ترجمات عبرية

هآرتس – فرصة ممتازة لاستعادة رابط مؤتمر مدريد

هآرتس – بقلم  عكيفا الدار – 31/10/2021

” ما هو البديل؟ هل هو أن يقوم الرئيس الامريكي بالاظهار لاسرائيل أنه يمكن الاستيطان بدون ازعاج وفي نفس الوقت الحصول على الاموال من العم سام؟”.

في مناسبة الذكرى السنوية الثلاثين على انعقاد مؤتمر مدريد، التي صادفت أمس، قال القاضي المتقاعد اليكيم روبنشتاين، الذي ترأس الوفد الاسرائيلي للمسار الاردني – الفلسطيني، إن “لم يتم اعطاء المكانة المناسبة للمؤتمر التي تجدر به في التاريخ”. نعم، هذا كان المؤتمر الدولي الاول (والاخير) الذي فيه جلس الواحد الى جانب الآخر من الممثلين الرسميين الكبار من اسرائيل وسوريا ولبنان ودول الخليج والضيوف من ارجاء العالم. مع ذلك، المؤتمر لم يقربنا من نهاية الاحتلال. مكانه في التاريخ حصل عليه بفضل اسهامه في انهاء حكم الليكود، بمساعدة عقوبات الولايات المتحدة التي فرضتها على اسرائيل. 

في هذه الفترة التي يتم فيها اطلاق خطة جديدة للبناء في المستوطنات من اللطيف أن نذكر الثمن الباهظ الذي دفعته حكومة اسحق شمير مقابل رفض تجميد البناء في المناطق اثناء المفاوضات حول مصيرها. هذا سمي “الرابط” أو اط”العلاقة”. الرئيس بوش الاب، عراب مؤتمر مدريد، عرف أن الحكومة الاسرائيلية لا يخطر ببالها التنازل عن أي شبر. وقد استغل الضائقة الاقتصادية في اسرائيل على خلفية موجات الهجرة من الاتحاد السوفييتي سابقا وطلب من شمير الاختيار بين العشرة مليارات دولار من اموال الضمانات وبين استمرار البناء في المستوطنات. 

إن رفض شمير للموافقة على شروط الولايات المتحدة احدث ازمة في العلاقة مع الادارة الامريكية وعمل على تسريع اعادة الليكود الى المعارضة. حكومة اسحق رابين، التي تم تشكيلها بعد انتخابات حزيران 1992 (14 مقعد للعمل و12 مقعد لميرتس)، وافقت على تسوية بحسبها أي شيكل يجتاز الخط الاخضر سيتم خصمه من المساعدات الامريكية لاسرائيل. للاسف الشديد، رابين لم يطل وقته كي يتمتع بثمار السلام التي بدأت في النضوج في مدريد ومرورا باوسلو. 

ثلاثة عقود و350 ألف مستوطن آخر بعد مؤتمر مدريد، مرة اخرى اسرائيل تتوقع أن يتبرع لها دافع الضرائب الامريكي بالاموال. هذه المرة حكومة بينيت تريد منحة تبلغ مليار دولار من اجل تجديد مخزون “القبة الحديدية”. فرصة ممتازة لاستعادة رابط 1991. هل تريدون الاموال للقبة الحديدية؟ يجب عليكم اعادة الخطط الجديدة للبناء  الى الدرج. هل تريدون الاعفاء من تأشيرات الدخول للسياح من اسرائيل؟ يجب عليكم الوفاء بتعهداتكم لبوش الابن وتفكيك جميع البؤر الاستيطانية التي بنيت منذ العام 2001. “اظهار القلق” مثل الذي نشرته وزارة الخارجية الامريكية في الاسبوع الماضي، يتم استقباله في اوساط الاسرائيليين مثل قصة الكلب الذي عض شخص. هكذا ايضا المعارضة الخفيفة لوزراء العمل وميرتس.

منذ فترة غير بعيدة كتب في هذه الصحيفة بأن “حكومة التغيير” هي معجزة يجب الحفاظ عليها من أي سوء. ولكن المعجزة في السياسة هي أمر نادر حتى أكثر من معجزة الطبيعة. وأي معجزة لن تنقذنا من كارثة الاستيطان التي ستطارد اسرائيل على مر الاجيال. ذات يوم عندما ينفد الزيت من الجرة ويعود اليمين الى الحكم سيطالب وبحق بأن يكتفي جو بايدن بـ “اظهار القلق”. واذا ابتلعت احزاب اليسار ضفدع الاستيطان التي يقدمونها لها الآن على طاولة الحكومة فان اعضاءها سيضطرون الى ملء افواههم بالمياه عندما ستتم اعادتهم الى مقاعد المعارضة. 

أنتم ستتساءلون ما الذي يريده هذا التطهري. هل يريد أن يسقط بايدن الحكومة وأن يعيد نتنياهو الى بلفور؟ هذا سؤال جيد. ولكن ما هو البديل؟ هل يجب على الرئيس الامريكي أن يظهر للاسرائيليين أنه يمكن ايضا الاستيطان بدون ازعاج وفي نفس الوقت الحصول على اموال العم سام؟ وأن تقوم الولايات المتحدة بتعليم اليهود بأنه في ارض اسرائيل مسموح فرض نظام الابرتهايد وفي نفس الوقت الحصول على الدعم من زعيمة العالم الحر، شريطة أن لا يكون عازف الناي الذي يقودنا الى الهاوية هو شخص آخر غير بنيامين نتنياهو؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى