ترجمات عبرية

هآرتس – سامي بيرتس  – كوخافي مسؤول عن اهمال مكانة الجندي

هآرتس – بقلم سامي بيرتس  – 29/12/2021

” مكانة رجال الهايتيك ومن يخدمون في الوحدات الاستخبارية والتكنولوجية (السايبر) اصبحت هي المكانة الاولى على حساب مكانة من يخدمون في الوحدات القتالية. وقد ساهم الجيش في تعزيز ذلك بعدم اعطائهم مضمون حقيقي لتطوير مكانة المقاتل عن طريق زيادة مخصصات التقاعد والراتب والسكن “.

توجد مشكلة لرئيس الاركان، الجنرال افيف كوخافي. فهو يتعامل، ومعه كل المجتمع الاسرائيلي، مع تغيير في رواية البطل الاسرائيلي. في خطابه التاسيسي في الاسبوع الماضي في احتفال انتهاء دورة طيران هو عبر عن خيبة الامل من عملية امتدت عشرين سنة، فيها تحول رجال الهايتيك والسايبر الى ابطال الثقافة، في حين أن مكانة الجندي تآكلت، الامر الذي تم التعبير عنه في هبوط الدافعية للخدمة في الوحدات القتالية. كوخافي وجه الانتقاد للافتات كتب عليها “الجيدون للسايبر”، وقال إن هذه المقولة “تعكس ضياع القيم وتضعف اسس المجتمع”. الجيدون، قبل أي شيء، هم الجنود الذين يتم قياسهم في المقام الاول باستعدادهم للعطاء للدولة وتعريض حياتهم للخطر من اجل الدفاع عن الآخرين. 

في السابق كان الجيش هو مصنع الابطال: عنتيبة، ممر المتلة، تلة الذخيرة وحائط المبكى. هذا عمل بشكل جيد طالما أن اسرائيل كانت هي داود وجيرانها هم جوليات. هذا يعمل بدرجة اقل منذ الوقت الذي لا تكون فيه حروب كبيرة، بل فقط أمن يومي سيزيفي، مشبع بالاحتكاك مع سكان مدنيين في الضفة الغربية. جنود الجيش الاسرائيلي وقادته يتحملون العبء الامني على خطوط الحدود، في الضفة وفي قطاع غزة وفي القصف الجوي في سماء سوريا، ويعرضون حياتهم للخطر وينجحون في منع العمليات. ولكن على الاغلب اهتمام الجمهور موجه لامور لا ننجح في منعها، أو لاخطاء عملياتية – قيمية.  هذا الامر يرتبط بطبيعة النشاطات في الساحة الفلسطينية. الكثير من العمل المعقد والمعضلات القيمية والقليل من الهالة. 

اضافة الى هذه العملية حدث في العقدين الاخيرين أمر ضخم بشكل خاص وهو تطور فرع الهايتيك في اسرائيل وخلق مكانة جديدة لابطال الثقافة: رجال الهايتيك. ومن يوفر القوة البشرية الاساسية لهذه الصناعة هي وحدات الاستخبارات والتكنولوجيا التابعة للجيش الاسرائيلي. نعم، هو القطاع الواعد والمجزي اكثر في سوق العمل. القصص المثيرة لخريجي وحدات مثل الوحدة 8200، تثير الخيال لدى الكثير من الشباب، وربما الآباء ايضا، بأن هذه الحزمة مجدية بشكل خاص: خدمة لا تعرض الحياة للخطر، بناء قدرات تمكن من كسب اجر عالي في الحياة المدنية، مكانة اجتماعية عالية وانتماء للنادي الناجح والواعد في الحاضر وفي المستقبل.

هذه المكانة تطورت على مر السنين، ومرة اخرى لا يسمون الجنود الذين يخدمون في قواعد المخابرات في غاليلوت “اصحاب المهن”، بل مقاتلو السايبر. المكانة الاجتماعية لا تشتق فقط من عملهم في الساحة الامنية (الجمهور اصلا لا توجد لديه معلومات كثيرة عنه)، بل بالاساس من الانجازات الاقتصادية لخريجي هذه الوحدات في السوق الخاصة.  فقط الخروج من هذه الوحدات يعزز اكثر اسطورة هذه الوحدات، وهناك عشرات حالات الخروج في السنة.

الجيش الاسرائيلي لم يفعل أي شيء في هذا الشأن حتى خطاب رئيس الاركان كوخافي. بالعكس، توجد له افضلية في تنمية المكانة الاجتماعية العالية لافراد السايبر – الهايتيك، وفي اهمال مكانة المقاتل. لأنه يريد أن يذهب الجيدون الى وحدات الاستخبارات، ويعرف كيفية تشخيصهم وفرزهم حتى قبل التجنيد. هو يتجنب دائما التمييز بين المستوى المقاتل في الوحدات الميدانية وبين المستويات غير المقاتلة في الوحدات الخلفية في كل ما يتعلق بشروط التقاعد في سن الـ 45، رغم طبيعة الخدمة المختلفة وآفاق الكسب المستقبلية. عندما تم اجراء استطلاع في اوساط افراد الاستخبارات حول رأيهم بشأن نقل قواعدهم الى النقب (هذا حدث عندما كان كوخافي رئيس الاستخبارات العسكرية)، اشاروا الى أن لديهم مكانة خاصة غير موجودة لافراد الوحدات الميدانية أو حتى الطواقم الجوية الذين يتم ارسالهم للعيش في قواعد في الشمال أو في النقب. هؤلاء لم يسألوهم اذا كان يناسبهم العيش في رامون أو نفاتيم أو شبتا أو رمات دافيد.

كوخافي يعرف ذلك. وربما أن خطابه يعكس الاعتذار عن الخطأ أو فهم متأخر لمعنى هذه الخطوات. لا يكفي خطاب كهذا من اجل تحريك الابرة. يجب تخصيص مضمون حقيقي لتطوير مكانة المقاتل، في مخصصات التقاعد وفي الراتب وفي السكن وغير ذلك. هذا يحتاج من قيادة الجيش أن تتبنى مقاربة ادارية تفضيلية، وحتى الآن هم يتملصون من ذلك، خوفا من تفكك نموذج “جيش الشعب”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى