ترجمات عبرية

هآرتس: عندما يذهب العربي الاخير من هنا، لا تنسوا اغلاق الباب عليكم

هآرتس 10/2/2025، عودة بشارات: عندما يذهب العربي الاخير من هنا، لا تنسوا اغلاق الباب عليكم

أنا أريد التوجه الى الأخوة اليهود والقول لهم: مبروك!. بعد عمل حثيث استمر اكثر من مئة سنة، وبعد طرد الفلسطينيين في العام 1948 وفي العام 1967، والآن بعد مذبحة غزة وتدمير معظم المباني فيها، فان الدولة العظمى في العالم تتجند لاستكمال المهمة. الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، يقترح طرد مليوني فلسطيني الى المجهول، ربما الى مصر، الاردن أو ثقب بعيد في الكرة الارضية. بالطبع، هذا الطرد ليس نهاية المطاف. الجيش الاسرائيلي يواصل طوال الوقت مهمة تسوية الضفة الغربية على أمل أن يسمع بشرى اخرى من ترامب. وماذا بالنسبة لمن يسمون هنا عرب اسرائيل؟ الله كبير.

يتبين أن الاغلبية الساحقة من الاخوة اليهود يؤيدون خطة ترامب. يمكن الفهم أنهم أخيرا حققوا رغبة المتطرفين الذين يعيشون بينهم – ارض بدون عرب. هم يمكن أن يكونوا وحدهم، الفرح لوحدهم، غناء اغاني ارض اسرائيل الجميلة لوحدهم والنضوج في مرقهم لوحدهم. شبيبة التلال سيلعبون لعبة الاستغماية مع “اخوة في السلاح”، يئير لبيد سيلعب لعبة الطاولة مع بتسلئيل سموتريتش، بني غانتس سيلعب لعبة الشطرنج مع ايتمار بن غفير، يوآف غالنت سيجلس ويتحدث بشكل ودي مع حامل بشرى القاء القنبلة النووية على غزة، عميحاي الياهو، والجمهور سيحتضن بحميمية الحاخام آفي ماعوز الذي يعمل بجهد على اعداد المناهج التعليمية للابناء والبنات، كل جنس وخطط التعليم الخاصة به بالطبع.

في هذه الاثناء يمكن مواصلة حملة البحث عن قبور الصديقين في الوديان والجبال والكهوف. من يعرف، ربما يكتشفون أنهم سيضطرون ايضا الى طرد سكان الاردن، سوريا ولبنان، لأن الآباء أحبوا التنزه في المنطقة، حتى أنهم وصلوا الى مصر. ايضا يمكن اعادة كتابة التاريخ: لم يعش هنا في أي يوم على هذه الارض أي شعوب اخرى. الشاعرة الوطنية نعامي شيمر ستوجه بذلك الكائنات التي تعيش في البلاد. هي لم تلاحظ العرب الذين يوجدون في شرقي القدس، وقالت وهي تبكي “آبار المياه جفت، ساحة السوق اصبحت فارغة”. يجب علينا أن لا ننسى اثناء حرصنا على تمجيد ارث الشعب الخالد محو اللغة العربية. الحذر، الحذر! احذروا عدم محو في ضجة المحو نصف اللغة العبرية، اذا لم يكن أكثر. أي بيت يذكر بالعرب هو بيت محكوم عليه الهدم. الى الامام أو الى الوراء، هذه خطوة نحو فترة الأنبياء.

عندما يذهب من هنا العربي الاخير لا تنسوا اغلاق الباب عليكم. المتطرفون بينكم، الذين لا يمكنهم العيش بكرامة ومساواة مع الآخر، سيرتدون ملابس العيد. أخيرا شعب منفرد سيعيش لوحده. هكذا فان وحشية التاريخ تضحكنا حتى الألم. السلطة المهيمنة في اوروبا اضطهدت اليهود وقامت بطردهم، وفي دولة اليهود اصبح المضطهد هو المسيطر، الآن هو يريد فعل بالاغيار هنا ما فعله الاغيار به هناك.

بعد الفي سنة في الشتات، المتطرفون اليهود يتوقون للعيش وحدهم، غرباء عن محيطهم بارادتهم. لن نزعج اكثر راحتهم. علموا اولادكم بأن كل العالم ضدكم، وأنه محظور عليكم الاعتماد على غير انفسكم، العالم مليء بالافاعي السامة، هي توجد في كل مكان، خلف الباب، تحت السرير، يجب أن لا تثق بأحد. علموا اولادكم الحذر من الغرباء. ولمزيد الثقة علموهم ايضا أن يكرهوهم.

هذا لم يكن سهل. لقد سفكت هنا دماء كثيرة، وتدفق هنا الكثير من عرق ودموع اليهود، وبالطبع دماء وعرق ودموع الفلسطينيين، الى أن وصلت النتيجة المأمولة: ارض بدون عرب. كل المجانين في العالم سيرغبون الآن في التعلم منكم كيفية صنع هذه المعجزة المدهشة: نهضة شعب، وفي نفس الوقت دفن شعب آخر. أنتم تستحقون التربيت على الكتف، لأنه الى أن وصلتم الى هنا فان دول عظمى كان يمكنها تدمير شعوب واستعبادها وطردها. هاكم فجأة شعب صغير يثبت أنه يستطيع فعل شيء كهذا. أي معجزة هذه! عمل مدهش حقا.

في اعماقي تعتمل فكرة مختلفة. حافلات الطرد تسخن المحركات. اشخاص طيبون من الشعب المختار ينضمون بجموعهم للمطرودين. “العفو، هذه الحافلة ليست مخصصة لكم. انزلوا”، سيقول لهم المراقبون لعملية الترانسفير. ولكنهم يرفضون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى