ترجمات عبرية

هآرتس – صعب على غير “اليمين”

هآرتس  2022-03-31 – بقلم: يوسي فيرتر

في النخبة السياسية في إسرائيل كان هناك من تنفسوا الصعداء عندما كشفت هوية المخرب، “على الأقل في هذه المرة هو ليس منا”، قال أحد الوزراء بسخرية. لو أن العملية في بني براك، الأكثر فتكا من بين العمليات حتى الآن، كانت نفذت من قبل عربي اسرائيلي فالويل لنا.
الإرهاب الفلسطيني يسهل هضمه. رغم أنه يصعب تجنب الشعور بأن الموجة التي تغرق المدن في إسرائيل في الأسبوع الماضي (هذا يبدو البداية فقط) هي شيء لم نعرفه. قبل بضعة أيام على شهر رمضان وقبل أسبوعين تقريبا على عيد الفصح، يبدو أن إسرائيل تعود إلى الفترة المظلمة التي فرحنا بنسيانها، بالتأكيد منذ انتفاضة السكاكين في 2015 – 2016.
11 قتيلا في سبعة أيام وفي ثلاث مدن، هذا حدث استراتيجي وأمني، لكنه سياسي أيضا. رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، من معزله في البيت سيكون ملزما بالتحدث إلى الجمهور في اسرع وقت وأن يشرح له بالتفصيل كيف تنوي الحكومة مواجهة هذا التدهور الشديد. بينيت اعترف، أمس، بأن إسرائيل تقف أمام موجة إرهابية عربية قاتلة. الآن، يجب عليه العمل وفق ذلك حتى لو كان هذا يعني ملء الشوارع بقوات الشرطة والجيش. ويجب عليه عقد جلسة للكابينت السياسي – الأمني وأن يمرر فيها قرارات قاسية.
قبل أسبوع، كنا في وضع مختلف. لقاءات “قمة” متتالية، أولا في تركيا وبعد ذلك في مصر. بينيت كان يمكن أن يسافر في منتهى السبت إلى الهند (مع خصومة صبيانية مع بني غانتس)، فقط، أول من أمس، تم عقد قمة النقب التي هي غير مسبوقة من حيث تركيبة المشاركين فيها. كان يبدو أن إسرائيل على باب عصر جديد لشرق أوسط جديد. الآن، كل شيء يبدو مختلفا.
الأشهر التسعة لـ”حكومة التغيير” كانت من اكثر الأشهر هدوءا من ناحية أمنية. رئيس الحكومة، في محادثات خاصة، تفاخر بذلك، لكنه حرص على أن يطرق على الخشب. وقد كان يقصد بالأساس غزة، ربما فقط غزة. في هذه الأثناء القطاع هادئ، ومن يعرف إلى متى. الشر جاء من جبهات غير متوقعة، من داخل المجتمع العربي وأمس، من منطقة جنين.
رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، الذي بعد عملية بئر السبع نشر ردا شديدا، مهينا، ألقى فيه المسؤولية على بينيت ولابيد. وأمس، كشف عن ضبط نفس من الجدير الإشارة إليه. ولكنه أيضا ربما أدرك بأنه بالغ. وقد قام بالتعزية وأمل بالشفاء للمصابين وشد على أيدي قوات الأمن وطلب من الحكومة العمل بشكل حازم. افضل أصدقائه في المعارضة، ايتمار بن غبير، لم يضبط نفسه أيضا في هذه المرة ووصل إلى ساحة الحدث. فمثل طيور مميزة جدا، عضو الكنيست العنصري والمحرض يتغذى على الدماء والألم والمعاناة. دائما هو سيكون هناك، يزج نفسه أمام العدسات ويهتاج مثل آخر الزعران. في الحقيقة لماذا مثل؟.
هذا بلا شك هو الامتحان الأكبر لبينيت. من غير المهم الواقع الموضوعي. فحكومة لا تعتبر حكومة يمينية “نواة صلبة”، ستجد دائما صعوبة في الساحة العامة أمام موجات الإرهاب. الشخص الوحيد الذي اجتاز الامتحان وحصل على اعتماد واسع من الجمهور لفترة طويلة قبل انطلاقه لتنفيذ عملية عسكرية (“السور الواقي” في الضفة الغربية) هو اريئيل شارون؛ ليس قبل التنبؤ بأنه إذا لم يفعل ذلك سيتم طرده من مكتب رئيس الحكومة بـ”العصي والحجارة” من قبل الجمهور. بينيت بعيد عن أن يكون اريئيل شارون.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى