ترجمات عبرية

هآرتس: شرطة بن غفير

هآرتس 2023-03-03، بقلم: أسرة التحرير: شرطة بن غفير

خرج عشرات الالاف امس الى الشوارع في تل أبيب، القدس واماكن اخرى في ارجاء الدولة في احتجاج على اجراءات الحكم. وقد فعل المحتجون هذا في الوقت الذي ضرب الائتلاف الهدام برئاسة بنيامين نتنياهو مثالا جيدا على المقصود حين يقال «طغيان الاغلبية». فقد تمكن الائتلاف امس من أن يقر بالقراءة التمهيدية مشروع القانون الذي يجعل من الصعب الاعلان عن عدم اهلية نتنياهو ويثبت مكانته التي فوق القانون؛ ان يقر بالقراءة التمهيدية عقوبة الاعدام للمخربين العرب وهكذا التمييز قانونيا بين دم يهودي ودم عربي؛ كما اقر اعضاء لجنة الدستور مدماكا اضافيا في قوانين الانقلاب النظامي (تقييد الرقابة القضائية، وفقرة التغلب).

استغل وزير الامن القومي، ايتمار بن غفير، الفرصة وأمر الشرطة بالتصرف بيد اقصى تجاه المتظاهرين. يبدو أنه من ناحيته، مهمة الحكومة هي اشعال الخواطر، لا تهدئتها. واصل بن غفير تسمية المتظاهرين «فوضويين» وادعى «بأنهم تجاوزوا كل الحدود» وطلب من الشرطة «ان تستخدم كل الوسائل التي تحت تصرفها». ان حقيقة أن مجرم مدان، عنصري قومجي، بطله هو القاتل باروخ غولدشتاين، يتجرأ على تسمية عشرات الاف الاشخاص الذين يقاتلون على ما تبقى من شرف لاسرائيل «فوضويين» ويأمر بالعمل ضدهم بعنف اشد – هي عار اخلاقي وشهادة فقر في الدولة.

كما هو متوقع، فان هذا العار سانده رئيس الوزراء. «حق التظاهر ليس حق الفوضى»، قال من تسحق حكومته مبنى النظام في اسرائيل بل وأخذت لنفسها الحرية لتشريع قوانين اساس شخصية تستهدف الاحسان للمجرمين المدانين وللمتهمين الذين يشكلونها.

اما الشرطة من جانبها فقد فهمت الرسالة وامتشقت قنابل الصوت والقت بها نحو المتظاهرين. وكل ذلك رغم أنه حسب التعليمات يفترض ان يحفظ استخدامها لحالات عنف قاسية تجاه قوات الشرطة. هذه لم تكن الحالة. فضلا عن قنابل الصوت استخدمت الشرطة سيارات المياه العادمة، لاول مرة منذ بداية الاحتجاج بل ونفذت اعتقالات بالقوة. وكان «حصاد» السلوك الوحشي: 11 مصابا، بينها اصابة واحدة نقلت الى غرفة العمليات الجراحية. اضافة الى ذلك اعتقل 39 متظاهرا في لواء تل ابيب وحده.

ليس هكذا تتصرف شرطة تسعى لأن تحافظ على النظام وعلى القانون. هكذا تتصرف شرطة سياسية تنطلق لأداء مهمة سياسية للاغراض السياسية لمرسليها: نتنياهو وبن غفير.

على هذه الحكومة السيئة ان تفهم بأن العنف سيشجع فقط الاحتجاج ويعززه. الجمهور لن يقف جانبا حين يسحقونه، يسحقون الدولة التي يعيش فيها ويسحقون القيم التي يؤمنون بها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى