ترجمات عبرية

هآرتس: سلوك الكابنت يظهر أن نتنياهو يتخذ في أماكن أخرى القرارات الهامة حول مصير المخطوفين

هآرتس – يونتان ليس – 28/8/2025 سلوك الكابنت يظهر أن نتنياهو يتخذ في أماكن أخرى القرارات الهامة حول مصير المخطوفين

انعقاد الكابنت السياسي – الامني في مساء يوم الثلاثاء الماضي، اثناء ذروة جهود دول الوساطة لاستئناف المفاوضات حول التوصل الى الصفقة، هو دليل آخر على ضعف الجسم الذي يتشكل من كبار الوزراء، الذي من شأنه أن يتحدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأن يبت في قضايا مركزية حول ادارة الحرب. نتنياهو اختار ان لا يطرح للتصويت قراره التنازل عن الخطة الجزئية، وتاثير ذلك على انقاذ المخطوفين. “النقاش كان نقاش زائد”، قال للصحيفة مصدر مطلع على تفاصيل الجلسة، التي كانت فيها بالاساس استعراضات امنية. “رغم القضايا المشتعلة الموجودة على جدول الاعمال، الا ان الوزراء لم يطلب منهم اتخاذ قرارات – كثيرون منهم لم يصلوا أبدا، وبعضهم سارعوا الى المشاركة في احتفال المجلس الاقليمي بنيامين في القدس. 

نتنياهو يعتبر الكابنت، بدرجة كبيرة، خاتم مطاطي. وخططه بشان صفقة التبادل يكشفها لوسائل الاعلام، ومشكوك فيه ان هذه الهيئة ستقوم بتعطيلها في اللحظة الحقيقية، على فرض ان رئيس الحكومة سيطرح هذا الموضوع من اجل البت فيه وسيضغط من اجل المصادقة عليه. الصفقة مع حماس ليست المجال الوحيد الذي يتعامل فيه نتنياهو مع الكابنت كخاتم مطاطي. قبل بضع ساعات على عقد هذا المنتدى في بداية الشهر كشف ننتنياهو في مقابلة مع “فوكس نيوز” عن نيته فيما يتعلق بالقطاع، وعن جدول الاعمال الذي يخطط له. “اسرائيل ستحتل كل القطاع من يد حماس، وستنقله الى سلطة مدنية بديلة تقوم بادارته بشكل مناسب”، قال في حينه.

الكابنت، أو باسمه الرسمي اللجنة الوزارية لشؤون الامن القومي، يتشكل الآن من 12 وزير وثلاثة اشخاص يتم استدعاءهم بشكل ثابت. الوزيرة اوريت ستروك والوزير دودي امسالم وعضو الكنيست آريه درعي، الذي يشارك في نقاشات الكابنت رغم ان شاس انسحبت من الحكومة. القانون الجاف اعطى الكابنت قوة مهمة. فهو الجسم المخول بالتقرير حول شن الحرب أو القيام بعملية عسكرية يمكن أن تجر الى حرب. هو ايضا يناقش المصادقة على خطط التطوير والتسليح لجهاز الامن ويتناول شؤون الامن القومي والعلاقات الخارجية لاسرائيل.

الآن هذا الجسم الذي حظي بلقب “الكابنت المصغر” هو الذي يتخذ في احيان كثيرة القرارات الهامة. والقرارات الاقل اهمية تتخذ من خلال التشاور بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع وكبار قادة جهاز الامن. في زمن حكومة الطواريء تم الحفاظ على الخطوات الدراماتيكية من اجل المصادقة عليها في كابنت الحرب، في حين أن الكابنت السياسي – الامني بقي في الزاوية. يستعين نتنياهو على الاغلب بالكابنت السياسي الامني من اجل العلاقات العامة، ومن اجل الحصول على الدعم لقراراته ومن اجل اخراج الاختلافات في الرأي على طاولة الحكومة بشان القضايا المختلف عليها. 

في هذا الشهر حصل نتنياهو على مثل هذا الدعم. في ذروة تجنيد الحريديين والسقوط السياسي وانهيار المفاوضات، الكابنت وفر للحكومة الاوكسجين للتنفس. الوزراء صادقوا على عملية احتلال مدينة غزة، رغم موقف جهاز الامن والمعارضة الصارخة لبعض الوزراء. هكذا ساهم قرار الكابنت في توحيد صفوف الائتلاف الهش، والتوصل الى تفاهمات فيما يتعلق بالطريقة التي ستستمر فيها الحرب في الاشهر القادمة.

في يوم الاحد مرة اخرى يتوقع عقد الكابنت، هذه المرة بالاساس لمناقشة الخطط المحدثة للسيطرة على مدينة غزة. ولكن نتنياهو سبق له وصادق على هذه الاجراءات في النقاشات التي اجريت في الاسبوع الماضي مع منتدى مقلص للوزراء في قيادة المنطقة الجنوبية. في الحقيقة في الكابنت يتوقع اجراء نقاش معمق، لكن مشكوك فيه اذا كان سيتخذ هناك قرار مشاكس، الذي يمكن ان ينسف الخطط التي سيتم عرضها على اعضاء الكابنت.

من السابق لاوانه التقدير ما اذا كان نتنياهو سيعمل الآن بشكل حازم على الدفع قدما بالصفقة، أو أنه سيتراجع مرة اخرى من اجل توسيع القتال ومنع الهزات في حكومته. في المستوى السياسي هناك من يعتقدون ان رئيس الحكومة لم يغلق الباب حتى الان حول احتمالية الدفع قدما بأسس الخطة الجزئية، بهذه الصورة أو تلك. حتى الآن هو لم يطلب من الوزراء التصويت ضد الخطة الجزئية، وهكذا فقد تجنب تخريب التفاهمات التي تم التوصل اليها. هذا رغم انه اوضح بشكل علني بان الخطة لصفقة جزئية، التي كان يؤيدها حتى وقت قريب، لم تعد ذات صلة، رغم رد حماس الايجابي على هذه المبادرة.

في هذا الاسبوع وصلت الى اسرائيل بعثة مصرية في محاولة لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل وحماس. ولكن حتى الآن الطرفين لم يكشفا اذا تم التوصل الى تفاهمات في هذا الشأن. نتنياهو في هذه الاثناء اعلن بانه سيدفع قدما بخطة بديلة لصفقة شاملة، لكنه لم يطرح مبادئها. مصدر سياسي، الذي تم ارساله في هذا الاسبوع لحتلنة وسائل الاعلام، قال ان رئيس الحكومة قرر، مرة اخرى لوحده، ارسال طاقم المفاوضات في اللحظة التي سيحددون فيها مكان وموعد المفاوضات حول الصفقة الشاملة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى