ترجمات عبرية

هآرتس: زيارة بايدن: إسرائيل ليست المحطة المهمة

هآرتس 2022-06-16، بقلم: يونتان ليس

في الأسابيع الأخيرة، ومع تقدم الاتصالات مع الإدارة الأميركية حول الزيارة الأولى للرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى إسرائيل، تساءلت شخصيات في القدس من سيكون رئيس الحكومة الذي سيستقبله؟ هل سينجح نفتالي بينيت، شريك بايدن في السنة الماضية، في الحفاظ على حكومته المتعثرة الى حين مجيئه؟ هل سيدخل يائير لابيد حتى ذلك الحين الى مكتب رئيس الحكومة المؤقت؟ أم سيكون بنيامين نتنياهو، الذي تعتبر علاقته مع بايدن متعكرة بشكل خاص، هو الذي سينجح في تشكيل حكومة بديلة على أساس الكنيست الحالية قبل قدوم بايدن؟.

زيارة بايدن إلى إسرائيل في التوقيت الحالي، على شفا انتخابات محتملة، يمكن أن تمنح رئيس الحكومة المستضيف مكاسب سياسية (داخلية)، لا تقل عن الفائدة السياسية التي يمكن أن تنتج عنها. سيصبح بايدن بالطبع رقما احصائيا في الحملات التي ستنطلق هنا في الأشهر القادمة.

حقيقة أن الرئيس الأميركي قرر الزيارة إلى هنا بالذات الآن لا تدل على رغبته في التأثير على الحملة الانتخابية، بل على أن إسرائيل في الأصل ليست الموضوع الرئيسي في الجولة المخطط لها. مركز الزيارة التاريخية ليس القدس، بل الرياض. هدف الزيارة الرئيسي ليس تسخين العلاقات بين القدس وواشنطن، بل بلورة تعاون اقليمي مهم يساعد في مواجهة أزمة الطاقة وأزمة الغذاء العالميتين، وتعزيز التحالف أمام روسيا ومحاولة تقليل التضخم المتفشي في الولايات المتحدة. ومن اجل تحقيق ذلك فإن بايدن على استعداد للصفح وتجاوز كرامته وأن يبقي خلفه مخلفات قتل الصحافي جمال الخاشقجي، وأن يرمم علاقات الولايات المتحدة مع السعودية.

اللقاء في السعودية ستكون له نتائج جانبية مهمة بالنسبة لإسرائيل، مثل تعزيز التحالف الاقليمي ضد ايران وتوابعها، الذي يشمل السعودية وإسرائيل ومأسسة الاتصالات بين الرياض والقدس، التي جرت حتى الآن بالأساس بصورة سرية.

هذا الأمر يمكن أن ينضج بعد ذلك وتنتج عنه اتفاقات ستمكن الطائرات الإسرائيلية من الطيران في سماء السعودية. ويمكّن السعوديين من تغيير تمركز القوات المراقبة التي توجد في جزيرتي تيران وصنافير لصالح تطوير السياحة.

الزيارة الرئاسية في الأراضي المقدسة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل بمجرد إجرائها. يريد بايدن غرس دبوس على الخارطة في المحطة الاكثر ودية في الشرق الاوسط، ويربح نقاطاً في الرأي العام الأميركي. وهو سيعبر هنا عن الالتزام بأمن إسرائيل وسيطلق تهديدات ضد ايران، وسيحاول بعث الحياة للمرة التي لا تحصى في التزام الادارة الأميركية بحلم الدولتين. خلال ذلك سيحاول ارضاء القيادة الفلسطينية، خائبة الأمل، من التجاهل الأميركي لها في السنوات الأخيرة. في القدس هناك من يخافون من بادرات حسن نية ساخنة جدا لبايدن تجاه السلطة الفلسطينية، اثناء الزيارة ستضر برئيس الحكومة بينيت في أوساط مصوتي اليمين.

على أي حال، سارع بينيت، أول من أمس، الى نشر برامجه كمستضيف – بلورة تفاهمات، ستؤدي الى تعاون بين إسرائيل وأميركا وتوصله الى مستويات جديدة، وكشف خطوات لتعزيز دمج إسرائيل في الشرق الاوسط. وكان مصدر إسرائيلي آخر حذر اكثر في تقديراته بخصوص نتائج الزيارة. «بايدن بالاجمال يبحث عن زيارة ناجحة، وهو يريد أن يكون جيداً مع الجميع»، قال المصدر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى