ترجمات عبرية

هآرتس: عن ماذا محظور على هرتسوغ التنازل

هآرتس 8/12/2025، رفيت هيختعن ماذا محظور على هرتسوغ التنازل

لن يوافق رئيس الدولة اسحق هرتسوغ على طلب العفو الذي قدمه بنيامين نتنياهو، ولن يقوم باجراء “اصلاح شامل” لجهاز القضاء، ولن يعارض موقف قسم العفو في وزارة العدل، الذي سيتشاور مع مكتب المدعي العام الذي يقاضي نتنياهو، أو موقف المستشار القانوني في مكتب الرئيس، ولن يوافق على طلب نتنياهو الذي لا يطلب العفو، بل يطلب امتياز غير مسبوق يتمثل في وقف المحاكمة. من ناحية اخرى، واضح للجميع ان هرتسوغ يريد ويعمل على انهاء ملحمة محاكمة نتنياهو، وهي نتيجة يرغب فيها كثيرون في المعسكرين.

هذان القطبان الواضحان يحصران بينهما الامور في مساحة كبيرة، غامضة، تشكل سابقة تسمى “العفو المشروط”، الذي ما زال يتوقع ان يخضع لاختبارات قاسية في محكمة العدل العليا. وبغض النظر عن الاسئلة الكثيرة التي تطرح في مثل هذه الحالة، مثل استمرار المحاكمة خلال الفترة المشروطة، فان السؤال الرئيسي والاهم هو: ما هو الشرط أصلا. أو بتعبير بسيط بالعبرية: ما الذي يجب على نتنياهو تقديمه مقابل تعليق محاكمته.

نتنياهو سبق وبدأ المفاوضات بطلب العفو الصلف الذي قدمه، عندما المح بان وقف محاكمته يمكن ان يؤدي الى وقف التشريع العدواني ضد جهاز القضاء والاعلام. ليس من غير المعقول التساؤل اذا كان التصعيد الاخير في الهجمات على هذين الجهازين – العزيزين على الديمقراطيين – يهدف الى زيادة المقابل المعروض كما يبدو. يحتمل أن الهجوم عليهما كان معد لهذا الغرض من البداية.

لكن هذه البضاعة لن تكفيه عند الرئيس. سلة “الاثمان العامة” المتوقعة من نتنياهو تشمل الحد الادنى من الاموال من اجل الحصول على العفو، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في احداث 7 اكتوبر، اضافة الى اعترافه بجزء من المسؤولية عن الافعال التي قدم للمحاكمة بسببها (العفو كما هو معروف يعطى للمجرم الذي يعترف باخطائه).

رغم ان نتنياهو ينشر في اليمين بأنه لا ينوي الموافقة على مثل هذه الطلبات، الا انها صفقة ممتازة بالنسبة له، خاصة في ظل رغبة محيطه في انهاء المحاكمة وتجنب الادانة في الملف 1000، الذي يبدو أن فرصة الحصول على ادانة فيه كبيرة. هل تعتبر هذه الصفقة – الاعتراف بالذنب، وقف الانقلاب وتشكيل لجنة تحقيق رسمية – هي صفقة جيدة؟ هل لديها القدرة على انقاذ اسرائيل من الوضع الفظيع؟ الجواب هو لا.

هرتسوغ، الذي اوصله التاريخ الى مفترق طرق حاسم مع قوة كبيرة في يديه، كان يريد تجنب هذا القرار الثنائي وارضاء المعسكرين. ولكن ربما هو اكثر من أي شخص آخر يعرف ان الاتفاق مع نتنياهو لا يساوي قيمة الورق الذي كتب عليه، وان كل مصافحة معه لها نتيجة واحدة مؤكدة وهي فقدان اصبع حيوية.

لكن الاكثر اهمية من ذلك هو ان الرسالة التي تقول بان سياسي قوي يمكنه اختطاف الحكومة أو غيرها من الاجهزة الحيوية من خلال قمعها وتشجيع التحريض الجامح ضدها لاسباب شخصية، هي رسالة خطيرة جدا. ان تشكيل لجنة تحقيق رسمية في فظائع مثل 7 اكتوبر ليس هبة يقدمها أي أحد مقابل شيء ما، بل هو واجب الدولة تجاه الضحايا وعائلاتهم، واعتراف رمزي بسيط بالمسؤولية عن مصيرهم. نتنياهو يثبت انه ينوي مواصلة توسيع هذه الطريقة وتكثيف الانقلاب النظامي. وهو الان يسيطر على الاجهزة الامنية، بما في ذلك الشرطة السرية. ان معنى استمرار حكمه، كما يثبت كل يوم، هو جمع وضم المزيد من الوسائل لترسيخ حكمه بأي ثمن.

ان افضل طريقة لوقف محاكمة نتنياهو هي العودة الى الاطار القانوني والمنهجي لاتفاق الاعتراف بالذنب. مع ذلك، اذا وصلت الامور بالفعل الى الحد الحالي فان أي عفو استثنائي يجب ان يكون على مبدأ واحد: الانسحاب من الحياة العامة ووقف تدمير مؤسسات دولة اسرائيل، وإلا فيجب استمرار المحاكمة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى