ترجمات عبرية

هآرتس – عنف المستوطنين يعرض للخطر امن دولة اسرائيل

هآرتس – بقلم  نيتسان الون وافي مزراحي وجادي شمني  – 11/1/2022

يجب على المستوى السياسي والامني الاحتشاد لاحتواء فوري وحازم لا هوادة فيه لظاهرة عنف المستوطنين لأنها تشكل خطراً على امن الدولة وامن مواطنيها “.

عنف المستوطنين المتطرفين في يهودا والسامرة حظيَ مؤخراً باهتمام كبير في اعقاب تصريحات مختلفة لزعماء اسرائيليين، ولكنه نوقش ايضا في محادثات المستشار الامريكي للأمن القومي جاك ساليبان مع مستضيفيه الاسرائيليين. وفي وقت سابق ايضا، بعد ان طرحت نائبة وزيرة الخارجية الامريكية فيكتوريا نويلاند هذا الموضوع في لقائها مع وزير الامن الداخلي عمر بارليف .

الارهاب الفلسطيني في يهودا والسامرة مازال يشكل تهديداً ملموساً. نحن كقادة للمنطقة في السابق، كنا مشاركين في نشاطات حازمة لأذرع الامن وعلى رأسها الجيش الاسرائيلي والشباك، ضد هذه التهديدات، وهو نشاط يستمر ويتعاظم حتى اليوم. ولكن عنف جهات فلسطينية لا يمكنه ان يشكل تبريراً لتجاهل سياسي او عملي للمشاغبين الخارجين عن القانون في الجانب اليهودي. مؤخراً توجهت حركة “قادة من اجل امن اسرائيل” _ وهي هيئة تضمم اكثر من 300 من كبار خريجي اجهزة الامن، ونحن من بينهم _ وزراء واعضاء كنيست وحذرتهم من اربعة مخاطر يكتنفها عنف المستوطنين المتطرفين :

على المستوى الامني – باعتبارنا الجهة الاقوى التي تسيطر على الارض، علينا التأكد من انه في يهودا والسامرة يتم استخدام منظومة حازمة وناجعة وولا هوادة فيها لإنفاذ القانون. ان عنفا شعبيا يهوديا يمس بقدرة الجهات الامنية للقيام بدورها الاساسي الا وهو مكافحة الارهاب الفلسطيني ومنع تحويل هذه المنطقة الى جبهة قتال اخرى. ان عنفاً غير مسيطر عليه من جانب مستوطنين متطرفين يمس بالقوة الرادعة للجيش الاسرائيلي، وتثبت قوات كبيرة للقيام بمهام شرطية على حساب مهامهم و تضع الجنود وقادتهم في اوضاع ليست لهم.

ايضاً على المستوى الامني – فإن عنف المتطرفين الاسرائيليين يثبت للمجتمع الفلسطيني انه لا يوجد سيد في هذه المنطقة يدافع عنها، ويعرض السلطة الفلسطينية كأداة فارغة غير قادرة على الحكم في المناطق الواقعة تحت مسؤوليتها. كما انه يسحب البساط من تحت قدرتها على تبرير التنسيق الامني بين اجهزتها وقواتنا وهو امر ضروري لبقائها مثلما هو ضروري لأمن المواطنين الاسرائيليين. هذا التنسيق ساهم في منع مئات العمليات الارهابية وانقاذ حياة اشخاص مثلما اثبت مؤخراً، عندما انقذت اجهزة الامن الفلسطينية مواطنين إسرائيليين وجدا نفسيهما في وسط جمهور هائج في رام الله .

على المستوى القيمي – الاجتماعي – فإن عنف اليهود ضد الفلسطينيين، وضد نشطاء انسانيين اسرائيليين وضد قوات الامن في منطقة تحت سيطرتنا، يعارض قيم اليهودية والمجتمع الاسرائيلي. كدولة قانون من واجبنا التأكد من ان المواطنين الاسرائيليين لا يعملون خلافاً للقانون وبصورة تمس بالأمن وبمصالح وطنية اخرى. المشاغبون يعملون بعنفٍ جماعي منظم، ويتحدّون سيادة الدولة وقوانينها ، ومكانة الجيش الاسرائيلي، وبشكل خاص احتكار الدولة لاستخدام القوة. هذه الديناميكية لا تعترف بالخطوط الخضراء او بالجدران الفاصلة ، وفي النهاية ستنزلق وتقوض اساس النظام الاجتماعي في اسرائيل

ايضاً على الصعيد السياسي يمكن ملاحظة ان الاهتمام الدولي بهذا الموضوع وصل الى نقطة حاسمة واسرائيل يتم اختبارها بقدرتها على مواجهة هذه الظاهرة. العنف جلب نقداً لاذعاً ليس فقط من اعدائها بل ايضاً من اصدقاء بارزين لها، من بينهم الادارة الامريكية والكونغرس في واشنطن والجالية اليهودية الامريكية. في منطقتنا فإن حالة فوضوية وعنيفة في المناطق يلزم زعماء عرب اصدقاء من مصر والاردن وحتى الخليج بالرد. بهذا من شأنه الاضرار ايضا بتوجه التطبيع مع الدول العربية وكذلك مع دول اسلامية خارج المنطقة .

اذا لم تعالج هذه الظاهرة المدمرة بصورة فورية وبدون تساهل فإنها ستخرج عن السيطرة. كما ان استمرار هذا التوجه من شأنه ان يؤدي الى نتائج خطيرة منها المس بالتنسيق الامني؛ وسيعزز جهات متطرفة وعلى رأسها حماس؛ ويؤدي الى تدهور الفلسطينيين نحو اليأس الى درجة انتظامهم بالدفاع عن النفس – وهو تطور من شأنه ان يتدهور الى انتفاضة ثالثة؛ والى تعبيرات عن تماهي في اوساط مواطني اسرائيل العرب، مع تداعيات على مجالات النظام العام والاندماج الجماهيري المتزايد؛ وفي نهاية الامر – الى زيادة اعمال العنف في كلا جانبي الخط الاخضر، مع المس الحقيقي بالأمن الشخصي لكل مواطن/ة ومقيم/ة . 

عنف المستوطنين المتطرفين لا يتم احتماله على الصعيد الاخلاقي، ويقوض الاستقرار في المناطق، ويمس بأمن اسرائيل ومواطنيها ويضر بالمصالح الاستراتيجية في المنطقة وخارجها. على المستوى السياسي – الامني _ابتداءً من رئيس الحكومة ومروراً بالوزراء، وحتى المستويات التنفيذية المسؤولة عن الموضوع _لهذا يتوجب التجنّد لاحتواء فوري وقوي، حازم ولا هوادة فيه لهذه الظاهرة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى