ترجمات عبرية

هآرتس – عاموس هرئيل يكتب – بعد تأكيدات نتنياهو للضم: اتساع القطيعة بين السلطة وإسرائيل والجيش يستعد لتصعيد في الضفة

بقلم: عاموس هرئيل، هآرتس 27/5/2020

قال رئيس الأركان افيف كوخافي في خطاب له أمام ضباط كبار بأنه سيصدر للجيش الإسرائيلي “تحذيراً للقادة” حول تصعيد محتمل في المناطق قبل تموز، وهذا على خلفية نية رئيس الحكومة نتنياهو ضم المستوطنات في الضفة الغربية. قال نتنياهو أول أمس إنه ينوي فرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية وغور الأردن في 1 تموز. “هناك موعد مستهدف ولن نغيره”.

وقال الجيش الإسرائيلي: “هذه هي طريقة رئيس الأركان لقول كونوا مستعدين: التصعيد حقيقي جداً”. تتطرق أقوال كوخافي للضفة وبدرجة أقل لقطاع غزة. في هذه المرحلة لم يتم تعزيز قوات الجيش في الضفة رغم ارتفاع عدد محاولات تنفيذ عمليات هناك في الأسابيع الأخيرة. وقبل تموز، استعد الجيش لتطبيق خطط عملياتية للدفع قدماً بإمكانية اندلاع عنيف. جزء منها يشمل إمكانية تعزيز كبير للقوات. أجرى كوخافي أول أمس نقاشاً تمهيدياً آخر برئاسته طرح فيه السيناريوهات المختلفة.

في أيلول العام الماضي عشية الجولة الثانية للانتخابات، فحص نتنياهو عملية ضم أحادية الجانب في غور الأردن. رئيس الأركان كوخافي ورئيس الشاباك نداف ارغمان حذرا من التداعيات المحتملة لهذه الخطوة، وعلى رأسها المس باتفاق السلام مع الأردن. وتراجع نتنياهو عن نيته على ضوء معارضة المستوى المهني. ولم يتم حتى الآن إجراء نقاش شامل للمستوى السياسي، ورؤساء الأجهزة الأمنية ورجال وزارة العدل بشأن التداعيات الواسعة التي ستكون لهذا القرار على سلسلة طويلة من المجالات.

أعلنت قيادة السلطة الفلسطينية مؤخراً عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل احتجاجاً على خطة الضم. سبق للسلطة وأسمعت تصريحات مشابهة أثناء أزمة البوابات الإلكترونية في الحرم في صيف 2017، والخلاف على المساعدة المالية للسجناء الأمنيين في العام الماضي. ولكن مصادر أمنية في إسرائيل قالت إنه بالمقارنة مع فترات توتر سابقة، فإن القطيعة بين أجهزة السلطة ونظرائها في إسرائيل هي قطيعة أكثر أهمية. وحسب أقوالهم، فإن رجال الأمن الفلسطيني سيعالجون بصورة فورية معلومات حول مخرب ينوي تنفيذ عملية، لكنهم أوقفوا التعاون في مجالات أخرى مثل نقل معلومات تم الحصول عليها من التحقيق مع مشبوهين.

قلل الجيش الإسرائيلي مؤخراً القيام باعتقالات لمشبوهين في مدن الضفة، لسببين: مشاكل التنسيق مع السلطة، والرغبة في منع الاحتكاك في عيد الفطر. في حالة واحدة تم إلغاء دخول قوة للجيش الإسرائيلي في منطقة “أ” في قلقيلية، خوفاً من الاحتكاك مع أجهزة السلطة. وقال اريك بيربينغ، الذي كان قائد منطقة القدس والضفة في الشاباك، للصحيفة، بأن السلطة أخلت مؤخراً رجال شرطة فلسطينيين من المناطق التي يحتمل فيها احتكاك بين الجيش الإسرائيلي ومتظاهرين في الضفة. وحسب قوله: “هذا يبرز من بين مناطق أخرى في الخليل. الجمهور الفلسطيني يعتبر إبعاد رجال الشرطة إعطاء شرعية من السلطة للمواجهات مع الجيش الإسرائيلي”.

من شخصيات رفيعة من القدامى في الساحة الفلسطينية، مثل الجنرال احتياط يوآف مردخاي، والعقيد احتياط ميخائيل ملشتاين، كتبا في مقال نشر في موقع معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط، بأن “تهديد رئيس السلطة محمود عباس جدي أكثر من أي وقت مضى، ويعكس ضائقته الاستراتيجية”. وحسب قولهما، فإن خطوة عباس تمت على خلفية أزمة اقتصادية شديدة في الضفة. وهما يعتقدان بأن هناك خوفاً من تضافر قابل للانفجار بسبب إحباط من جانب السكان جراء التشديد في ظروف الحياة مع أزمة سياسية، التي أساسها رفض صفقة القرن الخاصة بالإدارة الأمريكية وخطة نتنياهو للضم.

         

       اجتياز الخطوط الحمراء

خطاب نتنياهو المقلق في المحكمة هذا الأسبوع الذي جاء متزامناً مع ارتداء وزراء الليكود الأقنعة من حوله، جسد العلاقة بين ما يحدث في الساحة السياسية – القضائية وما يحدث على الصعيد السياسي – الأمني. في صراعه ضد جهاز القضاء، يتجاوز رئيس الحكومة باستمرار المزيد والمزيد من الخطوط الحمراء. وكم سيكون من الصعب عليه ما يحدث في المناطق وأي تقدير يمكنه طرحه عندما تحكم الحلقة القضائية إحاطتها به. إن ادعاء نتنياهو بأنه شخص فريد ومتميز وقادر على الاهتمام بكل شيء في نفس الوقت، سيوضع على المحك قريباً.

ورغم الغلاف الأيديولوجي إلا أن نتنياهو موجه هنا أيضاً من قبل اعتبارات سياسية. فالضم يمكن أن يعزز دعمه من قبل اليمين أثناء المحاكمة، وقد يخدم الرئيس الأمريكي ترامب في أوساط مؤيديه الإفنغلستيين قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني. داخل الليكود يقود رئيس الكنيست الجديد، عضو الكنيست ياريف لفين، الضغوط لتطبيق ضم واسع.

في المقابل، حذر المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، الأسبوع الماضي، من أن “الضم سيقتل كل أمل بالسلام”. ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي نشروا تحذيرات مشابهة. ومن غير الواضح أي وزن سيكون لتحفظات شركاء نتنياهو في “أزرق أبيض” من الضم، خاصة إذا حاول تطبيقه على منطقة واسعة. الشخص الرئيسي الذي يظهر هنا هو وزير الخارجية الجديد غابي أشكنازي، الذي شغل بصفته رئيس أركان دوراً مشابهاً في وقف خطة نتنياهو لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في العامين 2009 – 2010.

       مدير عام مع مكانة قوية   

وماذا عن رئيس الحركة بني غانتس؟ رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع الذي اهتم بضبط ردود وزراء حزبه إزاء نشر الرعب لنتنياهو في المحكمة بالقدس، لم يخرج حتى الآن عن طوره من أجل وقف الضم. غانتس، حسب عدد من المصادر، ينشغل الآن في تعزيز مكانته مع كل مظاهر التشريفات المرافقة: بدءاً من إنشاء مكتب جديد للوظيفة المتميزة التي طبخت له وحتى قافلة الحماية التي تشبه في حجمها والضجة التي تحدثها قافلة رئيس الحكومة الحقيقي.

قام غانتس بخطوة حاسمة واحدة: تعيين الجنرال (احتياط) أمير ايشل في وظيفة مدير عام وزارة الدفاع. ايشل الذي خدم تحت غانتس في هيئة الأركان رافق كبار شخصيات “أزرق أبيض” في علاقاتهم مع إدارة ترامب قبل طرح مبادرة السلام في كانون الثاني الماضي. عندما كان غانتس رئيس الأركان اعتبر كوخافي (الذي كان في حينه رئيس الاستخبارات العسكرية) صاحب تأثير استثنائي عليه. تعيين ايشل استهدف ترسيخ وزن مضاد لرئيس الأركان: من سيقوم بتركيز أعمال وزارة الدفاع بالفعل ومن يعرف كيف يطرح موقف بديل لتوصيات الجيش. منذ سنوات لم يدخل إلى وزارة الدفاع مدير عام مع مكانة بهذا القدر من القوة.

سيكون هذا ضرورياً بشكل خاص على خلفية الفجوة في الميزانية التي فتحت. لا يوجد رابط بين علاقات كوخافي في إطار الخطة متعددة السنوات “تنوفا” وبين ما سيبقى من خططه في أعقاب أزمة كورونا. أيد نتنياهو توصيات رئيس الأركان بحماسة، عشية تفشي الوباء. سيكون على الجيش الإسرائيلي الآن أن يناضل من أجل نصيبه أمام مطالب مستعجلة لجهاز الصحة وانكماش هامش مناورة وزارة المالية. على طاولة وزير المالية الجديد، إسرائيل كاتس، ستطرح أيضاً اقتراحات لتقليص الأجور ومخصصات التقاعد لكبار ضباط الجيش.

سيضطر ايشل للإشارة إلى غانتس على ما يجب النضال من أجله وأين عليهم أن لا يكونوا ملزمين بالتنازل والتوافق مع مواقف كوخافي.

هناك رئيس أركان متقاعد آخر يبدأ بتسخين محركاته قبل الدخول إلى الساحة السياسية وهو غادي آيزنكوت، الذي أعطى إشارات على ذلك بشكل صريح لصحيفة “إسرائيل اليوم” في نهاية الأسبوع الماضي. ورغم أن هذه الأقوال لم يُتطرق إليها في المقابلة إلا أنه يمكن افتراض شيئين آخرين: أولاً، إن وجهة آيزنكوت هي نحو الوسط – يسار. ثانياً، أنه لا يراهن على أن صديقه غانتس سيحقق طموحاته في استبدال نتنياهو كرئيس حكومة بعد سنة ونصف رغم الاتفاق بينهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى