ترجمات عبرية

هآرتس – عودة بشارات – الطريق هي وحدة العرب وتحالف مع اليسار

هآرتس – بقلم  عودة بشارات – 8/11/2021

” اليسار هو حليف المضطهدين على خلفية قومية وطبقية وجندرية، وهذا موضوع عالمي. واليهود بشكل عام تمركزوا في الجانب اليساري الديمقراطي، وفي المقابل كان اليسار الى جانبهم عندما تعرضوا لعدوان عنصري “.

التطورات الاخيرة على خلفية المصادقة على ميزانية الدولة اثبتت من جهة بأن قوة العرب مثل أي مجموعة مضطهدة هي في وحدتهم. وفي المقابل لا يوجد لمجموعة قومية مضطهدة أي حليف سوى اليسار، مع كل نقاط ضعفه وتردده وتطلعه للقومية المتطرفة.

بشكل عام اليسار هو حليف للمضطهدين على خلفية قومية وطبقية أو جندرية. وهذا موضوع عالمي. اليهود بشكل عام تمركزوا في الجانب اليساري الديمقراطي، وفي المقابل اليسار كان الى جانبهم عندما كانوا معرضين لهجمات عنصرية. بالتحديد في شهر العسل بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو ازدهرت اللاسامية، والهجمات على الكنس والمواقع اليهودية زادت. أي أن “اخوة العنصريين” بين ترامب ونتنياهو لم تخفف تحريض الاوساط الفاشية. بالعكس، بالتحديد شهر العسل هذا شجعهم على التطرف في عدائهم لليهود. هم لم يروا في نتنياهو ممثل لليهود، بل حليفهم ضد الآخرين، السود والاسبان والمسلمين وايضا اليهود. 

في اسرائيل، خلافا لدول اخرى، اليسار هو في معظمه هجين للقومية المتطرفة المسيحانية مع قيم عالمية مخصصة بالاساس لليهود. لذلك، نحن نشهد خيبة أمل تلو الاخرى بسبب سلوكه. ولكن هذا ليس كل التشخيص. لأنه رغم ذلك، الغالبية العظمى في “معسكر اليسار” لا تحمل علامات الفاشية ولا ينتج عنها أي تحريض ظلامي. في الاوقات الحرجة هذه التفاصيل الدقيقة هي كل القصة. لذلك فان عملية البحث عن بديل لليسار المتعثر مفهومة، لكن اختيار اليمين المتطرف بديلا لليسار فهذا يعتبر هرب من السيء الى الاسوأ منه.

“كفة الميزان” كان تعبير مغسول لعضو الكنيست منصور عباس عندما حاول تبرير السعي الى أن يكون جزءا من معسكر اليمين المتطرف. من اجل ذلك قام باجراء مفاوضات مع نتنياهو وذهب الى الحاخام المتطرف حاييم دروكمان وأدى الى انقسام القائمة المشتركة وخفض قوة العرب من 15 مقعد الى 10 مقاعد. في المقابل، عباس يحصل الآن من معسكر اليمين على التحريض الذي تقشعر له الابدان، الى درجة هدر دمه. 

يمكن القول بشكل حازم إن اليمين لا يمكن أن يكون حليف، حتى لو مؤقت، للسكان العرب الذين يتم التمييز ضدهم، بالضبط مثلما ترامب لا يمكن أن يكون حليف لليهود. في لحظة واحدة عندما ستتغير الظروف فان شهر العسل سيتحول الى شهر تحريض. بالنسبة لوحدة السكان العرب يمكن الاشارة الى أنه حتى قبل تشكيل القائمة المشتركة، وعندما تنافست الاحزاب بصورة منفصلة للانتخابات في الكنيست، فقد حافظت على التنسيق بينها تقريبا في جميع المواضيع الرئيسية. وهذا الاتفاق في الرأي الذي ساد بين الاحزاب الاربعة عزز مطالبة من يؤيدون الوحدة بتشكيل القائمة المشتركة. بالطبع اضافة الى رفع نسبة الحسم التي هددت تمثيل العرب في الكنيست. 

هذه الوحدة اثبتت نفسها ايضا في الحصول على الموارد حتى عندما كانوا في المعارضة، مع 15 مليار شيكل في الخطة 922، وبعد ذلك حصلوا على بضع مليارات اخرى للمجتمع العربي. يمكن التخمين بأنه لو أن الوحدة استمرت فان هذا الانجاز كان سيكون اكبر.

صرخات الاستغاثة لـ “المنافقين والطيبين” في اليسار الاسرائيلي المتعثر ضد القائمة المشتركة، التي لم تدعم الميزانية، مثيرة للضحك. كان من الجدير بهم أن يوجهوا انتقادهم لحراس العتبة في الحكومة الذين قاموا باغلاق الباب امام القائمة المشتركة حتى من اجل الحصول على دعمها من الخارج. من جهة، القائمة المشتركة رغم ذلك قامت بكل ما في استطاعتها من اجل منع عودة نتنياهو. وخلال التصويت على تشكيل حكومة بينيت – يئير وقف ثلاثة اعضاء كنيست من القائمة المشتركة خارج القاعة من اجل التأكد من أن الحكومة ستحصل على الثقة في الكنيست، وبعد ذلك صوتوا ضدها. 

لكن عندما لا يوجد خطر من عودة نتنياهو وفرقته الفاشية، اثناء التصويت على المصادقة على ميزانية للاحتلال ولقمع الفلسطينيين، فانه يجب عليهم العمل مثل المصارع محمد علي، التحليق مثل الفراشة واللدغ مثل النحلة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى