ترجمات عبرية

هآرتس: شركة «توكا»: إمكانيات خارقة في عالم الكاميرات

هآرتس 2022-12-24، بقلم: عومر بن يعقوب: شركة «توكا»: إمكانيات خارقة في عالم الكاميرات

في 19 كانون الثاني 2010، تمت تصفية محمود المبحوح في دبي، وهو من مؤسسي الذراع العسكرية لـ”حماس”، والمسؤول عن تهريب السلاح إلى غزة. بعد شهر من ذلك فاجأ قائد شرطة دبي إسرائيل والعالم عندما كشف عن وجه نحو 30 عميلا لـ”الموساد” شاركوا في عملية التصفية. فعل ذلك بعد أن أجرى التحقيق لساعات طويلة من التسجيلات في عشرات كاميرات الحماية التي غطت كل زاوية في الفندق وفي المجمع التجاري القريب وفي مطار دبي، ووثقت خطوات العملاء الإسرائيليين. ربما لو أنه كانت لإسرائيل في حينه تكنولوجيا شركة السايبر الإسرائيلية “توكا” لكان سيتم تجنب كل ذلك.

الشركة التي أقامها رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، مع من ترأس منظومة السايبر في الجيش، والتي يتم كشف قدراتها هنا للمرة الأولى، تبيع تكنولوجيا تمكن الزبون من العثور على مكان كاميرات الحماية وكاميرات الشبكة في منطقة جغرافية معينة، وتمكن من اختراق سور الحماية والمشاهدة في الوقت الحقيقي وببث حي من داخل الكاميرات، وتغيير البث المباشر والتلاعب بالبث، وحتى أن يتم بأثر رجعي تحرير التسجيلات من هذه الكاميرات، هذا ما يتبين من وثائق داخلية للشركة وصلت إلى “هآرتس”.

أقيمت “توكا” في العام 2018، وهي تعمل من مكاتب في تل أبيب وواشنطن. وتسوق قدراتها الخاصة لأجهزة الشرطة المحلية والجيوش ووكالات إنفاذ القانون والأمن وجهات تجسس حول العالم، وهي تعمل تحت رقابة وزارة الدفاع الإسرائيلية. من بين زبائن الشركة هناك أيضا دولة إسرائيل. حسب الوثائق فإن الشركة أغلقت صفقات مع وزارة الدفاع بمبلغ 6 ملايين دولار، وخططت للتوقيع على اتفاق آخر في إسرائيل بمبلغ مليون دولار، بما اعتبر “توسيعا لنشاطات قائمة”. ولم ترد “توكا” على سؤال الصحيفة بخصوص نشاطاتها في البلاد.

قبل شهر، نشر قراصنة من ايران فيلما للعملية التفجيرية في القدس، مصدره كاميرات متابعة الطرق لجهة أمنية كبيرة في إسرائيل. هذا الأسبوع، كشف في “كان 11” عن أن ايران نجحت في اختراق هذه الكاميرا قبل سنة. استهدف منتوج “توكا” عمل ذلك بالضبط، اختراق منظومة شبكات حماية وشبكة ومراقبة بث مباشر ومشاهدة أرشيف التسجيلات. ولكن “توكا” تعرف أنه يمكنها فعل اكثر من ذلك بكثير.

في حين أن سوق السايبر الهجومي الإسرائيلي، الذي يشمل بين شركات أخرى شركات مثل “ان.اس.أو” و”كنديرو”، يركز على اقتحام مركز اكثر لأجهزة مثل الهواتف المحمولة أو حواسيب، فإن “توكا” تعمل في حقل أوسع، كما شرح مصدر يعمل في المجال، على خط التماس بين السايبر الهجومي والمعلومات الاستخبارية المفتوحة والمتابعة.

عرض تقديمي للشركة من السنة الماضية حصلت عليه “هآرتس”، يوضح بالتفصيل أدوات فريدة تسمح “باختراق أجهزة الاستشعار المتصلة بالإنترنت لجمع المعلومات الاستخبارية والاحتياجات التشغيلية”، وتحديد منطقة جغرافية معينة على الخارطة وتحديد أماكن الكاميرات النشطة فيها. عرض الفيديو من الكاميرات والتحكم فيه والارتباط بمنظومة مركبات ذكية من اجل أن يتم أخذ منها مكان ومسارات السير ومعلومات أخرى. حسب الشركة فإنه سيكون للزبون الذي سيشتري منظوماتها إمكانية أن يشاهد ببث مباشر أرشيف التسجيلات للشركات بصورة سرية، وأيضا القيام بالتلاعب بالبث المباشر والتسجيلات من اجل “إخفاء عمليات تحدث في المنطقة”.

كاميرات حماية وكاميرات شبكة توجد الآن في كل مكان، في مفترقات الطرق وزوايا الشوارع والمحلات التجارية والفنادق والمطارات. يتم تركيبها في البيوت وفي الصالونات وفي غرف الأطفال وحتى على الجرس الذكي على باب البيت. جميعها مشبكة وجميعها تبث فيديو حيا للفضاء من اجل مشاهدتها من خلال الهاتف الذكي (للاستخدام البيتي) أو في مركز مراقبة متطور (مثلا شرطة السير أو بلدية تل أبيب). يمكن أن يكون لتكنولوجيا “توكا” استخدامات كثيرة، على الصعيد الاستخباري والعملياتي. في حالة حدث متطور يمكن لهيئة إنفاذ قانون الارتباط بكاميرات في الساحة ككاميرات لأجهزة السلطة، شركات أو أشخاص أفراد، ومتابعة ما يحدث. إذا كانت هناك حاجة إلى اختراق منشأة مليئة بكاميرات الحماية فإنه يمكن لجسم عملياتي جمع المعلومات والتلاعب بالفيديو الذي يتم بثه مرة أخرى لمركز مراقبة العدو بحيث لا يعرف أبدا بأنه يحدث في المكان حدث ما. من غير المعروف إذا كانوا استخدموا تكنولوجيا “توكا” فقط للأغراض الاستخبارية والعملياتية، أم أنها استخدمت لجمع الدلائل.

في فيلم “أوشنز 11″ مجموعة من المجرمين تخترق خزنة كازينو في لاس فيغاس بعد أن اخترقت منظومة كاميرات الحماية و”بثت” إلى مركز المراقبة فيديو مزيفا لخزنة مشابهة. في الوقت الذي كان فيه اللصوص يعملون بهدوء من اجل الاقتحام فإن رجال الحماية كانوا لا يشاهدون ما يحدث. عودة إلى العالم الحقيقي: مع ذلك، إذا حدث شيء ما تم تسجيله فعندها على الأقل، حسب وعود شركة “توكا”، يمكن للزبون أن يحرر من جديد التسجيلات بحيث ألا يبقى منها أي شيء. وثائق تقنية للشركة، تم فحصها بناء على طلب من “هآرتس” على يد قرصان، تدل بصورة قاطعة على قدرة التشويش، سواء على البث المباشر أو على المضمون المسجل، دون أن يبقي الاختراق أي أعقاب رقمية. هذا خلافا لاختراق الهاتف المحمول بوساطة برامج تجسس مثل “بيغاسوس” أو “بريدتور”، التي تترك دلائل يمكن العثور عليها وتمكن في وقت لاحق من تشخيص أنه حدث اختراق.

من “توكا” جاءنا الرد بأن الشركة تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية. وطبقا لذلك فإنه محظور عليها أن تكشف آليات الحماية لمنتجاتها. لم تجد “توكا” حتى الآن أي استخدام غير قانوني لمنتجاتها، وإذا تم اكتشاف مثل هذا الأمر فإن الشركة كانت ستنهي بشكل فوري الصفقة مع الزبون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى