ترجمات عبرية

هآرتس: عدد رافضي الخدمة العسكرية مرشح للزيادة في ظل وجود بن غفير

هآرتس 5-12-2022، بقلم: ران شمعوني: عدد رافضي الخدمة العسكرية مرشح للزيادة في ظل وجود بن غفير

يوم الثلاثاء الماضي كان حديث اليوم في إسرائيل عن أيام السجن العشرة التي حكم بها على جندي «جفعاتي»، بعد أن هدد نشطاء من اليسار بأنه «سيحطم وجوههم».

تعرض قائده للتهديد في أعقاب القرار، وفي يوم الجمعة الماضي تقرر أن يتم خفض عقوبة السجن إلى أربعة أيام.

في اليوم ذاته كان هناك أربعة أشخاص يقضون فترة اعتقال عسكري وهم: شاحر شفارتس وعينات غريلتس ونافا شبتاي لفين وافيتار رؤوبين.

جميعهم في جيل الجندي ذاته. الأربعة حكم عليهم في 24 تشرين الثاني للمرة الرابعة بمدة 45 يوم سجن، في أعقاب رفضهم التجند في الجيش بسبب الضمير.

خلافا لعقوبة جندي «جفعاتي» فإن حقيقة أنهم في سجن لمدة 100 يوم تقريبا لم تجد أي اهتمام من الجمهور. للحقيقة، فقط حفنة من نشطاء اليسار يعرفون عنهم، ناهيك عن تأييدهم.

أول من أمس كان يبدو أن هذه المجموعة وصلت إلى ساحة سينما تيك في تل أبيب، نحو 50 متظاهراً هادئاً ومؤدباً وقفوا وهم يحملون لافتات تحمل رسائل قلائل فقط في إسرائيل الحالية على استعداد لحملها: «اطلقوا سراح أسرى الضمير»، كتب على إحدى اللافتات، «مساواة للجميع بين النهر والبحر» كتب على لافتة أخرى. أحد من يحملون اللافتات، كما تبين، هو والد شاحر.

«نضجت الأمور لدى شاحر خلال سنوات، وقد كان معي في المظاهرات»، قال دوف شفارتس عن ابنه الذي قضى عدة فترات في السجن بعد أن رفض التجند في 15 آب. «نحن نهتم به جدا، لكن أيضا نفخر به جدا». وحسب قوله أيضا من ناحية اجتماعية فان الاعتقال صعب. «هم يقيمون مع سبعة أشخاص آخرين، معظمهم جاؤوا من مشاكل انضباطية للجيش، ومعظمهم يؤيدون بن غفير»، قال، «لكن يوجد لهم تضامن كهذا مع السجناء، وهم يقضون طوال اليوم معا».

أيضا والدة عنات، رعيت غرلتس، جاءت إلى ساحة سينما تيك. بالنسبة لها فإن الأساس هنا ليس بالضرورة أيديولوجيا، بل تأييد ابنتها. «لسنا مثلها بالمعنى السياسي، لكننا هنا من أجلها»، شرحت بابتسام. «من المهم بالنسبة لها أن تسير مع ما تؤمن به، وأن تدفع الثمن».

عنات، كما قالت والدتها، معنية بالإسهام في الدولة. فقد كانت في الخدمة وطلبت من الجيش أن يتم تسريحها وإرسالها إلى الخدمة المدنية، «لكنهم صمموا على أن تذهب إلى الجيش».

مفهوم ضمنا أن هؤلاء الشباب الأربعة كان يمكنهم تجنب الخدمة العسكرية بطرق أخرى. فهكذا يفعل آخرون وبعضهم أصدقاؤهم.

في غالبيتهم الساحقة هم أبناء العناقيد الاقتصادية – الاجتماعية العالية. أمام هذا التوجه فإن رفض الشباب الأربعة العلني والحازم يواجه المجتمع الإسرائيلي بشكل مباشر مع أخطاء السيطرة العسكرية في الضفة. «جميع الضباط في مراكز الاستيعاب شاهدناهم في السابق. وقد قاموا بإجراء محادثات معهم عن التاريخ وعن الأخلاق، لكن هؤلاء الأولاد أذكياء»، قال سفارتس بتفاخر.

يشاي منوحن وحاجي مطر وعيران افيفي أيضا يعرفون هذه التجربة من مصدر أول. هؤلاء الثلاثة، كل واحد منهم في سنوات مختلفة، رفضوا التجند والآن جاؤوا لدعم الرافضين الحاليين.

افيفي هو في العشرين من عمره، وهو لطيف ومحرج قليلا، كان آخرهم. «كيف يقضون سجنا لمدة 114 يوماً؟ يتعلمون الضرب على الحائط والاستمتاع بذلك»، قال عن نفسه. «في الجيش تركوني فقط بعد أن فهموا كم أنا جدي وكم أنا مستعد لتحمل النتائج».

حسب حركة «رافضات»، التي ترافق الرافضين، فإن هؤلاء لم يسمح لهم بإدخال كتب عن النظرية الشيوعية إلى السجن أو كتب يسارية تم تصنيفها من قبل حراس السجن بأنها كتب منبوذة. أحد هذه الكتب كان مجموعة مقالات نشرها في «هآرتس» شاؤول أريئيلي، وهو عقيد في الاحتياط وباحث في النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

رغم الفكرة الواضحة إلا أن منظمي الاحتجاج وأهالي الرافضين يرفضون رؤية القلق المتزايد بشأن الحكومة الجديدة كفرصة لضم مؤيدين. «لا أؤمن بأنه يجب أن يكون الوضع أسوأ كي يصبح الوضع أفضل»، قالت الموغ لفين والدة نافا. «في نهاية هذه القصة ليس الأولاد، بل الاحتلال. أن نزيد قسوة وضع الفلسطينيين هذا ليس ما نريد أن يساعد في نقل رسائلنا».

ياسمين فاردي، مركزة «الرافضات»، قالت إنه توجد، مؤخراً، زيادة في عدد طلبات فتيات. «يقولون إنهم لن يخدموا في هذا الجيش وفي ظل هذه الحكومة. نحن نؤيدهم بالطريقة التي يختارونها».

قرار إجراء احتجاج في تل أبيب ليس أمراً مفهوماً بحد ذاته. حتى الآن المقبول أكثر هو التظاهر خارج السجون التي يوجد فيها من يرفضون الخدمة. ولكن في هذه المرة بادر المنظمون إلى الاحتجاج بشكل متعمد وفي مكان بارز. بصورة غير صدفية الاحتجاج أيضا يروج لمن يأتون إلى ساحة سينما تيك التي تستضيف مهرجانا سينمائيا لحقوق الإنسان. ويقولون: «هذا هو الجمهور الذي نريد الوصول إليه». المشاهدون الذين غادروا السينما راقبوا بفضول صامت وساروا في طريقهم.

الرفض هو عمل غير مقبول. وبالنسبة لمعظم الإسرائيليين هو أيضا غير مشروع.

وهذا هو السبب في أن المؤيدين، حتى هنا في ساحة سينما تيك التي هي مليئة بالمصوتين اليساريين، عددهم قليل جدا. «هناك خوف كبير من هذا الموضوع، حتى من الناشطين ضد الاحتلال»، قال متظاهر فضل عدم كشف اسمه. «لم يكن الرفض هو الحل في أي وقت، لكن الوضع تغير، والآن بعد خمسين سنة على الاحتلال، حيث لا يوجد أفق سياسي وعندما يكون بن غفير هو وزير الأمن الداخلي، يجب علينا التقرير، إما أن نتعاون أو نعارض. عندها قرر هؤلاء الأولاد أن يعارضوا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى