ترجمات عبرية

هآرتس: فلسطين ستُقسم، غزة ستصبح دولة مدينة – حل الثلاث دول

هآرتس 28/10/2024، دان دارين: فلسطين ستُقسم، غزة ستصبح دولة مدينة – حل الثلاث دول

الحرب ابرزت النقاش حول مستقبل قطاع غزة. يوجد في اسرائيل وفي الحكومة من يطمحون الى دولة كبيرة واحدة، من البحر المتوسط وحتى نهر الاردن، التي تشمل حوالي 15 مليون نسمة، بينهم أكثر من النصف بقليل هم من العرب (51.35 في المئة). من يطمحون الى هذا الحل فانهم يتجاهلون الوضع الديمغرافي وتداعياته. اتفاقات اوسلو (ايلول 1993) نصت على أن الضفة الغربية وقطاع غزة هما وحدة جغرافية واحدة. حل الدولتين مقبول على من يؤيدون تقرير المصير للفلسطينيين كحل للنزاع. هذا الحل توجد له مشكلة جوهرية وهي المسافة بين الضفة وقطاع غزة.

عدد من الافكار تم طرحها لربط هاتين المنطقتين الجغرافيتين، بواسطة جسر أو نفق. في 1996 تم طرح فكرة شق شارع علوي يقوم على اعمدة، فيه مسارين في كل اتجاه، وسكة حديد، وأنبوب مياه، توفير المياه من البحر للبحر الميت وخطوط اتصال. الى جانب الموافقة السياسية كانت هناك مشكلتان، الاولى هندسية والثانية مالية. هذا الشارع كان يجب أن يتغلب على الارتفاع عن سطح البحر حتى ارتفاع 800 متر على طول 35 – 40 كم، وعلى التحدي المالي، كلفة تصل الى ملياري دولار. بمفاهيم هذه الايام يمكن كما يبدو التغلب. في 2009 طرحت فكرة لشق نفق. كسابقة لهذا الامر يمكن أن تكون النفق بين فرنسا وبريطانيا بطول اكثر من 50 كم، منها 39 كم تحت مياه البحر. تكلفة النفق كانت حوالي 23 مليار جنيه استرليني. هذان الحلان محتملين من ناحية مادية، لكنهما مثل الخيال، الذي يمكن أن يصبح واقعا اذا تم استثمار هذه الاموال الطائلة بشكل مختلف. 

ربما يجب اجراء عملية جراحية معقدة وفصل اسرائيل عن فلسطين. هناك نموذج معروف لمحاولة فاشلة للربط بين كيانين بعيدين عن بعضهما. في العام 1947 انتهى الحكم البريطاني في الهند وتم تقسيمها الى دولتين، باكستان المسلمة والهند ذات الاغلبية الهندوسية. باكستان تم تقسيمها الى قسمين، والهند فصلت بين هذين القسمين. التقسيم أدى الى صراع ومعاناة بين باكستان الشرقية وباكستان الغربية. في الغربية كان الحكم المركزي. الشرقية شعرت بالاضطهاد الاقتصادي والثقافي والسياسي. الانقسام أدى الى الحرب، وفي 1971 انتصر المنطق، وبنغلاديش تم الاعلان عنها كدولة مستقلة.

وضع التطور الاقتصادي والاجتماعي المختلف في اعقاب الحرب بين القسم الشرقي للسلطة الفلسطينية وبين قسمها الغربي، الاصغر، يتفاقم. الحل المحتمل هو تقسيم فلسطين الى دولتين. الاولى على مساحة 365 كم مربع، التي يعيش فيها في ظروف غير انسانية حوالي مليوني شخص، والثانية تقع بين اسرائيل والاردن. غزة ستكون دولة مدينة بما يشبه سنغافورة، دولة المدينة التي تشكلت فقط في 1965، رغم مساحتها الصغيرة التي تبلغ 720 كم مربع، والتي يعيش فيها 6 ملايين شخص، إلا أنه توجد لها مكانة مهمة في الاقتصاد العالمي، والناتج الخام القومي فيها للفرد هو من الأعلى في العالم. اقتصادها يعتمد على انتاج وتصدير المنتجات الالكترونية والبيوتكنولوجية والمواد الكيميائية. وقد تطورت واصبحت مركز مالي وتجاري مهم.

غزة ايضا، ليس فقط بسبب الحرب الحالية، توجد على شفا التدمير المادي والاقتصادي والاجتماعي. بالذات هذا الوضع يمكن من نهضتها. كل ذلك عن طريق اخلاء انقاضها واخلاء القليل مما تبقى فيها ونقل سكانها لفترة حتى يتم فيها بناء عاصمة حديثة كبيرة، ستحل ضائقة السكان الذين يعيشون في حالة فقر في احياء تنقصها البنى التحتية، ويعيشون على أمل واهم – يغذيه سياسيون فاسدون – بأنه اقترب اليوم الذي سيعودون فيه الى بيوتهم واراضيهم التي كانوا يعيشون فيها قبل 76 سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى