ترجمات عبرية

هآرتس: فلنحلّ مشكلة “أصحاب البيت” قبل أن نحزم حقائب الرحيل

هآرتس 14-11-2022، بقلم: اييلت بن يشاي وموريس عبليني : فلنحلّ مشكلة “أصحاب البيت” قبل أن نحزم حقائب الرحيل 

منذ عرفنا نتائج الانتخابات، يتزايد الشعور بأننا تجاوزنا نقطة اللاعودة. استمرت أحزاب كتلة «فقط ليس بيبي» ومعها كتاب الأعمدة في «هآرتس» في إلقاء اللوم، الذي ميزهم في الفترة الأخيرة، على فشل يائير لابيد في إدارة الكتلة وغطرسة ميراف ميخائيلي وانهاك «ميرتس» وحروب «الأنا» لأيمن عودة وسامي أبو شحادة، ومنشور الشهداء لعايدة توما سليمان، والتصميم الطفولي للعرب على عدم إدراك ما هو الخير بالنسبة لهم، هذا التصميم الذي قاد حزب «بلد» إلى أن يهدر اكثر من 130 ألف صوت.

في الإعلام العربي وفي الشبكات الاجتماعية، يظهر اتفاق بأن لابيد خسر بسبب غياب التجربة وعدم القدرة على الإدارة، وأن نتنياهو فاز لأنه رجل تكتيك متفوق، أدار حملة متماسكة ومرتبة، وبسبب «التركيبة السكانية»، أي مرة أخرى «هم». بالنسبة لنا، نحن الذين نشكك في التفسيرات الديمغرافية، يبدو هذا التفسير سهلا جدا. كم من السهل تفسير صعود اليمين الاستيطاني كمشكلة تكتيكية كان يمكن وقفها مع إدارة اكثر رصانة ونسيان أن «المشكلة الديمغرافية» تقف في مركز الصهيونية وليس ضدها. من السهل الخوف من اللافتات الضخمة والمتحدية، «من هم أصحاب البيت؟»، واتهام نتنياهو واليمين برعاية وتربية وحش عنصري يهدد بتدميرنا من الداخل.

ذهب الكثير من الإسرائيليين، الذين يؤمنون من أعماقهم بدولة يهودية وديمقراطية، إلى الانتخابات التي خسروا فيها منذ سنوات كثيرة سابقة. أملوا أن يخرج العرب بجموعهم كي ينقذوا من أجلهم حلم الصهيونية الليبرالية. عندها، بعد أن تهدأ الأمور قليلا هنا، سيكون بالإمكان حل مشكلة المساواة والديمقراطية. للأسف الشديد بالنسبة للصهاينة الليبراليين لم يعد لديهم عرب. في أعماقنا، نعرف أنه عندما طلبنا من العرب إنقاذ الدولة اليهودية من سيطرة اليمين الاستيطاني، جئنا اليهم على اعتبار انهم «أصحاب البيت». في نهاية المطاف إذا اعترفنا بالحقيقة فإن جوابنا على «من هم أصحاب البيت» لن يختلف عن جواب إيتمار بن غفير، حتى لو كان لينا. وعلى أُذن العرب كانت «دولة يهودية» و»أصحاب البيت» دائما تعني الشيء ذاته.

من اجل البدء في الخروج من المتاهة من الجدير أن نضع جانبا للحظة وهم أنه يمكننا العودة إلى ما كان قبل خراب كل شيء، عندما كنا محتلين متنورين وحلمنا معا بالسلام. التجربة غير المجدية للتفكير في كيف كان يمكن إنقاذ الكتلة، تنسينا ما قامت بفعله الكتلة بالفعل في السنة الأخيرة باسم الديمقراطية. ربما عندما سنوافق بدون خيار (دائما بدون خيار) على أن بني غانتس ويائير لابيد وأفيغدور ليبرمان سيواصلون «إدارة النزاع» فإننا بذلك ننسى بأنه لا يوجد لديهم وبحق أي مستقبل لتقديمه. وننسى أيضا أن فظائع الاحتلال والعنف والعنصرية والدماء لن يغطيها أي «هايتيك»، ولن تبررها أي اعتبارات ائتلافية براغماتية.

ربما تكمن المشكلة بالذات في المحاولة اليائسة لتكرار «يهودية وديمقراطية» وكأن بذور الفوضى لا تكمن بالتحديد هناك. فهم اليمين منذ زمن تناقض «اليهودية والديمقراطية» ورفع عنه بسهولة الديمقراطية. يتمسك اليسار بهذا التناقض بكل القوة ويرفض رؤيته. لذلك، هو يصاب بالصدمة في كل مرة مجددا. التركيز على الفساد (الحقيقي) لنتنياهو وعلى وحشية (الحقيقية) سموتريتش وبن غفير تنسي أن الفاشية تبدأ من داخلنا. الفرق بينهم كبير، ولكن الطريق إلى بن غفير تمر عبر لابيد وعبر «ميرتس» أيضا، كما غرد، هذا الأسبوع، دوف الفون، «ما تفسير إلى أين وصلنا؟ نحن وصلنا بالضبط إلى حيث ذهبنا».

اليأس والحزن في اليسار الصهيوني مفهوم، أيضا التوق إلى الاختفاء من هنا، وإعادة تغيير مكان السكن، وجواز سفر روماني، بيت في اليونان، كل ما يمكننا من الانتقال إلى دولة سليمة فيها مساواة بين كل مواطنيها، نقترح أن نرى في هذا التوق، الاختفاء من هنا، بصيص أمل، بالذات لأنه يشير إلى تفضيل العيش في دولة سليمة وديمقراطية وغير عنصرية على العيش في الدولة اليهودية. أي أن الناس مستعدون للتخلي عن العيش في دولتهم من اجل العيش في دولة سليمة. إذا تنازلنا عن الدولة اليهودية فريما يكون بالإمكان بدلا من البحث عن مكان في الخارج، ببساطة التخلي عنها هنا. قبل أن نقوم بحزم الحقائب ألا يجب علينا أن نحاول حل عقدة «اليهودية والديمقراطية» بوساطة التنازل عن العنصر اليهودي، والاكتفاء فقط بالديمقراطية؟

من الواضح أن تنحية سنوات من الأيديولوجيا الصهيونية (التي كانت ولا تزال بالنسبة للكثيرين رمزا للتحرر) لا تعتبر خطوة سهلة، لكنها تحتاج إلى خيال وشجاعة سياسية. هناك عدة منظمات في المجتمع المدني تتعامل في فصل هذا التعقيد. يمكن الانضمام إليها أو البدء في مجموعة جديدة. بدلا من التمسك بالدولة اليهودية التي لا تقدم آفاقا وتكلف ثمنا باهظا، يمكن للمرء البدء في تخيل دولة ديمقراطية تضع في مركزها التصحيح وليس المغادرة، وتظهر المسؤولية تجاه مكاننا ومجتمعنا ومستقبلنا، أي تجاهنا جميعا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى