ترجمات عبرية

هآرتس: فلنخرج إلى الشوارع إذا سنّوا قانون الاستقواء

هآرتس 2022-11-07، بقلم: رفيف دروكر، فلنخرج إلى الشوارع إذا سنّوا قانون الاستقواء

يقوم بنيامين نتنياهو بتوزيع إشارات تهدئة. ففي المحادثات الخلفية يتحدث عن أن هذه هي ولاية إرثه، وأنه يفهم بالضبط كيف سيتم تفسير تشكيلة الائتلاف في البلاد وفي العالم، وأنه سيعرف كيفية التصرف امام ذلك. يوم الجمعة أصدر بياناً عن “المحادثات المغلقة” جاء فيه بأنه سيتم الحفاظ على الوضع الراهن بالنسبة لشؤون المثليين ومسيرة الفخار.

من المغري أن نصدق روح المصالحة التي نزلت عليه، الى حين التذكر بأن الأمر يتعلق بمن حوّل الكذب الى استراتيجية سياسية رائدة. الغريزة تقود الى احترام قواعد اللعب، هذا هو القرار الديمقراطي الى حين التذكر بأن نتنياهو ومعسكره لم يقوموا لحظة باحترام القرار الديمقراطي السابق.

هل سنعطي الحكومة المنتخبة مئة يوم من الكرم؟ توجد نقطة رئيسية واحدة يجب أن تكون حاسمة وهي ما الذي سيقرره نتنياهو فيما يتعلق بفقرة الاستقواء؟ في كل اطراف الائتلاف الذي يجري تشكيله نسمع بأن هذا لن يمر إلا على اجسادهم، وأنهم بهذا سيبدؤون “حتى أداء الحكومة لليمين”، وأنهم سيذهبون الى صيغة اوسع، ليس فقط “الاستقواء” على المحكمة العليا في الوقت الذي تفسخ فيه قوانين كنيست، بل هناك امكانية للاستقواء عليها في الوضع الذي تتخذ فيه قراراً لا يروق لهم. هذا النوع من فقرة الاستقواء يعني انقلابا في نظام الحكم واغلاق المحكمة العليا واغلاق الباب امام مؤسسة رائعة بقيت لعقود العلاج الوحيد للاقليات والضعفاء، وحتى لمنظمات اليمين التي ركضت اليها في فترة الانفصال، وعندما ارادت شرعنة عميحاي شكلي أو ابعاد ميني مزوز.

“فقرة الاستقواء” الواسعة هي في الحقيقة قانون لإغلاق المحكمة العليا. هي ستغير إسرائيل من الأساس. جميع التغييرات التي تريد حكومة نتنياهو السادسة فعلها تعتبر نزهة أمام هذا القانون. محاولة سنها هي في الحقيقة ضربة قاضية لكل ما من شأن إسرائيل الديمقراطية أن تكونه، حتى قبل أن تبدأ الحكومة بالعمل. رؤساء الائتلاف المتشكل يحلمون منذ سنوات بإغلاق المحكمة العليا. الآن هم على ثقة أنه بفضل اليأس والاكتئاب في الطرف الثاني يمكنهم تمرير ذلك باجراء متسرع.

اذا سار نتنياهو في هذه الطريق فلا توجد أي لحظة من الشفقة يجب تبذيرها عليه. ومن اجل معارضة مثل هذا التشريع فانه يجب على كل المعارضة الانتقائية أن تتوحد. من “بلد” وحتى “أمل جديد” يعرفون جيدا أي دولة ستكون هنا اذا كان أي تدخل للمحكمة العليا في أنظمة وزارة المالية، أو بالتأكيد قرار إقامة سجن خاص، يمكن إلغاؤه خلال دقائق من قبل الأغلبية الاوتوماتيكية في الائتلاف. رؤساء الحكومة التاركة عبروا اكثر من مرة في محادثات مغلقة عن الانفعال من المعارضة السابقة. ليس من الإهانة وعدم المشاركة في اللجان، بل من الطاقة والاستنزاف والليالي البيضاء في الكنيست، فلا يجب توقع مثل هذا النضال من قبل رؤساء المعارضة الجديدة. في معظمهم لا يستطيعون قيادة نضال معارضة حازما. بني غانتس وغادي ايزنكوت غير مؤهلين لذلك. ميراف ميخائيلي وايمن عودة واحمد الطيبي غير مسلحين في هذه الاثناء بالزعامة من اجل قيادة أي شيء. من المحظور أن يضعف ذلك قوة النضال.

هذا الموضوع مهم بما فيه الكفاية من اجل الخروج الى الشارع بسببه، واتخاذ خطوات قانونية من اجل التوضيح للحكومة بأن هذا لن يمر، وأنه سيحول اسرائيل في العالم دولة نصف ديمقراطية.

اذا لم ينبت المعسكر الديمقراطي زعماء جددا قادرين على القتال فنحن حقا نستحق أن تكون عندنا هنغاريا جديدة. في كل العالم يخرجون الى الشوارع بسبب أمور غالية عليهم. أحياناً هذا يحدث في أماكن أصعب من إسرائيل. من خلال احتمالية كبيرة لاعتقالهم أو قتلهم. اذا كان من يحبون الديمقراطية في إسرائيل لم يخرجوا الى الشوارع كي لا تقتل الحكومة المدافع الأبدي عن الديمقراطية، المحكمة العليا، فمن اجل ماذا سيخرجون الى الشوارع؟

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى