ترجمات عبرية

هآرتس: ستة عرب يشرحون ما الذي يبعد الجمهور العربي عن التظاهرات ضد الانقلاب

هآرتس 6-3-2023، نادين أبو لبن وران شمعون: ستة عرب يشرحون ما الذي يبعد الجمهور العربي عن التظاهرات ضد الانقلاب

المظاهرات ضد الانقلاب النظامي الذي تدفعه الحكومة قدماً بنشاط متزايد، تتسع لتضم المزيد من الجماهير في المجتمع الإسرائيلي – من رجال الهايتيك وحتى طلاب المدارس الثانوية، ومن رجال الجيش وحتى النساء اللواتي يرتدين ملابس أقل من جمهورية جلعاد. طيارون واقتصاديون وإعلاميون وأطباء وأكاديميون وعلمانيون ومتدينون، يظهر أن جميعهم هناك. ولكن بعد شهرين على احتجاج الجمهور، أصبح واضحاً أن مجموعة سكانية واحدة، وهي لا تؤيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ظلت متغيبة عن التظاهر: العرب.

تحدثت “هآرتس” مع ستة عرب من مواطني إسرائيل، وسمعت منهم الأسباب إحجام معظم العرب عن المشاركة، بل والتنازل عن المشاركة في المظاهرات ضد الانقلاب النظامي، فأشاروا إلى انتقاد رفع علم فلسطين وتجاهل موضوع الاحتلال وعدم الثقة بمؤسسات الدولة. فيما شرح بعضهم -رغم كل ذلك- يختارون الخروج إلى الشوارع.

على خلفية المظاهرات، الأقل بكثير، للاحتجاج على الاضطرابات التي حدثت في حوارة، هناك أمر واحد واضح للجميع: من أجل انضمام الجمهور العربي إلى المظاهرات الحاشدة، هو بحاجة إلى الشعور بأنه شريك. “يجب أن تكون دعوة حقيقية تفتح المجال أمام الجمهور العربي للوصول، مع رموزه وشعاراته واحتجاجه”، قالت ريم حزان، التي تم منع خطابها في المظاهرة في حيفا. “نحن نمد يدنا في المكان الذي نرى فيه شراكة حقيقية”، قال فايز أبو سهيبان. وأوضح غسان منير بأن “اليهود الذين يريدون وبحق التغيير، عليهم أن يدركوا بأنهم بحاجة إلى العرب الذين يشكلون 20 في المئة من مواطني الدولة”.

“أعتبر نفسي ناشطة اجتماعية وناشطة من أجل حقوق الإنسان. معظم الأشخاص حولي نشطاء. مع ذلك، لا أحد منا يذهب إلى المظاهرات ضد الإصلاح. لماذا؟ لأن السياسة في إسرائيل تضر بي لكوني عربية. حتى وأنا مواطنة في الدولة، لا أشعر بتهديد الإصلاح الجديد ولا أخاف من عبء آخر سيفرض عليّ. سيضاف ظلم آخر إلى مظالم كثيرة.

“إضافة إلى ذلك، ثمة شعور بعدم الانتماء للمظاهرات في شوارع البلاد. لا أتظاهر على نفس الأمور. بالطبع، لا أريد تمرير الإصلاح، لكني بالمقابل لا أريد أن يستمر الوضع على حاله – وضع عدم العدالة والتمييز ضد مجتمعي.

“للمجتمع العربي ساحات نضال كثيرة، ولكن لا يوجد حضور يهودي كبير في واحدة فيها. أنا لا أتحدث عن مظاهرات سياسية من أجل السجناء أو من أجل أبناء شعبنا في الضفة أو في غزة، إنما أتحدث عن مواضيع اجتماعية مثل مكافحة الجريمة والعنف. قبل أسبوع كان هناك إضراب في اللد عقب عمليتي قتل في يوم واحد. هل أهتم أحد بذلك؟ فلماذا إذاً يجب علينا أن نكون جزءاً من نضال الوسط – يسار الإسرائيلي.

“حتى عندما تم تمرير قانون القومية الذي يضر بالمجتمع العربي بصورة ساحقة، تم الإبلاغ عن نحو 25 ألف متظاهر. أين كان الـ 100 ألف متظاهر الذين يتظاهرون الآن؟ في نهاية المطاف، هو قانون يضر بالديمقراطية وحقوق الإنسان. ولكن عندما يكون المتضررون هم العرب فمن السهل تجاهل ذلك. يجب أن يكون من الواضح بأن من لا يحترم حقوق الإنسان للأقليات، سيأتي يوم لا يحترم فيه حقوق الإنسان بشكل عام.

“إضافة إلى كل ذلك، فإن السبب الرئيسي لغياب العرب عن المظاهرات هو أن المجتمع العربي شبع من خيبات الأمل من الدولة وبات غير مبال. الإهمال الذي نشاهده طوال سنين أدى إلى عدم الثقة بإمكانية قدرة أحد على التغير للأفضل، وهذا أدى إلى اليأس وعدم الاهتمام بالمستقبل. أصبح التطرف أكبر، ولم يعد لنا الصوت والقدرة على التأثير.

“الاحتجاجات في إسرائيل لا تعني العرب، وهي لم تكن تعنينا يوماً ما. نحن على الأكثر في مكانة المراقبين فقط. المرشحون الأوائل للانضمام للاحتجاج هم أشخاص لهم سجل معين: سياسيون، ورجال جيش، وأكاديميون. يوجد ثمة جواب تاريخي وسياسي واجتماعي لمسألة مشاركة المجتمع العربي في هذا الاحتجاج.

“الآن عندما يأتوننا، يقول لنا الناس هنا: بربكم، الآن تذكرتم. عندما تظاهرنا ضد قانون القومية قلنا إنه المس الأول بالديمقراطية. أدركنا أن اليهود لا يكترثون إلّا حين يبدأ الإضرار بالديمقراطية التي يتمتعون به، ودون ذلك لا يكترثون. المجتمع الإسرائيلي دفع المجتمع العربي إلى الخارج، وبطريقة مختلفة في كل مرة. وهو الآن ينتظر منا الوقوف إلى جانبه في المظاهرات. هذا نوع من القمع.

“الناس في حالتي هم الأكثر عزلة. من جهة، نحن أقلية في المظاهرات، ومن جهة أخرى، أقلية في مجتمعنا بسبب أننا نشارك فيها. ترددت لأسابيع إذا كنت سأشارك في المظاهرات. عقلي قال نعم، ولكن قلبي يعرف أننا لسنا جزءاً من الاحتجاج. قلة يمكنهم التسامي على هذه المشاعر والمشاركة في المظاهرات، رغم أن هذه الديمقراطية، في الوضع الحالي، ليست جيدة بالنسبة لنا. أتساءل دائماً ما الذي أفعله هنا وهل هذا يساعد؟ من جانبي، أرى أن الاحتجاج هو الحد من الإضرار بالديمقراطية.

“الحل كما أراه هو الوقوف هناك كجزء من الكتلة ضد الاحتلال. عندما أصل إلى المظاهرة أكتشف أيضاً أن المتظاهرين والمنظمين ليسوا نفس الشيء. هناك أشخاص يمكن التحدث معهم. لا أريد وقف الإصلاح للعودة إلى الوضع السابق. طموحي أن يعرف الناس بأنه لا يمكن العيش في ديمقراطية جزئية أو تحت حكم يفضل قطاعاً ما، وأن يخرجوا للتظاهر لتكون هذه الدولة لكل مواطنيها. هذه كما يبدو ليست صورة الانتصار التي يأملها قادة الاحتجاج الحالي.

“هدفنا هو عمل دعاية بالعربية لتنظيم احتجاج مستقل يكون بديلاً ويعرض رؤية لجميع سكان هذه البلاد. لا يمكن التحدث عن الديمقراطية عندما يهدمون البيوت ويسيطر العنف في المجتمع، وعندما لا تستثمر الدولة في مواطنيها. نحاول عقد الاجتماعات وإقناع المواطنين بأن الحياة ستكون أسوأ في المقام الأول بالنسبة لنا. لا يمكنني توقع نجاح ذلك، هذا أمر صعب دائماً؛ لأن هناك شعوراً بعدم الجدوى. الأكثر نجاعة حين أتذكر من هو بن غفير ومن هو سموتريتش، وما هي سياستهما وأيديولوجيتهما وما هو سجلهما المبجل في الجرائم ضد الفلسطينيين، وأوضح بأن هؤلاء الأشخاص الذين يسنون القوانين ويدمرون القليل الذي بقي من الديمقراطية. سيدرك الناس أن عقلية الاحتلال الفعلي تسيطر على الكنيست الحالية، وأنها ستسيطر على جهاز القضاء والشرطة والجيش.

“خلال أسابيع ترددت حول إلقاء خطاب في المظاهرة في حيفا. في النهاية، وافقت بقرار مشترك مع أصدقاء في “حداش” لقول ما نريد قوله. استأت من التفكير حول كيف سيكون هذا، وهل سيكون لي مكان داخل هذا البحر من الإعلام الإسرائيلية. ولكني اعتقدت أن لنا هدفاً يتجاوز ذلك. يؤلمني الشعور بعدم الأمان عندما نرفع علم فلسطين. ولكني كنت على قناعة بأنني مثلت جمهوراً يؤيدني.

“لا أعرف ما الذي توقعه المنظمون أو أي دور أرادوا مني لعبه هناك. قالوا إن خطابي غير مشجع، بل يبين أسباب عدم انضمام العرب للاحتجاج. المنظمون يحاولون جلب الجمهور العربي بشكل أوسع، لكنهم لا ينجحون في ذلك لأنهم لا يتحدثون عن ألمه وتطلعه إلى الأمن الشخصي والرفاه.

“في الحكومة السابقة كان المجتمع العربي جزءاً لا يتجزأ من عملية اتخاذ القرارات. لم يكن هناك شيء كامل، لكن كانت محاولة لشراكة حقيقية. الآن الزعماء السياسيون في الجانب المتظاهر، المعارضة، الذين جلسوا مع ممثلي المجتمع العربي حتى قبل بضعة أشهر في الحكومة، يتجاهلون الصوت العربي؛ لا أنهم لا يمدون اليد، بل ويرفضون زعماء المجتمع العربي ويبعدونهم عن النضال. يمنعون إلقاء الخطابات في المظاهرات، ويصدرون بيانات مشتركة من غيرنا، وينسون أنهم لم يشكلوا الحكومة إلا بفضل العرب.

“خيبة الأمل كبيرة بشكل خاص لمن أيدوا وكان جزءاً من الحكومة السابقة، وأنا منهم. الأحزاب العربية ساهمت في إسقاط الحكومة السابقة وفي صعود الحكومة الحالية. ونحن نادمون، نعرف أنه سيكون من الصعب لو مر هذا الإصلاح. إذا كان 100 ألف يهودي يحذرون من كارثية هذا الأمر بالنسبة لهم، عندها نحن العرب، وبشكل خاص المجتمع البدوي، سنقف أمام دمار مطلق؛ لأن المحكمة لن تكون في صالحنا. ولكن لم يعد لدينا أمل. لأنه لا زعيم في المعارضة يعنى بالتوجه للصوت العربي وإخراجنا من هذا الوحل. ويرينا ماذا يفكرون بنا”.

“في نهاية المطاف، نعرف جميعاً أن هذه حكومة يجب أن تسقط. أهمية المحكمة العليا هي الدفاع عن الأقليات. ولأننا أقلية، أخاف. ولكن من المهم أن نذكر أيضاً بأننا غارقون في مشكلات أخطر – العنف والجريمة والفوضى، التي تقتلنا من الداخل. إذا لم تتحد معنا أي أحزاب من الوسط – يسار وتسير معنا إلى الشراكة، فسيبقى الوضع خطيراً. عليهم الفهم بأنه لا حكومة للمعارضة بدون شراكة يهودية – عربية، وأنه لن تقوم لها قائمة من غيرنا”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى