ترجمات عبرية

هآرتس: على نتنياهو أن يختار: الصهيونية الدينية أو استمرار الحرب أو الأحزاب الحريدية؟

هآرتس 30/10/2024، رفيت هيخت: على نتنياهو أن يختار: الصهيونية الدينية أو استمرار الحرب أو الأحزاب الحريدية؟

القانون الخاطف، الاقتراح الاخير في محاولة لمواصلة تهرب الحريديين بدون دفع أي ثمن جماهيري، استهدف السماح بتمويل الرعاية اليومية لاطفال طلاب المدارس الدينية الملزمين بالتجند. في محيط رئيس الحكومة على قناعة بأن هذا الاقتراح سيتم قبوله من قبل الجمهور بصورة سلسة اكثر من قانون التهرب من الخدمة العسكرية، الذي تم صده بتأخير صادم، على خلفية العدد الكبير من الجنازات التي تخرج من بيوت شعب اسرائيل الاخرى.

ثقة الليكود والحريديين بالحل الذي تم طبخه كبيرة جدا. حتى قبل بضعة ايام كانوا على ثقة بأنه يمكنهم تمرير قانون الاعفاء من التجند، ومن المحتمل أنهم مرة اخرى لا يرون المفهوم ضمنا. في الائتلاف هناك من يعطون اشارات على أنهم لن يدعموا محاولة تمديد قانون التهرب، التي تعمل على معالجة بصورة عملية التداعيات الاقتصادية لتهرب الحريديين بدون أي خطوة في توجه المشاركة في تحمل العبء.

“قيادة الحريديين خدعتنا”، قال احد اعضاء الائتلاف، المطلع على المحادثات التي جرت حول قانون التجنيد. “في السابق كانت موافقة على خطة معينة، وفي هذه المرحلة كان يجب أن يكون 3 – 4 آلاف مجند حريدي. هذا هو الحد الادنى الأقل. قيادة الحريديين كان يجب عليها القول لشبابها اذهبوا للتجند”. هذا المزاج سائد في الائتلاف اكثر مما اعتقد رؤساء الائتلاف.

اذا تم الدفع قدما بهذا الاقتراح فان أول من سيعارضونه يتوقع أن يأتوا من الصهيونية الدينية. الضغط القطاعي على اعضائها كبير جدا، وهو ايضا الذي حول رئيس القائمة، بتسلئيل سموتريتش، من دعم قانون التهرب من الخدمة الى موقف متشدد اكثر، الذي قطع العلاقة بينه وبين دعم الحريديين من ميزانية الدولة. الحريديون من ناحيتهم يواصلون نفس السلوك المقطوع عن الواقع والوقح، الذي فقط يثير ضدهم المزيد من الناس والقطاعات. من البداية رفع مطالبة الحريديين بسن قانون التهرب لم ينبع فقط من ظروف الثكل الصادمة، التي تكشف وقاحتهم بصورة قوية جدا. الحريديون ادركوا أن جهاز الامن امتنع أصلا عن تنفيذ قرار المحكمة العليا، ولم يقم بتجنيد الحريديين (أو كما قال احد الوزراء في الحكومة، “أصلا لا يتم تجنيد الحريديين. فلماذا يحتاجون أصلا الى قانون التجنيد”). ولكن مع العقوبات الاقتصادية المرافقة هم يجدون صعوبة في التسليم بذلك. 

النتيجة الفورية للنشاطات الحكومية لمعالجة تمويل من يرفضون التجنيد، هي تضرر عشرات آلاف الآباء، بينهم ايضا حريديون ليسوا في سن التجنيد. بهدف منع العقوبة الاقتصادية للملزمين بالتجنيد يؤخر وزير العمل يوآف بنتسور (شاس) امكانية تقديم طلب لتمويل مراكز الرعاية في النهار المراقبة، لكل السكان. كل ذلك بدون أن يعبر الحريديون عن الاستعداد للبدء في تحريك عملية كبيرة لتجنيد ابنائهم، في حين أن الصهيونية الدينية والصهيونية العلمانية تضحي بنسبة عالية من أبنائها. 

بنيامين نتنياهو ايضا، الذي يظهر الآن كشخص قوي سياسيا وقادر على كل شيء يعمل فعليا في محورين لا يمكن عدم تصادمهما. نتنياهو يفتح المزيد من الجبهات ويرفض انهاء الحرب. ولكن في نفس الوقت هو لا يعالج مشكلة نقص القوة البشرية في الجيش والتآكل الآخذ في الازدياد في اوساط من يتحملون العبء.

من جهة، هو وافق على طلب الصهيونية الدينية بمواصلة الحرب. ولكنه من الجهة الاخرى يتجاهل صرختها في اجراء العدالة والقيام بتجنيد الحريديين الى جانب ابنائها الذين يتعلمون التوراة. مشروع قانون تمويل الرعاية في النهار لن يخفف الصراع، كما يعتقدون في الليكود، بالتأكيد لأنه في كل بضع ساعات يسمعون مرة تلو الاخرى عن سقوط المزيد من الابناء والآباء والاخوة والاصدقاء والجيران. هذا الامر فقط سيزيد الاشتعال. 

في نهاية المطاف الخيار الموجود امام نتنياهو هو واحد من اثنين: اما استمرار الحرب وتجنيد الحريديين أو انهاء الحرب والسماح بمواصلة تهرب الحريديين. بدرجة معينة هذا اختيار بين ركنين من اركان الائتلاف، الصهيونية الدينية والحريديين.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى