ترجمات عبرية

هآرتس: سموتريتش ومؤيدوه ليسوا إخوتي

هآرتس 2023-02-12، بقلم: يوسي ميلمان: سموتريتش ومؤيدوه ليسوا إخوتي

قبل أسبوعين غرّد وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، “نحن إخوة، لا توجد لنا بلاد أخرى أو دولة أخرى”.

غرد هذا في أعقاب بيان رجل الهايتيك ومؤسس شركة “فيربت”، توم لفنه، بأنه سيهاجر من إسرائيل للتوقف عن دفع الضرائب احتجاجا على الانقلاب النظامي الذي تسعى حكومة نتنياهو إلى تطبيقه.

سموتريتش ومؤيدوه ليسوا إخوتي. أتفق مع الجزء الثاني من جملته، “ليس لنا بلاد أخرى أو دولة أخرى”. ولكن منذ سنوات أنا وكثيرون نشعر بأننا لا ننتمي إلى الشعب ذاته. ألقى الرئيس السابق، رؤوبين ريفلين، في 2015 خطاب الأسباط الأربعة، ودعا إلى إجراء حوار بينها من أجل الدفع قدما بحلم “الإسرائيلية المشتركة”.

الأسباط الأربعة هي السبط العلماني والسبط المتدين القومي والسبط الحريدي والسبط العربي. ولكن في الحقيقة تقترب إسرائيل المنقسمة والممزقة إلى نحو أكثر من 12 سبطا. إلى أسباط ريفلين الأربعة يمكن إضافة الانقسام العرقي بين الشرقيين والأشكناز، الذي يحرض السياسيين الذين يتعهدونه، من اليمين ومن الحريديين، والذي يأبى الالتئام. وهناك أيضا الفجوات الآخذة في الاتساع بين الفقراء والطبقة الوسطى، وبشكل خاص الواحد في المئة والواحد في الألف العليا، الذين يركزون في أيديهم الثراء الفاحش.

مع ذلك، الانقسام إلى أسباط، حتى في السياق التاريخي للكتاب المقدس، يمكن أن يشير إلى أنه رغم الفروقات إلا أن هناك قاسما مشتركا بين الجميع.

ربما كان هذا صحيحا في السابق. خلال سنوات كثيرة كان يوجد شعور بشراكة المصير على خلفية تهديد الدول العربية بالقضاء على إسرائيل.

الروح الإسرائيلية تم وضعها على قواعد من بناء أمة جديدة بأدوات رسمية من الحفاظ على الأمن بالمعنى الوجودي جداً للكلمة، والهجرة ودمج الشتات، والاستيطان ونشر السكان.

ظهرت الشروخ الأولى بعد حرب “الأيام الستة” في العام 1967 والاحتلال، التي أحدثت هستيريا مسيحانية في أوساط أبناء الصهيونية الدينية.

أحسن الكاتب حاييم بار وصف ذلك في كتابه “وقت الحصاد”. أتذكر محادثات ونقاشات سياسية وأيديولوجية مع يعقوب كاتس في أمسيات في غزة وفي شبه جزيرة سيناء أثناء خدمتنا العسكرية في دورية شكيد في الأعوام 1970 – 1972.

كاتس، الذي أصبح بعد ذلك مستوطنا وعضو كنيست من المتطرفين الذين كانوا في الكنيست، مع أصدقاء له يرتدون القبعات المنسوجة في الوحدة، أثاروا انطباعي بوضوحهم ومثاليتهم. ولكني أيضا شعرت بالخوف من تعصبهم القومي.

منذ ذلك الحين ومع مرور السنين، ورغم مشاعر “إخوة المقاتلين”، إلا أن الفروق في الآراء زادت وتعمقت. بصفتي صحافيا وكاتبا أجد صعوبة في إيجاد شيء واحد مهم مشترك مع شمعون ريكلين، المحلل في القناة 14، باستثناء أننا نعيش في تل أبيب. كاتس وريكلين هما فقط مثال ورمز للمعسكر الذي يسيطر الآن على الدولة ويحاول فرض نفسه على المعسكر الآخر.

لذلك، حسب رأيي، فإن المعسكرين لم يعودا إخوة. لا يوجد قاسم مشترك وموحد بينهما باستثناء أنهما (إذا تجاهلنا لغاية النقاش فقط الأقلية العربية في إسرائيل) ولدا كأبناء للديانة اليهودية. وحسب رأيي فان الإيمان الديني موضوع خاص وليس عاما. الحقيقة المجردة هي أنه توجد بين المعسكرين فجوة في الرؤية العامة والرؤية السياسية والأيديولوجية والقيمية ونمط الحياة وطرق العمل. وحقيقة “جميعنا يهود” لم يعد لها أي معنى موحد.

تسير حكومة بيبي مثل شاحنة فقدت الكوابح أثناء النزول نحو طبرية، في الطريق إلى إقامة الجمهورية الإسرائيلية الثانية التي ستلغي الجمهورية القائمة هنا منذ 75 سنة.

بقيت أمام من يعارضون الحكومة عدة خيارات: إخراج أموالهم من البلاد، كما أعلن الصحافي بن كسبيت. الهجرة من البلاد والتوقف عن دفع الضرائب، كما قالت توم لفنه. والتسليم بالواقع وتطبيق ما تمت تسميته اكثر من مرة بـ “شتات داخلي” – لامبالاة بالفضاء العام وانغلاق وانطواء.

لكن يمكن أيضا إدارة نضال مدني حازم بالتدريج، أؤيده. يمكن الدعوة إلى إضراب عام رغم أنه من المشكوك فيه أن تستجيب الهستدروت لذلك؛ لأن معظم رؤساء النقابات واللجان الكبيرة والقوية هم من أعضاء “الليكود”.

يجب أيضا فحص القيام بعصيان ضريبي، في مجتمع لا يوجد فيه في الأصل عدالة اجتماعية، وتوجد فيه بعض الأجزاء التي لا تتحمل العبء الاقتصادي. لذلك، يمكن تبني شعار الثورة الأميركية: لا ضرائب دون تمثيل، وتبنيه بإعادة صياغة إسرائيلية: لا ضرائب دون فصل السلطات. وإذا لم يساعد هذا فيمكن أيضا التهديد بسلاح يوم القيامة: رفض خدمة رجال الاحتياط، الذين هم بالشكل الحالي يتحملون العبء الثقيل على خلفية تهرب الحريديين من الخدمة في الجيش ومن الخدمة المدنية، وأيضا على خلفية تهرب العلمانيين لغرض الراحة. الخدمة العسكرية والأمن هي روح الإسرائيليين.

لكن يبدو أنه لا توجد أي نية للحكومة للتنازل، وهي التي تعمل بصورة مفترسة وتحركها الشهوة للسلطة والنزعة للانتقام.

هي ربما ستتوقف عند الضوء الأحمر فقط إذا تم القيام بخطوات تهدد بخرق قواعد اللعب. عندها ربما سيكون بالإمكان محاولة رأب الصدع في العائلة الإسرائيلية وتحويل المحسوبين عليها مجدداً إلى إخوة، أو على الأقل أبناء عمومة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى