هآرتس: ساعر والبحث عن مذنب عربي ..!

هآرتس – أسرة التحرير – 9/6/2022
ينبغي أن ترد رداً باتاً المحاولة المعيبة لإلقاء الذنب في الأزمة السياسية الحالية على النواب العرب. هناك حاجة لقدر لا بأس به من الوقاحة للتوقع بأنهم هم بالذات سيدعمون قوانين تضمن الابرتهايد في المناطق المحتلة، تثبت المكانة الدون لإخوانهم الفلسطينيين في الدكتاتورية العسكرية الإسرائيلية و «ترتب امتيازات المحتلين المدنيين».
ليلة أولَ من أمس، رد الكنيست مشروع تمديد مفعول انظمة الطوارئ التي تطبق القانون الاسرائيلي في الضفة. النائبان مازن غنايم من «الموحدة» وغيداء ريناوي الزعبي من «ميرتس» عارضا، ورئيس «الموحدة» منصور عباس تغيب عن التصويت. لكن المشروع لم يسقط بسبب النواب العرب بل لأن مؤيدي المستوطنات في المعارضة (وكذا النائبة عيديت سيلمان التي تغيبت هي الاخرى) – والذي كان ممكناً التوقع منهم ان يحموا مشروعهم المنكر – وضعوا في رأس سلّم اولوياتهم هدفا آخر – اسقاط الحكومة – وكانوا مستعدين لأن يدفعوا ثمن نفاد مفعول الانظمة. هم وفقط هم يتحملون المسؤولية.
من قاد الخطوة السياسية الحالية هو وزير العدل جدعون ساعر. فقد أوضح قبل التصويت بان تمديد الانظمة «يتعلق بلباب المصلحة القومية لدولة اسرائيل والمجتمع الاسرائيلي»، وان «تصفية الصلة القانونية بين اسرائيل ويهودا والسامرة وجعلهما بحكم الأمر الواقع – دي فاكتو كيانين مختلفين هو سيناريو كابوس قانوني وقومي. وهذه امور صحيحة دون صلة بهذا الموقف السياسي او ذاك».
ساعر يضلل عن وعي. اقواله مرتبطة بل ومرتبطة جدا «بموقف سياسي كهذا او ذاك». اليمين الايديولوجي العميق فقط، المؤيد للضم، يرى في وجود مشروع المستوطنات «لباب المصلحة القومية لدولة اسرائيل»، بينما معارضو الائتلاف، وبالتأكيد اولئك في اليسار، يرون في مشروع المستوطنات جريمة دولية تقوض امكانية السلام بين الشعبين ويسعون لاخلائها وان كان جزئياً والى حل وسط اقليمي واقامة دولة فلسطينية مستقلة في المناطق.
لقد أوضح ساعر أن من ناحيته فان «عضو في الائتلاف لا يؤيد- يعمل فاعلاً عن حله»، بمعنى أنه اوضح ان الحديث من ناحيته يدور عن خط أحمر سيكون هو مستعداً لأن يفكك الحكومة بشأنه. لكن اذا كان ساعر يفتش عن مذنبين فليفتش عنهم بين مؤيدي المستوطنات، وان يقول لهم التالي: كنتم معنيين بان تكون انظمة طوارئ في المناطق، فانتم مدعوون لأن تؤيدوا القانون. والا – لن تكون انظمة وسنتصدى لحسم الاغلبية مثلما يفعل الناس في الديمقراطية. اذا كان ساعر بالمقابل يريد أن يسقط الحكومة لأنه يحلم بأن يعود الى بيته السياسي القديم – فمن حقه. لكن فليتوقف عن التفتيش عن كبش فداء عربي، واتهامه وخوض حملة سياسية على ظهره.