ترجمات عبرية

هآرتس: سلاح الجو الإسرائيلي سيكون مشلولاً في الحرب القادمة

هآرتس 2022-07-24، بقلم: إسحق بريك

منذ سنين يحاولون خلق صورة بطولية لسلاح الجو وكأنه سلاح الجو الأفضل في العالم، وطالما أن هذا هو الوضع فإن الجمهور يعتقد بأنه يمكننا الهدوء.

الواقع مختلف كلياً، وهذه نقطة في بحر المشكلات التي ستؤثر بشكل كبير على سلاح الجو في الحرب القادمة متعددة الساحات.

في سلاح الجو هناك نوعان من الثقافة التنظيمية: كل ما يتعلق بتدريب الطيارين وقدرتهم المهنية وجودة الطائرات واستخدامها، واستخلاص الدروس وتطبيقها: في هذه المواضيع تصبّ القيادة العليا معظم اهتمامها. ثقافة تنظيمية في أفضل حالاتها، لكن في هذا السلاح توجد ثقافة تنظيمية معيبة في كل ما يتعلق بإعداد قواعد السلاح للحرب متعددة الساحات.

اهتمام القيادة العليا في سلاح الجو باستمرارية الوظيفية في قواعد السلاح في الحرب القادمة متعددة الساحات هو اهتمام ضئيل، وتأثيره غير واضح في تحسين الوضع.

يبدو أن القيادة العليا في سلاح الجو منشغلة بقمة الهرم – الطيارين والطائرات – لكنها لا تنشغل كما ينبغي بقاعدة الهرم، التي دونها لا يمكن للقمة أن تعمل.

في الحرب القادمة متعددة الساحات ستشكل قواعد سلاح الجو هدفاً استراتيجياً للعدو. صواريخ دقيقة مع رؤوس حربية بوزن مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة سيتم إطلاقها كل يوم على قواعد السلاح من مسافة مئات الكيلومترات، وأيضاً من قبل الطائرات بدون طيار. ستطلق أسراب من المسيرات كل يوم على قواعد سلاح الجو، وستضر بشكل كبير باستمرارية أداء القواعد وإقلاع الطائرات.

سلاح الجو غير مستعد لهذا الوضع، ولا يوجد لديه أي رد. الوحيد الذي يحاول الانشغال بهذا الأمر أمام نواب قادة القواعد المسؤولين عن هذا الموضوع هو رئيس قسم استمرارية الأداء في السلاح، برتبة مقدم. ودون اهتمام ودعم من القيادة العليا التي توجد فوقه فلا شيء حقيقياً سيحدث.

أيضاً القليل الذي حدث في قواعد السلاح من ناحية القوة البشرية ووسائل ضمان الاستمرارية الوظيفية في الحرب القادمة متعددة الساحات آخذ في التدهور بوتيرة عالية جداً.

في كل قاعدة لسلاح الجو هناك كتيبة احتياط هي المسؤولة عن الاستمرارية الوظيفية للقاعدة أثناء الحرب، من أجل تمكين الطائرات من الإقلاع والهبوط وأداء مهمتها. مسؤولية الكتيبة المذكورة أعلاه مثل جمع الشظايا من الممرات في أعقاب انفجار صواريخ العدو، إطفاء الحرائق في القواعد بسبب إصابة مباشرة بالصواريخ، ومعالجة المصابين ونقلهم إلى المستشفيات، ومعالجة كل أحداث تلقي الضربات على القاعدة: بناء صورة الامتصاص، عزل الحدث، معالجة ما يسقط والعودة إلى مكان العمل والقاعدة إلى الكفاءة الكاملة.

مع ذلك، لم يتم القيام بأي عمل منظم في السلاح لسنوات كثيرة. منذ إنشاء كتائب استمرارية الأداء قبل سنوات فإن الجيش لم يعترف بها ولم يقم بتنظيمها.

أدى هذا الأمر إلى نقص كبير في القوة البشرية والمعدات والسيارات. لذلك، لن تتمكن هذه الكتائب من القيام بمهمتها في الحرب القادمة، أي إقلاع طائرات الهجوم وهبوطها سيتضرر بشكل كبير.

إلى هذا يمكن إضافة تزويد طائرات سلاح الجو بالوقود، في الوضع العادي وفي زمن الحرب، الذي يرتكز بالأساس على شركة مدنية خاصة، “باز” للخدمات الجوية. فهي تشغل نحو مئة موظف ومزود للوقود في الطائرات الذين في معظمهم يخدمون في الاحتياط أيضاً.

المعدات في معظمها هي لسلاح الجو. السائقون والمزودون للوقود هم موظفون في الشركة. ويعتمد سلاح الجو على الشركة التي يعتمد عليها تزويد الطائرات في الوضع العادي وفي الحرب. ولكن بسبب أن سائقي صهاريج الوقود يتبعون في الحرب لسلاح البر فلن يكون هناك من سينقل الوقود إلى الطائرات.

خلال سنوات وحتى الآن لم يتم العثور على أي حل يجسر الفجوة بين احتياجات سلاح البر لسائقي الصهاريج والشاحنات وبين طلب سلاح الجو أن يبقى السائقون في وضع الطوارئ في شركة “باز” للخدمات الجوية من أجل ألا يتم التشويش على تزويد الطائرات بالوقود. معظم الكتائب التي تعمل باستمرارية الأداء توجد الآن في وضع تفكك متقدم.

أيضا في الكتائب التي ما زالت توجد فيها قوة بشرية لا توجد أنظمة للإطفاء أو وسائل لإطفاء الحرائق، ولا توجد تقريبا سيارات إسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات، ولا توجد سيارات للتنقل والسيطرة في أرجاء القاعدة.

رجال الاحتياط يمكنهم استخدام سياراتهم الخاصة، ولا توجد قوة بشرية أو معدات كافية لجمع شظايا الصواريخ عن مدرجات الإقلاع في وقت معقول، ولا توجد نظرية قتالية موحدة ولا توجد منظومة تدريب موحدة أو عملية منظمة لتجنيد وتأهيل جنود الكتيبة. لم يحدد سلاح الجو احتياجاته للجيش ووزارة الدفاع.

إضافة إلى ذلك، في معظم قواعد السلاح لا توجد ملاجئ لآلاف الجنود، رجال الخدمة الدائمة والعاملين في الجيش الإسرائيلي، الذين يوجدون في كل قاعدة. أيضا لم يتم القيام بأي إعداد نفسي لوضع كهذا.

يدور الحديث عن سلاح جو مستعد لمعركة بين حربين – هجمات في سورية وجولات متكررة مع “حماس” في غزة، ولكنه في المقابل يقف أمام كل ما يتعلق بالحرب القادمة متعددة الساحات التي ستكون فيها قواعد سلاح الجو هدفا استراتيجيا لصواريخ العدو. وهذا الوضع سلاح الجو غير مستعد له.

هذا سلوك غير مناسب وغير مسؤول للقيادة العليا في السلاح، الذي رؤوس قادته في السماء وأقدامهم ليست على الأرض. فقد أغمضوا عيونهم عن رؤية ما يحدث على الأرض في الحرب. وحسب قادة كبار في السلاح، بما في ذلك طيارون تحدثت معهم، فإن القيادة العليا في الجيش وفي سلاح الجو مقطوعة عن الواقع البائس على الأرض. طالما أن الطائرات في السماء فإن كل شيء تحت السيطرة، لكن ماذا سيحدث على الأرض في الحرب؟ هذا سؤال آخر.

تفضل القيادة العليا في سلاح الجو تأجيل النهاية والقول إن كل شيء على ما يرام. معظم الميزانية، التي تبلغ تسعة مليارات دولار من المساعدات الأميركية، مخصصة في السنوات الأربع القادمة لشراء طائرات جديدة ومعدات مرافقة، وتقريباً لا يستثمرون أي شيء في إعداد الوسائل والقوة البشرية التي تمكن من استمرارية الأداء التي ستسمح بإقلاع الطائرات وهبوطها في الحرب.

لا يوجد تناقض أكبر من ذلك. يعرف كل شخص عاقل أن حصانة وصمود سلسلة تتكون من حلقات يتم تحديدها حسب الحلقات الأضعف، عندما تتمزق فإن كل السلسلة تخرج من نطاق العمل. الوضع الحالي هو وضع حاسم ويحتاج إلى علاج فوري إذا أردنا البقاء. ولا نريد مشاهدة كارثة وطنية بأم عينا.

قبل سنة ونصف السنة تقريبا قمت بإرسال رسالة حول الموضوع إلى القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو. لم يتم فعل أي شيء. قبل نحو ثلاثة أشهر جلست وجهاً لوجه مع القيادة العليا في الجيش وفي سلاح الجو، ومرة أخرى لم تكن هناك أي إشارة إلى التغيير.

هذا غير معقول. كان هذا الموضوع يجب أن يكون المهمة الوطنية الفورية من الدرجة الأولى في نظام الأولويات الوطنية، مع انتقاد خارجي للجيش ووزارة الدفاع من أجل التأكد من أن كل شيء يسير كما هو مطلوب.

ولكن كما قلنا، استمرت اللامبالاة، ونتيجة لعدم مسؤولية كبيرة من القيادة العليا سيكون هناك ضرر كبير جداً للقدرة على تنفيذ مهمات الهجوم والنقل لسلاح الجو في الحرب القادمة متعددة الساحات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى