ترجمات عبرية

هآرتس: طريقة نتنياهو لادارة الدولة أفلست وتُعرض أمنها للخطر

هآرتس 25/6/2024، عاموس هرئيل: طريقة نتنياهو لادارة الدولة أفلست وتُعرض أمنها للخطر

رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي، تشارلز براون، قدم أمس تنبؤ غير مشجع حول حرب محتملة بين اسرائيل وحزب الله. بعد عدة ايام على وعد مصادر مجهولة في في الادارة بارسال كل المساعدات الامنية المطلوبة للجيش الاسرائيلي في حالة اندلاع حرب في لبنان، اوضح براون بأن الامر ليس بهذه البساطة. عملية اسرائيلية ضد حزب الله، قال للمراسلين، يمكن أن تقود ايضا الى تدخل ايراني لصالح المنظمة الشيعية، اذا شعرت بتهديد حقيقي. في هذه الحالة، اضاف، الولايات المتحدة لن تنجح في توفير لاسرائيل حماية كاملة، لأن كمية الصواريخ قصيرة المدى الموجودة لدى حزب الله ستضع امامها تحد اكثر اهمية.

براون قارن بين التهديد الذي ستواجهه اسرائيل في حالة اندلاع حرب مع حزب الله وبين احباط الهجوم الايراني للـ 330 صاروخ ومسيرة في 14 نيسان الماضي. في تلك الحالة كان للامريكيين تقريبا اسبوع كي ينسقوا ويخططوا مع اسرائيل ومع دول عربية صديقة الاستعداد الدفاعي. النتيجة كانت نجاح مدو في اعتراض الهجوم. ولكن هذا يختلف عن هجوم مشترك لايران وحزب الله الذي فيه يستطيع الايرانيون أن يجربوا ويطلقوا عدد اكبر بكثير من السلاح، ولا نريد الحديث عن ترسانة الـ 100 ألف صاروخ وقذيفة التي بحوزة حزب الله. هنا مطلوب استعداد اوسع، ومن غير المؤكد أنه سيكون لدى  الولايات المتحدة انذار مسبق، سواء اذا بدات الحرب كنتيجة لهجوم من اسرائيل أو لهجوم من لبنان. اذا اندلعت الحرب بشكل مفاجيء فان الامور ستستغرق وقت اطول حتى لو  كان لدى الادارة الامريكية كل النوايا الحسنة.

اقوال رئيس الاركان الامريكي تضاف الى النقاش المستمر بين الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول مسألة تزويد السلاح. نتنياهو انتقد علنا الادارة الامريكية خلال بضعة ايام بسبب تاخير متعمد لارسالية سلاح تشمل 3500 قنبلة دقيقة لسلاح الجو، الى جانب ابطاء بيروقراطي (يبدو متعمد) في نقل ارساليات اخرى. البنتاغون غير معروف عنه اسلوبه السهل مع الاجراءات. في الاشهر الاولى بذلت هناك جهود خاصة من اجل تزويد اسرائيل بالسرعة الممكنة بكل ما هو مطلوب لها. حتى في واقع نقص عالمي في السلاح والمواد المتفجرة. اضافة الى ذلك تصريحات براون، مثل خطوات بايدن والبنتاغون، ترتبط بفهم واحد وهو أن الولايات المتحدة تخشى من اندلاع حرب غير قابلة للسيطرة عليها بين اسرائيل وحزب الله. هي لن تساعد في وضع اسرائيل في موقع انطلاق ربما يغريها عن اطلاق الرصاصة الاولى. عند الحاجة الامريكيون سيتجندون للدفاع عنا، لكنهم لن يضمنوا نتيجة سريعة أو كاملة.

نتنياهو الذي يتملص منذ بداية الحرب من اجراء مقابلات مع وسائل الاعلام الاسرائيلية انحرف مساء اول امس عن هذه العادة وقام بزيارة ستوديوهات القناة 14. اذا كان مجرو المقابلة معه قد توقعوا ظهور صاخب يمكن أن يضع الاعداء في مكانهم، لكنهم لم يحصلوا على ذلك منه. هو لم يتعهد بشن حرب في لبنان، بل قال انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق يوقف النار هناك فان الجيش الاسرائيلي سينشر المزيد من القوات في الشمال بعد انتهاء الحرب في رفح. “قوات دفاع، وربما بعد ذلك قوات هجوم”. الاحتمالية الاساسية في هذه الاثناء لاندلاع حرب في لبنان يتعلق بسيناريو اساءة الحسابات: قتل كثيف لمقاتلين أو مدنيين في الطرفين، خوف احد الطرفين من هجوم مفاجيء للطرف الآخر الذي سيقوده الى شن هجوم وقائي في وقت مبكر. يبدو أن هذا ايضا ما يقلق رئيس حزب الله، حسن نصر الله. الصحفي المقرب منه، محرر صحيفة “الاخبار” اللبنانية ابراهيم الامين، كتب امس بأنه في حالة نشوب حرب فانه لن تسري على حزب الله أي قيود للمس باسرائيل وأن حزب الله يعد لاسرائيل الكثير من المفاجآت.

في الخلفية تحلق ايضا مسألة ايران. الوزير ورئيس الاركان السابق، عضو الكنيست غادي ايزنكوت (المعسكر الرسمي) كشف أمس في خطاب القاه في مؤتمر هرتسليا ما تم قوله بالرموز مؤخرا وبصورة ضبابية في بعض وسائل الاعلام الغربية. ليس فقط أن ايران تدفع قدما بتخصيب اليورانيوم في اطار المشروع النووي، بل تتراكم ايضا شهادات اولية عن اعادة تحريك “مجموعة السلاح”، أي الانشغال بانتاج رأس نووي متفجر لصواريخ بعيدة المدى، أي انتاج سلاح حقيقي. الايرانيون، اضاف ايزنكوت، “وصلوا الى مكان متقدم جدا، هذا تذكير لنا كي ننظر الى الصورة الكبيرة ونفهم أنه لا توجد حلول مدهشة في مكان واحد. هذه ستكون حرب طويلة جدا”.

معركة الروايات

في المقابلة مع القناة 14 قدم نتنياهو عنوان مركزي آخر وهو أنه مستعد لمناقشة صفقة مخطوفين مع حماس، لكنها ستتركز على المرحلة الاولى من اعادة المجموعة الانسانية (النساء، كبار السن والمرضى) من بين المخطوفين. بعد ذلك على الفور، هو ينوي العودة الى القتال. رئيس الحكومة كرر في السابق هذه المناورة عدة مرات منذ كانون الثاني الماضي. في كل مرة ظهرت في الافق احتمالية للدفع قدما بالصفقة نشرت تصريحات أو معلومات من الطرف الاسرائيلي جعلت حماس تتشدد في مواقفها، وبذلك انزلت عن جدول الاعمال امكانية التوصل الى الاتفاق الذي كان سيؤدي بشكل شبه مؤكد الى انسحاب شركاء نتنياهو في اليمين المتطرف من الائتلاف.

في هذه المرة نفذ نتنياهو عملية قتل على الملأ. الطلب الرئيسي ليحيى السنوار، رئيس حماس في القطاع، هو الوقف الكامل للحرب مرهون باعطاء ضمانات دولية أن لا تقوم اسرائيل باستئناف القتال، ولن تحاول المس به وبقادة التنظيم. حتى الآن نتنياهو لم يوافق على الالتزام، لكن تصريح علني وواضح حول اتفاق جزئي فقط في الواقع يشير للسنوار بأنه لا يوجد ما يمكن الحديث عنه. هذا التصريح ايضا لا يتفق مع الاقتراح الامريكي – الاسرائيلي الذي عرضه الرئيس جو بايدن في خطابه في 31 أيار الماضي، وحدد الطريق المحتملة لانهاء الحرب.

حماس، كما نتذكر، ردت على هذا الاقتراح بعشرات التحفظات التي ارادت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين ازالتها من الطريق بمساعدة قطر، واحد تلو الاخر. الآن هذا سيكون اصعب، فاعلان رئيس الحكومة بطبيعة الحال فقط زاد غضب الادارة الامريكية منه. امس في خطابه في الكنيست كرر نتنياهو الالتزام بخطة بايدن (التي اهتمت هيئة المخطوفين بوصفها بـ “صفقة نتنياهو”). من كل هذه الامور ما هو الموقف الملزم للحكومة؟ نحن سنضطر الى الانتظار كي نرى ذلك.

جبل من الأدلة

لجنة التحقيق الرسمية في قضية الغواصات القت أمس ما كان في الايام التي سبقت الحرب ما من شأنه أن يعتبر أم القنابل: سلسلة رسائل تحذير لجهات رفيعة، مثل نتنياهو ووزير الدفاع السابق بوغي يعلون ورئيس هيئة الامن القومي والموساد السابق يوسي كوهين. في اللجنة قالوا ان نتنياهو عرض للخطر امن الدولة واضر بعلاقاتها الخارجية ومصالحها الخارجية. هذه اقوال ربما ستكتب مستقبلا عن رئيس الحكومة حتى بعد تشكيل في يوم ما لجنة رسمية للتحقيق في كارثة 7 اكتوبر. اقوال مشابهة جدا نشرت في السابق مثل رأي قطعي  في استنتاجات لجنة التحقيق في قضية كارثة جبل ميرون في 2021. يصعب قياس الضرر السياسي المتوقع لنتنياهو من هذه القضية التي ترافقنا بين حين وآخر منذ ثماني سنوات تقريبا. في نهاية المطاف فان الحكم في شأن مسؤوليته عن الكارثة التي قتل فيها 45 اسرائيلي قام بازاحتها عن نفسه مثل ذرة غبار غير مرئية. بعد المذبحة في بلدات الغلاف اعتقد كثيرون أن قصة نتنياهو السياسية انتهت. وقد مرت ثمانية اشهر ونصف منذ ذلك الحين وهو يقلص بالتدريج الفجوة في الاستطلاعات في غير صالحه. مع ذلك عندما تضاف رسائل التحذير الى احباط الجمهور المتواصل من تعقد الحرب، وانسحاب المعسكر الرسمي، والغضب من قانون اعفاء الحريديين من التجنيد، والتوتر الداخلي في الائتلاف، فانه يبدو أن قدرة رئيس الحكومة على البقاء لفترة طويلة، حتى نهاية الدورة الصيفية للكنيست وما بعدها، تقف الآن في اختبار اصعب.

نقاشات كثيرة تجري بدون توثيق، ربما ايضا خوفا من ابقاء أي اثر لشهادات مدينة للجان التحقيق المستقبلية. بعيدا عن الادعاءات المحددة في قضية الغواصات، نتنياهو وصف أمس تعيين اللجنة كانتقام سياسي لحكومة بينيت – لبيد،  فان رسائل التحذير التي ارسلت أمس تضاف الى جبل الادلة الذي تجمع في الـ 15 سنة الاخيرة. النتيجة التي تظهر فيه هي نتيجة واضحة ومقلقة: طريقة نتنياهو في ادارة الدولة أفلست وهي تعرض الآن فعليا أمن الدولة للخطر.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى