ترجمات عبرية

هآرتس: عنف المستوطنين تحت مظلّة قائد اللواء!

هآرتس ١١-٦-٢٠٢٢م ، بقلم: ينيف كوفوفيتش وآخرين

من الوهلة الأولى لا يبدو هناك أي شيء غريب في هذه القصة. سجين تحرر من السجن في إسرائيل عاد إلى القرية التي يعيش فيها في الضفة الغربية بمرافقة أصدقائه الذين أقاموا له «مسيرة انتصار» للاحتفال بهذا اليوم الكبير. والهتافات التي سمعت لم تكن بالعربية، السجين الذي أطلق سراحه كان يهوديا، مستوطن من يتسهار، أدين باعتداء عنيف على فلسطينيين قبل سنة فقط.

لم يكن المحتفلون الذين سافروا في عشرات السيارات من اليمين المتطرف وشبيبة التلال، بل كان هناك أيضا، كما قال ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى، عدد غير قليل من المستوطنين الذين يعتبرون من التيار العام؛ أي نوعاً من العامل الكابح أمام المتطرفين اليهود الذين يوجدون في المناطق.

تحول هذا الاحتفال بسرعة إلى أعمال شغب ضد سكان بلدة حوارة. ألحق المستوطنون الضرر بممتلكاتهم، وبعد ذلك اصطدموا مع جنود حرس الحدود.
هذا حدث في كانون الثاني الماضي. في الأشهر التي أعقبت ذلك زادت أعمال عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وإذا كان قد وثقت خلال السنة الماضية من قبل جهاز الأمن 650 جريمة قومية كهذه فإنه منذ بداية السنة عدد هذه الجرائم تجاوز الـ 400 وهذه فقط الأحداث المعروفة للجيش الإسرائيلي.
ولكن لم يحدث تغيير فقط في عدد الحالات، بل أيضا في السكان الذين يشاركون فيها. في نقاش مغلق جرى مؤخراً في فرقة يهودا والسامرة قال مصدر عسكري إنهم في جهاز الأمن يلاحظون أنه في الاعتداءات يشارك أكثر فأكثر أشخاص حتى الآن لم يشاركوا في العنف، بل حاولوا ضبطه. الآن هم يشاركون في الاعتداء.
بشكل عام، في فرقة يهودا والسامرة يلاحظون عدة بؤر بارزة يأتي منها المستوطنون الذين يقومون بالاعتداء على الفلسطينيين، والبارزة من بينها توجد تحت مسؤولية قائد لواء السامرة، العقيد روعي تسفايغ.
وضع تسفايغ نفسه إلى جانب المستوطنين بسلسلة تصريحات وأفعال، وبقصد أو دون قصد، صب الزيت على الاشتعال في الضفة.
هذا يشمل قائمة طويلة من الأحداث، جميعها حدثت في الأشهر الأخيرة، في عدد كبير من الأماكن التي تقع تحت مسؤوليته.
قائمة جزئية فقط تشمل عشرات المستوطنين الذين هاجموا الفلسطينيين في قرية قصرة؛ رش غاز الفلفل على طفل عمره شهرين قرب مستوطنة سبسطية؛ مجموعة من المستوطنين بدأت بشجار مع الفلسطينيين في قرية عوريف؛ رشق الحجارة على المسجد في القرية وتحطيم النوافذ؛ مجموعة مستوطنين دخلت إلى مقهى في حوارة وبدأت في تخريب الممتلكات والبضائع في المكان.
«فجأة دخل ثلاثة – أربعة أشخاص نزلوا من سيارة إسرائيلية وبدؤوا بتحطيم الأغراض – التلفزيون واللوحات والطاولات المصنوعة من الزجاج، كل ما هو موجود»، وصف ذلك للصحيفة فارس عودة صاحب المقهى.
وحسب قوله كانت هناك قوات للجيش في المنطقة لكنها لم تساعده أثناء الهجوم، الذي قدرت أضراره بنحو عشرين ألف شيكل. «في الفترة الأخيرة نحن نشعر بأنه ببساطة لا يوجد أمان، المسافة بينك وبين الموت صفر».
يبدو أن القرارات التي اتخذها كبار القادة في قيادة المنطقة الوسطى، التي للوهلة الأولى كان يمكن أن تعيد الهدوء والاستقرار النسبي، أدت إلى النتيجة المعاكسة.
فالتوتر الأمني، حسب ادعاء الأجهزة الأمنية، كان يمكن أيضا أن يمتد إلى جميع مدن الضفة.
الآن يعترفون في قيادة المنطقة الوسطى بأنهم لم يعرفوا حجم التحدي وتداعياته، ولم يعرفوا أيضا أن رد الجيش الإسرائيلي كان ناقصا وساهم في التصعيد؛ ليس بالصدفة تم توثيق عشرات حالات الجرائم القومية ضد الفلسطينيين في المنطقة في الفترة الأخيرة.
درة التاج كانت قرية حوارة التي تحولت إلى بؤرة رئيسة لأعمال شغب المستوطنين ضد الفلسطينيين، والعكس صحيح.
المسيرات الاستعراضية وتخريب الممتلكات من جهة، ورشق الحجارة من جهة أخرى، تحولت تقريبا إلى روتين.
التدهور هناك تسارع قبل شهر تقريبا في أعقاب توثيق تسفي سوخوت، من المستوطنين الذين أقاموا «أفيتار» ومقرب من رئيس مجلس شومرون يوسي دغان، وهو يزيل علم فلسطين الذي تم تعليقه في الشارع الذي يخترق حوارة.
يدور الحديث عن شارع رئيس يؤدي إلى نابلس ومستوطنات يتسهار وهار براخا، لذلك يسافر فيه المستوطنون والفلسطينيون يوميا. بأثر رجعي، هذا كان فقط بداية «معركة الإعلام».
بعد ذلك تم توثيق مستوطنين آخرين، وحتى جنود، وهم يزيلون أعلام فلسطين التي تم تعليقها في الشارع.
فيلم آخر وجد صدى في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية وثق مستوطنا وهو ينزل علم فلسطين في الوقت الذي فيه قام الجنود بتأمين المكان ومنع الفلسطينيين من الاقتراب، عندها أطلقوا قنبلة صوت نحو أحد الفلسطينيين.
حسب ادعاء الجيش، الفلسطيني قام برشق الحجارة. وفي فيلم آخر تم توثيق جنود وهم ينزلون أعلام فلسطين في منتصف الليل في الشارع نفسه.
«يوجد لنا حق في رفع أعلامنا، لا أحد منا يذهب إلى يتسهار وينزل أعلامهم. فلماذا يأتون إلينا؟»، قال محمد خلف، عضو مجلس حوارة.
«أيضا حسب اتفاقات أوسلو فإنه مسموح لنا الأعلام». وحسب قوله، الجيش يقوم بدور الدرع للمستوطنين في هذا الوضع. «في كل مكان توجد فيه أعلام يأتي المستوطنون ويقومون بإنزالها. وإذا قال لهم شخص أي شيء يأتي الجيش ويبعده. هم يدافعون عنهم».
دخول الجيش إلى المعركة على الأعلام كان قرار العقيد تسفايغ. في الجيش سيفسرون بأثر رجعي بأن وعاء الضغط بدأ ينزلق إلى مواجهات (مؤخرا زاد عدد التقارير عن رشق الحجارة من قبل الفلسطينيين على المستوطنين الذين سافروا في حوارة)، وهكذا فكروا في تهدئة المنطقة. فعليا، الغليان ازداد فقط. وساهم في ذلك أيضا حقيقة أن الجيش احتل خمسة مبانٍ في حوارة وقام بتعليق على إحدها، بصورة استفزازية، علم إسرائيل (تسفايغ سيشرح في ما بعد بأنه في الوقت الذي عرف فيه عن ذلك أمر بإنزال العلم).
أيضا قرار إغلاق شوارع تربط بين القرية وجاراتها بوساطة أكوام التراب لم يهدئ السكان. بل بالضبط عمل العكس، قال خلف. كل ذلك أدى إلى غضب شديد في أوساط الشباب، وقاموا بالاشتباك مع الجيش. فقط قبل أسبوعين تحولت تظاهرات الفلسطينيين إلى مواجهات مع قوات الجيش، وأصيب شخص بالنار الحية وتسعة أشخاص بالرصاص المطاطي، هذا ما أبلغ عنه الصليب الأحمر.
لكن عضو المجلس، خلف، يعتقد أن أحداث الأسابيع الأخيرة سيكون لها تأثير حقيقي على المدى البعيد على الطريقة التي يرى فيها السكان علاقتهم مع الاسرائيليين.
«في السابق كان المستوطنون يدخلون إلى هنا ويشترون أغراضهم. كانت هناك كتابات بالعبرية على المحال»، قال. «الآن الناس قاموا بمحو الكتابات العبرية. أنت تأتي وتنزل لي العلم وفي الوقت نفسه تريد أن تشتري؟».

كوخ في «يتسهار»
في قلب هذه العاصفة يوجد تسفايغ، الذي في هذه الفترة يحتفل بمرور سنتين على وجوده في منصب قائد لواء شومرون. يبدو أن اسمه معروف للجمهور أكثر من أسماء أسلافه، وليس بالضرورة في السياق الذي كان معنيا به. في خلفية تصاعد أعمال العنف في قطاعه، أصدر في الأشهر الأخيرة عددا من التصريحات التي احتلت العناوين، وأشارت للفلسطينيين في الضفة بأن الجيش اختار الطرف الذي سيقف إلى جانبه، أي المستوطنين.
التصريح الأول كان في شهر آذار. في حينه شارك في احتفال لإحياء ذكرى أبناء عائلة فوغل من مستوطنة إيتمار، بحضور عدد كبير من الشخصيات البارزة في أوساط المستوطنين. «لقد قلت لكم في المرة الأخيرة التي كنت فيها هنا كم هو النور الذي تنشره هذه المدرسة الدينية. لا أعتقد أن من يجلس هنا على الكراسي يفهم ذلك بنفسه»، قال وهو يرتدي الزي العسكري. «أنتم تخلقون الضوء، أنتم داخل النور. في كل مرة آتي إلى هنا أتقوى بأناس جيدين ينشرون حولهم النور. شعب إسرائيل بخصائصه الجيدة جداً».
لقد مر شهر، ومرة أخرى تم توثيق تسفايغ. في هذه المرة عشية دخول قوات الجيش إلى نابلس من أجل ضمان أعمال الترميم في قبر يوسف (الذي تم إحراقه ولحق به تخريب بأيدي الفلسطينيين)، حيث أعطى التعليمات للجنود عبر الاتصال وقال: «في هذا المكان وعدت أرض إسرائيل لأبونا إبراهيم، عندما قيل: لنسلك أعطيت هذه البلاد». مرة أخرى عندما شارك في الشهر الماضي في لقاء في مستوطنة ألون موريه. «كثيرة هي المرات التي يقولون فيها في جميع المناسبات والأماكن إن الجيش والاستيطان يعملان معا»، قال تسفايغ للحضور الذي استقبله بالتصفيق. «أنا لا أتفق مع هذه المقولة. أنا أعتقد أن الجيش والاستيطان هما نفس الشيء. في اللحظة التي تقول فيها إن الجيش والاستيطان يعملان معاً فأنت تفرق بينهما».
في هذه الواقعة طلب رئيس الأركان، أفيف كوخافي، توضيحات من قادة تسفايغ. والعميد آفي بلوت، قائد فرقة يهودا والسامرة، قام باستدعائه لمحادثة استيضاح.
وقد انتهت هذه المحادثة بتقديم ملاحظة، ليس أكثر من ذلك.
وجدت جميع هذه التصريحات طريقها إلى الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام الممأسسة، بصورة أحرجت رؤساء جهاز الأمن، وتسفايغ نفسه أيضا.
في محادثات خاصة عبر عن الندم على هذه الأقوال، بالتأكيد حول نشرها. هو لم يكن ينوي إرسال رسائل ليكون لها صدى، قال المقربون منه. ولكنّ أعضاء بارزين في اليمين استغلوا سذاجته من أجل ذلك. «الهفوات التي نشرت في وسائل الإعلام هي أحداث اهتم المستوطنون بنشرها. هو لم يعرف الآلة التي يعمل معها»، قال أحد الضباط الذي خدم مع تسفايغ في السنوات الأخيرة. «في محادثات إجريتها معه هو يعرف أنه أخطأ في بعض الحالات، ولم يكن ليكررها».
ولكن عندما تحدث الأمور مرة تلو الأخرى فإنه تثور شكوك حول هذا التفسير. على الأقل تجاه الخارج يبدو أن هناك علاقة قوية بينه وبين نشطاء يمين بارزين في المستوطنات.
الحديث لا يدور فقط عن تصريحات. فهناك أيضا أفعال. في إطار منصبه، تسفايغ مخول باستضافة أبناء عائلته بين حين وآخر في فندق أو في كوخ ريفي في القطاع الذي يتولى المسؤولية عنه. يوجد لتسفايغ، كما أكدت مصادر في الجيش، اختيار مهم: الكوخ الموجود في مستوطنة يتسهار، الذي هو بملكية مدير عام حزب «القوة اليهودية» السابق، تسفي سوخوت، نفس الشخص من أفيتار المعروف جيدا لجهاز الأمن. يوجد لتسفايغ، كما يقول المقربون منه، تفسير خاص به لاختيار هذا المكان: هذا جاء بنية أن يري لنشطاء اليمين المتطرف أنه لا يخاف من القدوم إلى يتسهار وحده أو مع أبناء عائلته. وذلك بعد أن حاول في الماضي مستوطنون من يتسهار و تل رونين منعه هو وضباط في الفرقة من دخول المستوطنة احتجاجا على سياسة الجيش الإسرائيلي.

معضلة الجنود
تسفايغ متزوج وهو أب لولدين. هو غير متدين ولا يعيش خلف الخط الأخضر. أصدقاؤه يقولون إنه لم يعمل في أي يوم في السياسة.
هو ترعرع في حيفا وتعلم في المدرسة الواقعية والآن بيته يوجد في كيبوتس دفيرت القريب من الكريوت.
حياته العسكرية غير استثنائية. فقد تجند في 2001 في لواء المظليين وكان قائد مدرسة التدريب لدورية رئاسة هيئة الأركان وقائد كتيبة في المظليين وقائد وحدة مغلان.
فترة وجوده في مغلان، سودتها حادثة أصيب فيها أحد المقاتلين إصابة بالغة، عيلي حيوت، بعد أن طلب منه القفز في «جيب هامر» أثناء التدريب في الوحدة.
وقد نتجت إعاقة عن هذه الحادثة. بعد انتهاء تحقيق داخلي أجراه تسفايغ تقرر معاقبة المستوى المتدني في الوحدة، لكن تم رفع المسؤولية عن القادة الكبار.
ولكن عندما استيقظ حيوت بعد أسبوعين على الحادثة، وقدم روايته ثار الشك بأن ضباطا كبارا لم يقولوا الحقيقة في التحقيق الذي أجراه تسفايغ.
وهذا انتهى بأن رئيس الأركان، أفيف كوخافي، قام بتوبيخ تسفايغ وتأجيل ترقيته لسنة. هذه الترقية حصلت في 2020 عندما تم تعيينه قائدا للواء شومرون في قيادة المنطقة الوسطى. ومن ذلك الحين مرت سنتان، وفي كل يوم يمر يبدو أن مؤشر العنف والتوتر فقط يرتفع.
في نقاش مغلق جرى مؤخراً في فرقة يهودا والسامرة قال مصدر عسكري إن تسلسل الأحداث العنيفة من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين وقوات الأمن تحول إلى عنيف أكثر. تقريبا كل حادثة تتحول إلى مواجهة جسدية يشارك فيها عدد كبير من المستوطنين. هذه الأقوال يؤكد عليها أيضا ضابط في الاحتياط، أنهى مؤخرا بضعة أسابيع من العمل التنفيذي في المنطقة. «أنا أجد نفسي أقدم إحاطة للجنود قبل النشاطات، التي 75 في المئة منها مكرس لقضية اليهود في المنطقة، وعنف المستوطنين اليهود في المنطقة»، قال للصحيفة. «في الشهر الذي كنا فيه هناك فإن 30 في المئة من الأحداث التي تم إرسالنا إليها كانت عنف يهود ضد الفلسطينيين».
هنا يطرح سؤال العلاقة بين ما يحدث على الأرض وأداء تسفايغ. أو مثلما وصف ذلك البعض: «روح القائد».
ضباط كبار خدموا ويخدمون في فرقة يهودا والسامرة قالوا للصحيفة إن قائد اللواء تسفايغ غير مقرب من رؤساء المستوطنين أو يحاول التقرب منهم.
إلى ذلك أضاف ضابط في الاحتياط إنه خلافا لما يظهر في الشبكات الاجتماعية، فإن تسفايغ أمر جميع الجنود بالعمل في كل حادثة يرون فيها يهودا وهم يهاجمون فلسطينيين.
لكن عندما يكون اليهود هم الذين يهاجمون فإنه على الأرض تكون هناك معضلات أمام الجنود غير مرتبطة بالأوامر. «أنت تأتي إلى حادثة رشق حجارة وفجأة تعرف أن اليهود يرشقون الحجارة على سيارات الفلسطينيين. في أحد الأحداث، هذا كان بقوة بحيث اضطررت إلى إطلاق النار في الهواء لإبعاد هؤلاء اليهود»، قال. «بشكل عام توجد لنا أيضا مصادقة على إطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم. ولكن هذه مسألة غير سهلة».
حسب قوله، كانت هناك أيضا حالات أصيب فيها جنود من عنف اليهود. «يجب هنا فعل شيء، واتخاذ قرارات في ما يتعلق بمعالجة هذه الظاهرة»، أضاف الضابط. «نحن غير جيدين في التعامل مع المستوطنين هنا. أيضا أعداد القوات التي تصل إلى المنطقة يجب أن تكون أفضل. قبل وصولنا قاموا بإعدادنا وتحدثوا معنا عن عنف اليهود. ولكن عندما وصلنا إلى المنطقة كنا قلقين من حجم الأحداث وقوتها». أحد الأمور التي فعلها تسفايغ في هذا الشأن، قال أحد معارفه، هو إقامة قوات مهمة خاصة، بالتعاون مع الشرطة والشاباك، لهذا الهدف.
القوة لم تبقَ على الورق، بل شاركت في اعتقال مستوطنين قاموا بالتنكيل بالفلسطينيين في حوارة، مستوطنون خططوا لإحراق سيارة في قرية مجاورة وأيضا جندي لم يكن في وظيفته قام بإنزال علم وتم ضبط سلاح معه، الذي حسب الشكوك سرقه من قاعدة. هذه النشاطات، يقولون في محيط تسفايغ، حولته إلى هدف لنشطاء اليمين المتطرف في المستوطنات.
ذات مرة، قال مقربوه، وضع مستوطنون تهديداً إنذاريا أمامه، إما أن ينزل الأعلام الفلسطينية في حوارة أو أن عشرات المستوطنين المسلحين سيذهبون إلى هناك.
في هذه الحالة تسفايغ لم يفعل أي شيء باستثناء نقل التهديد إلى طواقم التحقيق (غير معروف عن أي تطور آخر في هذه الحالة).
«أنا أعرف المنطقة ووظيفة قائد اللواء في يهودا والسامرة»، قال ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى. «هذا حساس جداً. ودائما يحاولون السير بين النقاط. تسفايغ خلافا لما قيل عنه في وسائل الإعلام كان هو قائد اللواء الذي عمل أكثر من غيره ضد الجريمة القومية المتطرفة… لقد بدأ في المرة الأولى بتنفيذ عمليات على أساس استخباري من اجل اعتقال المستوطنين الذين يذهبون لتنفيذ عمليات تدفيع ثمن.
لقد دفع عن ذلك ثمناً غير قليل، تعرض للتهديد والشتائم، وأكثر من مرة كان هذا بحضور أبناء عائلته.
الضابط نفسه لا يبرئ تسفايغ تماما من التهمة. «يحتمل أنه لم يعرف وضع حدود واضحة للمستوطنين»، قال. وضمن أمور أخرى تطرق إلى خطاب قبر يوسف. «هناك أشخاص قالوا له بشكل واضح جدا إنه بالإجمال يدخل مع الأشخاص الذين سيقومون بالترميم من أجل ترتيب منشأة القبر. وقد حول هذا وكأنه يذهب لاحتلال جبل الشيخ. حسب رأيي، لم يكن هو الذي كتب الخطاب. شخص آخر قال له أن يقول ذلك وقد تحمس دون أن يفهم ما هو معنى الأقوال التي يقولها. أنا اعرف أنه نادم على هذه الحادثة التي تم تضخيمها».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى