه وهو يدخل إلى مسجد قريب، لكن التقدير هو أنه صلى في المكان لأنه شوهد وهو يتجه نحوه.
في جهاز الأمن يقدرون أنه قبل ساعتين من العملية سار خازم سيراً على الأقدام إلى شارع ديزنغوف وتجول في الشارع بضع دقائق إلى أن قرر تنفيذ العملية.
بعد إطلاق النار، حسب التقديرات، شق الطريق عائداً إلى يافا عبر شوارع جانبية في تل أبيب.
وبعد 40 دقيقة تقريباً من العملية وثق بكاميرات حماية في ميدان الساعة.
وشوهد وهو يتجه مرة أخرى نحو المسجد.
لا يوجد لدى جهاز الأمن أي صور أخرى له من يوم العملية. في اليوم التالي في الساعة الخامسة والنصف صباحاً تم العثور على خازم من قبل اثنين من الشاباك في موقف سيارات قرب الميدان وقتل أثناء تبادل لإطلاق النار معه.
في التحقيق كتب أيضاً أنه لم يكن هناك أي معلومات مسبقة لدى أجهزة الأمن، من بينها الشاباك، عن خازم باستثناء أنه أصيب في السابق في قدمه بإطلاق نار في شجار في جنين.
من تابع نشاط خازم هو جهاز إنفاذ القانون الفيدرالي في الولايات المتحدة، الذي طلب التحقيق معه بتهمة اختراق حواسيب أميركية.
حسب مصدر مطلع على الموضوع فإن الأميركيين طلبوا من إسرائيل تحذير خازم، الذي عمل في السنوات الأخيرة في القرصنة، من مواصلة هذا النشاط ضد حواسيب في منطقتهم.
بعد مرور بضعة أيام على العملية نشر في “هآرتس” أن ضباطاً كباراً في الشرطة والجيش يعتقدون أن كمية القوات التي وصلت إلى ساحة العملية كانت أكبر من اللزوم حيث صعبت العمل وخلقت خوفاً من حدوث تبادل لإطلاق النار بين قواتنا.
“خلال ساعات ركضت قوات الأمن في تل أبيب بزي مدني وهم يحملون السلاح، وجميعهم كانوا يعرفون أنهم يبحثون عن مخرب يحمل مسدساً وبزي مدني”، قال مصدر رفيع في جهاز الأمن. “يكفي أن يظهر واحد منهم وهو يحمل مسدساً، عندها كان سيثير الشك. وكان يمكن أن ينتهي هذا الحدث بقتلى آخرين.
في الشرطة اعترفوا أن عدم الوضوح والمعلومات القليلة التي كانت لديهم ولدى الشاباك أدت إلى وضع تجول فيه رجال الشرطة ومدنيون في شوارع المدينة وهم يحملون البنادق المصوبة ويقتحمون المباني أمام أنظار أشخاص محبين للاستطلاع وأمام وسائل الإعلام.
هذا السلوك ليس فقط فاقم الفوضى في الشوارع، بل هو أيضاً خلق خطرَ أن يقوم أحد المسلحين بإطلاق النار دون ضرورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى