ترجمات عبرية

هآرتس – على ماذا يجب تقديم نتنياهو للمحاكمة

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر- 6/4/2021

” يجب تقديم نتنياهو للمحاكمة على أمور غير الامور التي تتم محاكمته بسببها مثل التسبب بالانتخابات المتكررة وعدم وجود ميزانية ونمو وارتفاع نسبة البطالة واجبار النظام القانوني على استئجار رجال حراسة لحماية الشخصيات الرفيعة فيه “.

       شخص واحد يدير دولة كاملة. شخص واحد مسؤول عن مأساتين حدثتا أمس، في المحكمة وفي منزل الرئيس. شخص واحد هو ايضا سبب هذه الفسيفساء غير الممكنة لنتائج الانخابات والواقع الحزين الذي نعيش فيه، واقع فيه كل القوانين التي اعتدنا عليها تم اختراقها ولم تعد موجودة. حتى اليوم كنا تعودنا على واقع فيه بعد كل جولة انتخابية يتم تشكيل حكومة، احيانا تكون جيدة واحيانا أقل جودة، لكنها تشكل. والآن حتى بعد جولة الانتخابات الرابعة لا يوجد حسم، والطرفان يحلمان بحكومة تضم 61 مقعد، التي هي حسب التعريف حكومة غير مستقرة فعليا.

       إن عدم امكانية تشكيل حكومة مستقرة هو نتيجة واضحة لرئيس حكومة أخذ حزبه رهينة ويستخدمه لاهدافه الشخصية مثل الحصول على الحصانة والغاء المحاكمة. لذلك، لا توجد لدى بيبي مشكلة في أن يتعهد لنفتالي بينيت بسبعة مقاعد مضمونة في قائمة الليكود في الكنيست. ولا توجد لديه مشكلة ايضا في الاعتماد على منصور عباس، رغم أنه اعتبر الاحزاب العربية داعمة للارهاب وتحب الارهابيين. وأعلن بأنه لا توجد أي احتمالية لتشكيل حكومة بدعم عباس. وسلسلة اكاذيبه تسيء للسياسة وتحول الديمقراطية الى ديمقراطية هشة وضعيفة. هكذا تطور ايضا تقليد جديد وهو التناوب. لا يهم أن تكون صغير، اذا كانت لديك قوة ابتزاز فيمكنك المطالبة بتناوب، الامر الذي يحول الحكومة الى جسم لا يمكن ادارته. تخيلوا مدير عام لشركة يعرف أنه بعد سنتين سيتم استبداله على يد خصمه. من الواضح أن هذه الشركة مصيرها الانهيار.

       خلال سنوات كنا متعودين على وضع فيه بعد الانتخابات الامر الاول الذي تفعله الحكومة هو عرض الميزانية، الذي هو بالاساس خطة عملها، مع سلم اولويات واضح لسياسة الضرائب وحجم العجز، ومع رزمة اصلاحات وظيفتها هي الوصول الى النمو وارتفاع مستوى المعيشة. وها نحن منذ سنتين، واثناء ازمة صحية واقتصادية واجتماعية شديدة، لا توجد ميزانية ولا توجد خطة. الحكومة تعمل بـ “تمويل استمراري”، أضيف اليه صندوق كورونا كبير (130 مليار في سنتين)، يسمح لها بانفاق مبالغ ضخمة دون أي قيد في العجز، أو أي حاجة الى تقليصات أو فرض ضرائب. ويكذبون على الجمهور بالقول إن هذا ممكن وسيدفع شولمان.

       هذه هي المرة الاولى في التاريخ التي تمر فيها سنتان بدون اصلاحات وتغييرات هيكلية في الاقتصاد، في اعقاب اقتصاد انتخابات صارخ اتبعه نتنياهو منذ اللحظة الاولى لتشكيل حكومة التناوب. هو لم يرغب في اغضاب أي مجموعة ضغط، لذلك هو لم يقلص اجور القطاع العام ولم يخفض مخصصات التقاعد المبالغ فيها ولم يرفع سن التقاعد للنساء ولم يقم بالغاء الاعفاء من ضريبة القيمة المضافة على الخضراوات والفواكه ولم يخفض الجمارك على استيراد السلع الغذائية. النتيجة هي نمو سلبي ونسبة بطالة مرتفعة وانخفاض في مستوى المعيشة.

       على مدى سنوات صدقنا أنه يوجد عندنا نظام قانوني ممتاز، مستقل وقوي، يعرف كيفية الدفاع عن المواطن العادي. وتعلمنا أن المحكمة العليا لها سمعة عالمية. وها هو بيبي، في اعقاب محاكمته، حول هذا النظام الرائع الى كيس لكمات بحملة اكاذيب طويلة. فقد حاول تصفية المفتش العام للشرطة، وبعد ذلك النيابة العامة والآن المستشار القانوني للحكومة والقضاة. الآن كل هؤلاء يتعرضون للهجوم والتهديد وثقة الجمهور بهم.

        أمس بدأت مرحلة البينات في محاكمة نتنياهو بسبب تلقي الرشوة والخداع وخيانة الامانة. ولكن بالنسبة للجمهور، يجدر تقديمه للمحاكمة بسبب جرائم اخرى مثل الانتخابات المتكررة ونظام القانون الذي اضطر الى استئجار رجال حراسة لحماية الشخصيات الرفيعة فيه وحقيقة أنه لا توجد ميزانية ولا يوجد نمو وتوجد بطالة.

       بيبي يجب تقديمه للمحاكمة العامة لأنه أدى الى فقدان ثقة الجمهور بمؤسسات الحكم، وأدى الى وضع فيه الكذب يفضل على الحقيقة. الامر الجيد الوحيد الذي يمكنه أن يفعله الآن هو الاعلان عن استقالته وأن لا يحلم حتى بمنصب الرئيس. ببساطة، أن يذهب الى البيت.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى