ترجمات عبرية

هآرتس: عرض بديل للطرد كفيل بأن يبقي الجهاز الاداري لحماس في مركز الساحة

هآرتس 17/2/2025، جاكي خوري: عرض بديل للطرد كفيل بأن يبقي الجهاز الاداري لحماس في مركز الساحة

الاجماع في الساحة الفلسطينية وفي العالم العربي ضد خطة التهجير للرئيس الأمريكي ترامب، لا يقلل من مستوى الضغط المتزايد في قطاع غزة وفي رام الله – أيضا في بعض عواصم العالم العربي، خاصة القاهرة وعمان – لطرح خطة بديلة قابلة للتطبيق على الأرض.

جميع المشاركين في التطورات السياسية يدركون أن تقديم جواب سلبي لترامب وزيادة الأصوات المعارضة لخطته لن تكون كافية في هذه المرة. حتى مظاهرات الدعم في الأردن للملك عبد الله، والبرامج التلفزيونية الكاملة في مصر التي تتناول صمود الرئيس عبد الفتاح السيسي لن تغير الوضع. مطلوب خطة تطرح بديل متفق عليه حول اليوم التالي في القطاع، خطة تجبر حتى “رجل الصفقات” ترامب وبنيامين نتنياهو على أخذها في الحسبان. في هذه الاثناء، عشية لقاء القمة العربية المقلصة في يوم الخميس في الرياض، وقبل القمة الواسعة التي ستعقد في 27 شباط في القاهرة، حتى الآن لا توجد خطة واضحة ومتبلورة تحصل على دعم سياسي واقتصادي.

على الأرض من يسيطر على القطاع بالفعل حتى الآن هي حماس مع الـ 40 ألف موظف لها، والى جانبهم يعمل الجهاز الأمني والعسكري، التي في الواقع تضررت منذ 7 أكتوبر، لكنها ما زالت تعمل وتسيطر. في حماس يعلنون أنهم مستعدون للتنازل عن السيطرة الإدارية في القطاع. المعنى هو أن كل لجنة أو هيئة إدارية يمكنها العمل على الأرض، وبالاساس العمل في المهمة الملحة اكثر وهي اعمار القطاع في كل المجالات. مع ذلك، في حماس يرفضون التنازل عن السلاح، المعنى هو أن قوة حماس العسكرية ستبقى في القطاع، وفقط اذا تم التوقيع على اتفاق سياسي شامل فسيكون بالإمكان مناقشة دمج هذه القوات في أجهزة الامن والشرطة الرسمية. تحقق هذا السيناريو يبدو في هذه الاثناء بعيد لسنوات ضوئية.

كل ذلك يضع تحد كبير امام المجتمعين في الرياض وفي القاهرة، وأيضا امام المحادثات التي تجري هذه الأيام في محاولة للعثور على صيغة قابلة للتطبيق. “ذات مرة كان هناك مايسترو فلسطيني يقود الفرقة الموسيقية في كل ما يتعلق بالموقف الفلسطيني الرسمي، والدول العربية كانت مؤيدة له”، قال للصحيفة مصدر فلسطيني رفيع كان في السابق مشاركا في دائرة اتخاذ القرارات. “الآن لا يوجد. كل واحد توجد له قيثارته وهو يعزف عليها، في الوقت الذي فيه الفلسطيني هو الأضعف. حماس متعبة في القطاع والسلطة متعثرة في رام الله، في الوقت الذي فيه الشعب يتطلع الى افق وحل”.

في نفس الوقت المشاركون على قناعة بأن عدم طرح خطة منظمة سيحث ترامب ونتنياهو على مواصلة طرح قضية الهجرة. إزاء الالحاحية التي وجدت، بالتحديد الذين لا يؤيدون حماس في القطاع يدركون أنه لا يمكن التنازل عن جهاز حماس، على الأقل لفترة انتقالية، رغم المعارضة الكبيرة لإسرائيل وحتى معارضة معظم الدول العربية والسلطة الفلسطينية. “يوجد لحماس جهاز ناجع يعمل جيدا منذ 17 سنة. وحتى الحرب لم تدمره”، قال موظف كبير في جهاز الإدارة لحماس في القطاع. “هذا الجهاز، الى جانب اللجان الشعبية ورؤساء الحمائل، هو الأداة الأكثر فعالية الآن اذا كنا نريد حقا التقدم، وإلا فاننا سنبقى في نفس الدائرة المفرغة التي لا يوجد مخرج منها. فهي فقط سيزيد تفاقم الوضع وتزيد الضغط على الجميع حتى الانفجار القادم”.

إضافة الى كل ذلك في الساحة الفلسطينية حتى الآن لا توجد إجابة على اسئلة جوهرية، تمتنع كل الأطراف من التطرق اليها، مثل الى أي درجة الخطة العربية اذا تم طرحها، ستعمل على شرعنة حقا خطوات أوسع فيما يتعلق بسيطرة السلطة الفلسطينية في القطاع؟ ما هي العلاقة التي ستكون بين القطاع والضفة الغربية؟ بأي درجة ستحصل هذه الخطة على دعم السعودية أو أن يتم طرحها كمبادرة سعودية؟ هل ستكون المحفز لاتفاق تطبيع مع إسرائيل؟ هل هذه الخطة ستشرعن دولة فقط في القطاع بشكل منفصل عن الضفة التي تخضع لتهديد الضم الذي يطرحه الوزير بتسلئيل سموتريتش؟ هل هذه الخطة حقا ستتبلور وكيف ستتعامل معها حماس والسلطة الفلسطينية؟.

صحيح أن هذه أسئلة نظرية فقط. سكان قطاع غزة يتوقعون فقط الحصول على الخيام والمياه والكهرباء. ولكن في الواقع الذي فيه رئيس مثل ترامب يجلس في البيت الأبيض، وفي إسرائيل تسيطر حكومة مسيحانية، فان من يعتبرهم الشعب الفلسطيني قادته يجب عليهم توفير إجابات. لأنه ليس فقط اعمار القطاع هو الموجود على الاجندة، بل أيضا موجود مستقبل الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى