ترجمات عبرية

هآرتس: سموتريتش سيقيم دولة مساواة

هآرتس 26/6/2024، تسفي برئيل: سموتريتش سيقيم دولة مساواة

بنيامين نتنياهو هو الشخص الاكثر خطرا على الدولة. ولكن الشخص الذي يدعمه ويتعهده ويوجهه ويزيد هذا التهديد هو سموتريتش. حلمه مباشر وواضح. هو سيغير بشكل فوري “دي.ان.ايه” الدولة ومواطنيها، وبالطبع دي.ان.ايه الفلسطينيين. الطريق الى هناك ممهدة وبدايتها هي تحطيم السلطة الفلسطينية لأنه بمجرد وجودها هي تحافظ على الوعي الوطني.

في العام 2017، قبل أن يحلم بأن يكون المهندس الاكبر في دولة اسرائيل، نشر سموتريتش في مجلة “هشيلوح” “خطة الحسم” التي اساسها ضم الضفة الغربية و”تشجيع عشرات ومئات آلاف المستوطنين على الانتقال والسكن في يهودا والسامرة”. هذه ليست فكرة جديدة، مثلما هو التشجيع على هجرة الفلسطينيين، “الترانسفير الطوعي”، ليس اختراعا له. الجزء الاساسي في خطته هو الجزء الذي يشرح فيه ضرورة تدمير القومية الفلسطينية. “عرب الخليل ليسوا مثل عرب رام الله، وهؤلاء ليسوا مثل عرب نابلس، والاخيرين ليسوا مثل عرب اريحا، وحتى أن اللهجة تختلف من منطقة الى اخرى. والتقسيم الى مناطق حكم بلدية مناطقية سيفكك التجمع الوطني الفلسطيني والتطلع الى تحقيق ذلك. ولكن في موازاة ذلك سيحافظ على التقسيم القبلي، لذلك سيمكن من وجود منظومة ثابتة لادارة الحياة اليومية بدون توتر وصراعات داخلية”.

في حينه حدد سموتريتش الفجوة الايديولوجية بينه وبين نتنياهو: “لدى نتنياهو يتم الحفاظ على كيان وطني جماعي للعرب في يهودا والسامرة، كيان له طموحات قومية مناقضة لطموحاتنا. ولكن في خطته لا”. هو لا يدقق. نتنياهو كان يطمح الى تحطيم التجمع الفلسطيني بواسطة استراتيجية الفصل بين فتح حماس، بين غزة والضفة الغربية، وهي الاستراتيجية التي ولدت “التصور”. ولكن ذريعته كانت ناجعة. وقد عزز حماس لتقويض موقف محمود عباس وم.ت.ف، باعتبارهم الممثلين الوحيدين للشعب الفلسطيني، وبالتالي الامتناع عن اجراء المفاوضات حول الحل السياسي. هذا الفصل لا يكفي سموتريتش. فهو ما زال يبقي في يد الفلسطينيين كيان ممثل، شرعي ومعترف فيه من قبل المجتمع الدولي، الذي يعتبر بالنسبة للولايات المتحدة جسم يجب عليه ادارة الحكم المدني في غزة بدلا من حماس. ولكن التهديد الاكبر من كل ذلك هو أن السلطة الفلسطينية تعزز لدى الكثير من الاسرائيليين الأمل بأنه يمكن التوصل الى حل سياسي ينهي الاحتلال. بالنسبة لسموتريتش فان المبرر الذي يستند اليه نتنياهو،  ابعاد السلطة كشريكة تدعم الارهاب أو أنها هي نفسها منظمة ارهابية، هو مبرر ضعيف وخطير. في نهاية المطاف ايضا م.ت.ف كانت منظمة ارهابية قبل أن تصبح شريكة سياسية تم التوقيع معها على اتفاق اوسلو.

سموتريتش يلتزم بأن يجعل الفلسطينيين “يستيقظون” من وهم الدولة الفلسطينية والتوضيح لهم بأنه لا توجد أي احتمالية لقيام دولة عربية اخرى غرب نهر الاردن. ولكن من الخطأ رؤية في برنامجه عملية موجهة فقط ضد الفلسطينيين. “الاستيقاظ” الفلسطيني يستهدف ايضا احداث “استيقاظ” الجانب الاسرائيلي ايضا، لا سيما في اوساط الذين ما زالوا يؤمنون بالحل السياسي. في اللحظة التي سيفقد فيها الفلسطينيون الوعي الوطني الجماعي فانه لن يكون للحل السياسي أي انبعاث. ولكن الاسرائيليين الذين سيتحطم حلمهم ينتظرهم تعويض مدهش يمكن تسميته بـ “الضم الانساني”. ضم الضفة الغربية سيمنح الفلسطينيين الكثير من الحقوق، اكثر بكثير من التي توجد لهم الآن. وبذلك سيتم الغاء مكانة وصورة اسرائيل كدولة ابرتهايد.

هذه بشرى حقيقية، ليس لفلسطينيين بل للاسرائيليين، لأنه بالمقارنة مع الوضع الآن الذي فيه المواطنون في اسرائيل يمولون ويؤيدون شبيبة التلال التي تعمل في الضفة وبؤر الاشباح الموجودة فوق التلال، فان ضم دولة اسرائيل لدولة المستوطنين سيمنحهم احتمالية حقيقية في أن يصبحوا مواطنين متساوين في الحقوق والميزانيات مثل المستوطنين. محظور تفويت مثل هذه الفرصة التاريخية.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى