ترجمات عبرية

هآرتس: فقط استبدال القيادة السياسية والعسكرية يمكن أن ينقذ الدولة من الانهيار القريب

هآرتس 22/10/2024، اسحق بريكفقط استبدال القيادة السياسية والعسكرية يمكن أن ينقذ الدولة من الانهيار القريب


أنا أرغب في الافتراض بأن أي شخص سيفعل كل ما في استطاعته كي لا يتعرض لخطر وجودي، لأن هذا الامر مطبوع في الانسان. مواطنو دولة اسرائيل ينقسمون الى قسمين، قسم توجد له نظرية مختلفة من حيث مضمونها فيما يتعلق بالتهديد الوجودي للدولة ومواطنيها. والقسم الثاني يرى ضرورة في تدمير حماس وحزب الله في هذه الحرب لازالة التهديد الوجودي عن مواطني اسرائيل. في المقابل القسم الثاني يعتبر بالحاجة المهمة الى تدمير حماس وحزب الله، ولكنه يقول في هذه المرحلة ليس بامكان الجيش الاسرائيلي تحقيق هذا الانجاز، لذلك يجب العمل على وقف القتال واجراء تسوية لانقاذ الدولة من الانهيار.

هنا يطرح سؤال كبير، أي طرف من الطرفين محق، لأن هذا الامر هام جدا بالنسبة لنا.

من اجل فحص أي طرف هو المحق يجب معرفة الحقائق كما هي. قوانين الطبيعة لا تعمل حسب الأمنيات والرغبات والاوهام والاحلام، بل هي تعمل حسب الحقيقة التي هي واقعية وثابتة.

عندما تكون على حق وتريد تطبيق أحقيتك فان الشيء الاول الذي يجب أن تسأله لنفسك هو هل تستطيع؟ في ظل غياب القدرة (مثلا بسبب تقليص الجيش البري بشكل كبير في العشرين سنة الاخيرة) ليس فقط لن تحقق رغبتك واهدافك، بل بالعكس، أنت يمكن أن تتحطم على صخرة الواقع الذي لم ترغب في الاعتراف بحقيقته.

من يفحص الآن بشكل معمق الوضع الذي وصلنا اليه في الحرب، حيث فقط الوقائع والحقيقة بخصوص قدرة الجيش الاسرائيلي على الانتصار في هذه الحرب هي التي تقف امام ناظريه، فانه سيدرك بسرعة أن الوقائع على الارض مختلفة بشكل مطلق عن رغبة مواطني الدولة في تدمير حماس وحزب الله واجتثاث النظام الايراني. في ظل غياب قدرات الجيش الاسرائيلي، اذا استمرت هذه الحرب، ليس فقط لن ننتصر بل سنتحطم.

مثلما توقعت الكارثة في 7/10/2023 هكذا أنا أتوقع الكارثة المقتربة.

جميع السيناريوهات التي ذكرتها خلال فترة طويلة تحدث أمام ناظرينا، في الحقيقة بقوة أقل مما خطط له حزب الله، نتيجة تصفية حسن نصر الله وأترابه، ومؤخرا تصفية يحيى السنوار، لكن الاتجاه السيء جدا لانهيار الدولة بقي على حاله، طالما أن حرب الاستنزاف مستمرة. للأسف، فيما بعد ايضا قوة التهديد على اسرائيل سترتفع من جديد في الوقت الذي ندخل فيه الى المعادلة ايران ايضا. أنا أتحدث عن الوضع الصعب في الدولة، الآخذ في التفاقم أمام ناظرينا منذ فترة طويلة، على اساس حقائق ثابتة. في الواقع التدهور هو ابطأ قليلا. ولكن في كل ما يتعلق بهذه النتيجة النهائية فانه لا يهم اذا كان ذلك سيستغرق اسابيع، اشهر أو حتى سنوات. يوجد الكثير مما يجب فعله من اجل انقاذ الدولة من الانهيار في كل مجالات الحياة، ويمكن فعل ذلك، لكن لا يوجد أي أحد نتحدث معه الآن في المستوى السياسي والعسكري. فقط استبدال القيادة السياسية والعسكرية يمكن أن يوقف هذه العملية الفظيعة.

بعد كل نجاح للجيش الاسرائيلي يكون في اسرائيل سعادة وشرور وكأننا نجحنا في اجتثاث الارهاب والانتصار في الحرب. ولكن من له عقل في رأسه يمكنه الادراك بأن وضع الدولة الامني في المنطقة آخذ في التعقد والتدهور، ولا يوجد أي زعيم في المستوى السياسي أو الامني يرى للمدى البعيد ويفهم الصورة الاستراتيجية الشاملة.

عن معظم المحللين في وسائل الاعلام من المؤسف الحديث. ففي كل ما يتعلق بالقضايا المرتبطة بأمن الدولة فان عالمهم ضيق مثل عالم النملة، ناهيك عن غالبية الجمهور، الذي يعيش في حالة نشوة غير مسيطر عليها ولا يعرف ما الذي ينتظره في المستقبل. لا شك لدي بأن مواطني اسرائيل سيستيقظون على الواقع الصعب اذا استمروا في التصفيق بدلا من فهم الواقع كما هو، وأن يعملوا على تغييره، رغم تصفية حسن نصر الله والسنوار. مهم جدا أن يدرك الجمهور ما يحدث لنا حقا. واذا لم نعترف بالحقيقة فنحن ايضا لن نعرف كيفية مواجهتها.

بنيامين نتنياهو وأترابه لا ينوون استغلال الفرصة التي نزلت عليهم، والتوصل الى اتفاق لتحرير المخطوفين. رئيس الحكومة يواصل كالعادة اصدار تصريحات غير عقلانية عن تدمير حماس بشكل مطلق، وتدمير حزب الله واضعاف ايران. وقبل حدوث كل ذلك، هو لا ينوي مناقشة أي اتفاق سياسي. ولأن جميع خططه هي خيالية فان المخطوفين لن يتم اطلاق سراحهم، وحرب الاستنزاف ستستمر ومعها انهيار الدولة في كل مجالات الحياة. كثيرون هنا يتصرفون مثل قطيع هائم ويدعمون رئيس حكومة يقود دولة اسرائيل الى طريق مسدود. وعندما سيستيقظون فان الوقت يمكن أن يكون متأخر جدا.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى