ترجمات عبرية

هآرتس: عندما ستنتهي الحرب في الخارج ستبدأ الحرب في الداخل

هآرتس 1/8/2024، يوسي كلاين: عندما ستنتهي الحرب في الخارج ستبدأ الحرب في الداخل

نحن دائما على الحافة. دائما على بعد خطوة من شيء. على بعد خطوة من النصر المطلق. على بعد خطوة من صفقة التبادل. على بعد خطوة من الحياة السعيدة. على بعد خطوة من ثورة البركان الذي نجلس فوقه. نحن نعرف أنه سيثور ولكننا نأمل عدم حدوث ذلك في عهدنا. كيف نعيش فوق بركان؟ بالاقصاء والانكار. هاكم. نحن ننفي وبشدة احتمالية أنه بعد انتهاء الحرب في الخارج ستبدأ الحرب في الداخل.

من غير المريح الانتقال من حرب وجودية الى حرب بقاء. لذلك، يتم اقصاء هذه الاحتمالية. المقدمة ستكون الفوضى، اعضاء كنيست سيثيرون الشغب، رجال الشرطة سيضربون، الجمهور سيهتاج. تم الاعلان عن الحرب الاهلية في كانون الثاني 2023 (مع الانقلاب النظامي). منذ ذلك الحين نتنياهو هو رئيس حكومة القاعدة (التي تسمى “الشعب”)، وليس الجميع. نتنياهو بحاجة الى حرب، أي حرب، في الداخل أو في الخارج. الحكم هو هدفه الاستراتيجي. الحرب ستحافظ عليه هناك. الحرب ستؤجل لجنة التحقيق والانتخابات ومحاكمة الرشوة وخيانة الأمانة. 

هو يريد الحرب، والديمقراطية المشوهة لدينا تسمح له بذلك. رغبة نتنياهو وبن غفير في الحكم أقوى من الالتزام بالديمقراطية. الشعب الى جانبهم لأنه ليس لديه أي فكرة عن ماهية الديمقراطية. لم يعلموه في أي يوم. هو لا يعرف أن الاحتجاج غير العنيف هو أمر قانوني، أما اقتحام قاعدة عسكرية ليس أمر قانوني. الديمقراطية بالنسبة له ترتكز الى كلمتين “الاغلبية تقرر”. هو الاغلبية مع المستوطنين الذين يحتقرونه، والمتدينين القوميين الذين يمنعون بناتهم من التعلم لديهم. 

الشعب مع نتنياهو، لأن الشعب معجب بمن لا يخاف (مثل أي شخص عادي)، من أن يكذب، أو يتلقى رشوة أو يناقض نفسه مرتين في اليوم. لذلك، هو يوفر له 20 مقعد وأكثر. حتى لو كان هناك مخطوفون ومخلون وآلاف القتلى مسجلين على اسمه. الانتخابات ليست حسب الأداء، سيقول الشعب، الانتخابات حسب القادة. الزعيم سيواصل التدمير، هو سيذهب من المؤسسي الى الخاص. في البداية سيمس باستقلالية المحاكم، بعد ذلك حرية الاعلام ومن ثم حرية الفرد. ستكون حرب. لا توجد لدينا أي ادوات لمنع تدهور المواجهة اللفظية الى مواجهة جسدية. 

هذه لن تكون مواجهة متساوية من حيث القوة. يوجد الكثير من الشعب والقليل من الاشخاص. الشعب يريد احراق بيروت وتمزيق طهران، وهو يتهم الجميع بالتشويش على هذه العملية. يمكن تفهمه. فالشعب تمت تربيته على الايمان بأن الحرب هي التي تحل كل مشكلة، وأنه لا يوجد أي حل بدونها. بدلا من الرياضيات واللغة الانجليزية أدخلوا الى رأسه التفاخر القومي المتطرف والوطنية الصهيونية. لذلك، الدولة قوية وغنية وهو فقير وضعيف. هذا جيد، لأن الضعف يزيد الاعتماد ويعزز الانضباط.

التعليم السيء والتشغيل البائس والسكن السيء، كل ذلك حول الشعب الى غبي يمكن استغلاله وبيعه شعارات وكأنها حقائق، وحوله الى من يضع العصا في شرج الحمساوي ويقتل هنية دون التفكير بالمخطوفين في غزة (الذين هم موجودون في قلبه دائما!). 

نتنياهو يعرف كيفية استغلال غضب الشعب بسبب وضعه الشخصي وعدم قدرته على تعزية نفسه بانجاز وطني. هو ايضا سيشير الى الجناة: المحاكم ووسائل الاعلام. 

في الحرب الاهلية التي نبعد خطوة عنها هو سيكون رجل الكوماندو للمهمات القذرة. سيرسلونه كي يدوس على المتظاهرين ويشتم المخطوفين. من الواضح أن من قام بارساله سيتحفظ منه. من الواضح أنه سيقوم بادانته، وسيقول “هذا ليس نهجنا”. ولكن من الواضح ايضا أنه سيغمز لأن كل شيء هراءات. 

الشعب ضعيف وفقير وما زال مخيف. مخيف لأنه ما زال الاغلبية. منه سيخرج وزير الدفاع ووزير التعليم القادمين. ايضا رؤساء الشباك والموساد يخافان منه. هم يختبئون وراء “شخصيات رفيعة في المفاوضات”، وينشرون بأنه امام انظارهم نتنياهو يقوم بتعويق الصفقة. وما الذي يفعلون هم؟ لا يصرخون ولا يقدمون استقالاتهم. ايضا ايديهم ملطخة بدماء المخطوفين.

بعد مرور خمس سنوات سيعترفون بالحقيقة. لقد كنا ارانب بائسة. العفو. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى