ترجمات عبرية

هآرتس – عملـيـة الخضــيرة: عــن الفشـل الاستخــبــاري وســيــاقـــه

هآرتس 2022-03-29 – بقلم: عاموس هرئيل

في غضون أقل من أسبوع قتل ستة إسرائيليين في عمليتين إرهابيتين في مراكز المدن. في البداية أربعة أشخاص في عملية دهس وطعن في بئر السبع، وأمس قتيلان في عملية إطلاق نار نفذها مخربان في الخضيرة. بالضبط في الأسبوع الذي يقوم فيه جهاز الأمن بإحياء الذكرى العشرين على عملية «السور الواقي»، يتم مرة أخرى بث صور في نشرات الأخبار في التلفزيون تذكر بتلك الأيام المرعبة. حتى الأهداف بقيت متشابهة وهي مراكز المدن داخل الخط الأخضر.
قُتل المخربان في الخضيرة في تبادل لإطلاق النار مع رجال شرطة وصلوا الى المكان على الفور بعد سماع إطلاق النار. تم تشخيص المخربين كعربيين إسرائيليين من سكان أم الفحم في وادي عارة. القاتل في بئر السبع كان بدوياً من النقب، مواطن إسرائيلي قضى عقوبة في السجن بسبب علاقته مع داعش. عمليته وصفت حتى الآن كعملية مخرب منفرد. في أفلام كاميرات الحماية في الخضيرة ظهر مخربان مع لحية. على الأقل واحد منهما يظهر كناشط إسلامي.
  تم أمس فحص احتمالية أنه كان للقاتلين في الخضيرة خلفية ايديولوجية تشبه خلفية المخرب الذي انطلق في حملة القتل في بئر السبع. ربما هما مثله ايضا كانا معروفان للشاباك على خلفية نشاطات سابقة. بعد العملية الأولى طرح تقدير في جهاز الأمن بأن خلفية هذه العملية مرتبطة ايضا بنهوض داعش العلني، الذي يعود اتباعه في أرجاء الشرق الأوسط الى العمل مؤخراً. أيضاً على خلفية الشعور بانتصار الإسلام في أعقاب الانسحاب الأميركي المتسرع من أفغانستان في السنة الماضية.
في الأفلام الطويلة والمفصلة التي نشرت أمس، يبدو أن المخربين متدربان على استخدام أسلحة مختلفة، وقد أظهرا برود أعصاب تحت النار. في البداية ظهر احدهما وهو يطلق النار من مسدس. وبعد ذلك ظهرا وهما يطلقان النار من بندقية «ام16». في سيارتهما عثر على كمية كبيرة من الذخيرة، اكثر من 1100 رصاصة.
حسب التقارير الأولية من ساحة الحدث يبدو أن الأمر يتعلق برجال شرطة من وحدة المستعربين كانوا متواجدين في مطعم قريب. ويبدو أن تدخل رجال الشرطة السريع الذين انضموا للحدث هو الذي أدى الى وقف حملة القتل. ومثلما في الأحداث التي جرت في الانتفاضة الثانية وأثناء «انتفاضة المنفردين» القصيرة في 2015 ثبتت أيضا الحاجة الى وجود أشخاص مسلحين ومدربين، رجال شرطة أو مدنيين، من اجل وقف عمليات كهذه. على الأغلب ستمر فترة طويلة الى حين قدوم دورية الشرطة التي توجد في المدينة. إنهاء العملية يرتبط برد فوري وسريع اكثر.
تحقيقات الشاباك والشرطة يجب أن تفحص هل يوجد هنا عملية تقليد بإلهام من العملية في بئر السبع أو مبادرة منظمة اكثر من قبل منظمة إرهابية. في الوقت نفسه ستكون حاجة الى الاستيضاح لماذا للمرة الثانية على التوالي لم يكن هناك انذار مسبق. في هذه المرة لا يدور الحديث عن عمل شخص منفرد، ولأن المخربَين كانا يحملان مسدساً على الاقل، ربما كان هناك من باعه لهما أو أعطاهما إياه.
تخلف هذه العمليات على الأغلب وراءها أعقاباً، التي يمكن أن تظهر على شاشة رادار أجهزة الاستخبارات. في إطار التحقيق سيفحص أيضا اذا كان أبناء عائلات المخربين قد عرفوا عن نيتهم.
بعد عملية بئر السبع قام المستوى السياسي، بتوصية من أجهزة الأمن، بالتمييز المتعمد بين المخرب وبين ما يحدث في الساحة الفلسطينية، وقرر بأنه لن تفرض قيود في المناطق. ورغم اقتراب شهر رمضان والخوف من تطرف ديني سيشجع على تنفيذ العمليات قررت الحكومة فقط صباح أمس زيادة عدد تصاريح العمل للغزيين، من 12 ألف تصريح الى 20 ألف تصريح. في تقدير الوضع الذي جرى ليلة أمس تقرر تعزيز قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود في منطقة التماس وفي الضفة الغربية.
سيكون من الصعب الحفاظ على هذا الخط المنضبط لفترة طويلة، حيث إن المعارضة ستستغل هذه الفرصة وستتهم الحكومة باهمال أمن المواطنين. وفي الوقت نفسه ستزداد صعوبات المناورة لقائمة «راعم» في الائتلاف على خلفية حقيقة أن الأمر يتعلق بنشطاء إسلاميين من مناطق الخط الأخضر.

توقيت متعمد
على هامش الأمور، ليس هناك مناص من طرح الأمور بهذا الشكل، فان توقيت العملية الذي يحتمل أنه كان متعمدا، شوش بشكل كامل على الزخم الإيجابي الذي أرادت قمة النقب خلقه، التي فيها استضاف أمس وزير الخارجية يئير لابيد نظراءه من الولايات المتحدة ومن اربع دول عربية. الأميركيون ارادوا استغلال القمة من اجل حملة التهدئة في أوساط أصدقائهم في المنطقة، المحبطين والقلقين من تحول اهتمام الإدارة الأميركية نحو روسيا والصين ومن نيتها التوقيع على الاتفاق النووي الجديد مع ايران في القريب.
المؤتمر تم التخطيط له ليكون استمرارية مباشرة للاختراقة التي أحدثتها اتفاقات إبراهيم التي وقعت قبل سنة ونصف تقريباً. ولكن أثقل على الوجه الاحتفالي لها مسبقاً اختلاف المواقف مع الأميركيين، وفي الخلفية رفض إسرائيل أن يشمل الحدث أيضا السلطة الفلسطينية، الى جانب قرار الأردن عدم الانضمام للمؤتمر.
أمس في الليل جاء المخربان في الخضيرة وذكرا بأنه مع كل الاحترام للتحدث عن شرق أوسط جديد وتحالفات شجاعة، إلا أنه ما زال هناك ما يكفي من قوى العنف التي تريد تشويش هذه الإنجازات، والتي هي مستعدة لاستخدام السلاح الناري من أجل نقل الرسالة.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى