ترجمات عبرية

هآرتس – صنبور الغاز والوقود للبنان يوجد في اسرائيل

هآرتس – بقل  تسفي برئيل – 11/10/2021

” المشروع المقترح لحل ازمة الكهرباء في لبنان يشمل نقل الغاز من مصر والكهرباء من الاردن الى لبنان عبر سوريا. هذان المشروعان يشوبهما الغاز الاسرائيلي المختلط بالغاز المصري الذي سيتم نقله الى لبنان والغاز الاسرائيلي الذي يشغل محطات التولد في الاردن “.

محطات توليد الطاقة الكبيرة في لبنان توقفت عن العمل في نهاية الاسبوع الماضي. ولبنان انزلق الى ظلام يمكن أن يستمر لبضعة ايام. هذا لم يكن مفاجئا. وزراء وخبراء في لبنان حذروا في الشهر بأنه اذا لم يتم ايجاد مصدر فوري لتمويل الوقود أو الحصول عليه بالمجان فان الظلام في لبنان سيكون مسألة ايام. صحيح أن عدد كبير من المنازل في المدن الكبيرة وفي القرى منذ فترة طويلة لم يعد يعتمد على شركة الكهرباء الحكومية، الغارقة في ديون بمليارات الدولارات للمزودين. اغلبية السكان اوجدوا في السنوات الماضية شبكة بديلة من المولدات، لكن ازاء اسعار الوقود التي عادت الى الارتفاع قبل بضعة اسابيع، يتوقع ايضا اختفاء هذه الشبكات الخاصة. 

المزودون الوحيدون للبنان الذين بقوا هم ايران وروسيا. في شهر ايلول وصلت الى ميناء بانياس في سوريا ناقلتا نفط من ايران، وقبل حوالي اسبوع وصلت ناقلة اخرى انزلت حمولتها في الميناء، ومن هناك هذه الحمولة يتوقع أن تصل الى لبنان عن طريق المعابر غير القانونية. الوتيرة وكمية النفط التي تصل من ايران لا يمكنها احياء شبكة الكهرباء في لبنان، أو حتى الاحتياطي القليل الذي بقي لدى الجيش اللبناني، الذي ربما سيتم تحويله لشركة الكهرباء في محاولة لتشغيل محطات توليد الطاقة. 

يبدو أن النفط الايراني يخدم حزب الله أكثر مما يخدم الدولة. في الوقت الذي فيه عقد حزب الله الصفقة لانقاذ لبنان. جزء من النفط تم نقله ليكون تحت سيطرته والى نقاط التوزيع التي يسيطر عليها. وحزب الله يمكنه الآن أن يحصل على مكاسب سياسية مهمة باعتباره الجسم الوحيد القادر على تزويد لبنان بالحياة.

إن نقل النفط من ايران الى سوريا يخرق منظومات العقوبات. الاولى، المفروضة على ايران والتي تحظر عليها بيع النفط. الثانية هي التي فرضت على سوريا من قبل دونالد ترامب في 2019 والتي تحظر عقد الصفقات مع النظام السوري، بما في ذلك نقل النفط من سوريا الى لبنان أو الى أي دولة اخرى. ولكن الرئيس الامريكي جو بايدن والادارة الامريكية يحافظون الآن على الصمت ازاء خرق العقوبات. والسبب العلني هو الجانب الانساني الكامن في نقل النفط، حيث أن واشنطن لا تريد أن تظهر كمن تضر بأداء المستشفيات والعيادات والمؤسسات الحيوية الاخرى في لبنان، اذا منعت بالقوة ناقلات النفط القادمة من ايران.

الادارة الامريكية تقوم مؤخرا بحياكة مشروع اكبر، هدفه هو أن ينقل بشكل منظم وعلني الغاز والكهرباء من مصر والاردن الى لبنان. في يوم الاربعاء الماضي التقى في عمان ممثلون عن لبنان وسوريا ومصر والبنك الدولي من اجل التوقيع على اتفاق اطار لتزويد الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، انبوب غاز سيمر من مصر عبر الاردن الى سوريا ومنها الى لبنان، والاردن سيربط شركة الكهرباء فيه مع شبكة الكهرباء في لبنان عبر سوريا. 

هذا ليس حل فوري وتنفيذه سيستغرق اسابيع أو بضعة اشهر، لكن المشروع اصبح يثير علامات استفهام. نقل الكهرباء والغاز عبر الانبوب في سوريا ومنها الى لبنان يعني خرق العقوبات المفروضة على سوريا. جو بايدن سيحتاج الى تبرير ذلك أو المبادرة الى سن قانون يعفي مسألة تزويد الوقود من العقوبات. المشكلة الثانية هي أن الغاز المصري “مختلط” بالغاز الاسرائيلي، والكهرباء الاردنية يتم انتاجها بواسطة الغاز الاسرائيلي. ولا توجد أي طريقة للفصل بين الغازين وأن يتم نقل غاز عربي “نقي” الى لبنان. 

قبل اسبوع نشر ماثيو زايس، الذي شغل منصب كبير في وزارة الطاقة الامريكية والآن هو باحث في المجلس الاطلسي، مقال شرح فيه “العلاقة الاسرائيلية” مع الغاز اللبناني. الحكومة اللبنانية تعرف هذا اللغم الوطني، وحزب الله ايضا يعرف مصدر الغاز الذي سيصل من مصر والكهرباء من الاردن، لكن مثلما سمح لحكومة لبنان باجراء المفاوضات مع اسرائيل حول ترسيم الحدود الاقتصادية بينهما فانه ايضا الآن ما زال يصمت في موضوع الغاز. حزب الله لا يمكنه الآن وضع شروط تفشل هذا المشروع، حتى لو كان هذا المشروع مدعوم من قبل الادارة الامريكية، وأن يعرض للخطر بذلك مكانته الشعبية كعجلة الانقاذ للدولة. 

السؤال سيطرح مرة اخرى كما يبدو عندما سيتم التوقيع على الاتفاق النووي الجديد بين الدول الغربية وايران، الذي في اطاره سيتم رفع العقوبات والسماح بالانتقال الحر للنفط والغاز الى لبنان عبر سوريا. في هذه الاثناء الرابح السياسي الاكبر من المشروع هي سوريا، التي اصبحت شريكة حيوية في المشروع، والتي من غيرها لا يمكن للمشروع أن يكون.

سوريا سبق واخترقت القناة السياسية عندما قامت البحرين ودولة اتحاد الامارات باستئناف نشاط ممثلياتها الدبلوماسية، وأبو ظبي اعلنت أنها تنوي المشاركة في اعمار سوريا. في الاسبوع الماضي اجرى بشار الاسد مكالمة هاتفية اولى منذ اكثر من عقد مع ملك الاردن عبد الله، بعد أن زار في الاسبوع الماضي وزير الدفاع السوري الاردن، وقررت المملكة فتح الحدود مع سوريا. مكتب الاسد والمتحدثون باسم عبد الله قالوا بعد المكالمة بأنهما تحدثا حول “تعزيز التعاون بين الدولتين والشعبين”. من المثير كيف ستنظر واشنطن الى التعاون الاقتصادي بين الاردن وسوريا، الذي سيكون متناقض مع قانون العقوبات، في حين أن الادارة تسمح بنقل الكهرباء والغاز عبر سوريا الى لبنان.

المفارقة هي أن الازمة العميقة في لبنان والظلام الذي هبط عليه يمكنهما اعادة سوريا الى قلب الاجماع العربي الذي طردت منه بعد أن تبين حجم المذبحة التي نفذها الاسد ضد المدنيين في سوريا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى