ترجمات عبرية

هآرتس – رغم كل شيء، متهم بالجنائي

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 5/4/2021

رغم محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي لا تكل ولا تمل والتي لا  كوابح لها لاساءة استخدام قوته كي يفلت من ربقة القانون، اليوم تبدأ مرحلة البينات في محاكمته في المحكمة المركزية في القدس. هذا ليس امرا لا يؤ به له.فنتنياهو لم يتردد في استخدام اي اسلوب كي يحاول وقف الاجراءات ضده، رغم جر دولة كاملة لاربع جولات انتخابات في فترة زمنية من سنتين، على أمل تحقيق اغلبية توافق على أن تسن من أجله مسار الافلات، وخطف ميزانية الدولة لاهداف الكفارة السياسية. ومع ذلك، باءت جهوده بالفشل: فلا حكومة ولا ميزانية، ولكن المحاكمة تتقدم.

لشدة المفارقة، فان حضوره اليوم في المحكمة ليس أمرا مفهوما من تلقاء ذاته، لا لنتنياهو ولا لمحاميه. محامو رئيس الوزراء نتنياهو يعملون بلا كلل لاجل تأجيل المداولات وتنظيم شروط VIP له. وحتى من مثوله اليوم حاولوا اعفاءه. ومع أنهم فشلوا في ذلك ولكن لشدة الأسف نجحوا في اقناع القضاة لاعفائه من الحضور في اثناء شهادة ايلان يشوعا.

ان حضور نتنياهو في المحكمة ليس أمرا مفهوما من تلقاء ذاته حتى للكثيرين من مؤيديه، الذين يصدقون الحبكة الاجرامية التي ينشرها نتنياهو، وزراءه وابواقه في الاعلام في أنه ضحية لانقلاب سلطوي بوسائل قضائية. فهم يفضلون التصديق بان المستشار القانوني للحكومة، المعارضة، رئيس الدولة، شرطة إسرائيل، النيابة العامة، وسائل الاعلام ومحكمة العدل العليا تآمروا، حاكوا ملفات، كذبوا، ضللوا وخدعوا عموم الجمهور من أن يشككوا ببراءته.

وزراؤه،  شركاؤه السياسيون ومؤيدوه الكثيرون مستعدون لان يغضوا النظر أيضا عن سلسلة الاعمال التي اتخذها نتنياهو، ولا يزال يتخذها، كي يفلت من القانون والتي هي بحد ذاتها جريمة ضد الجمهور الإسرائيلي وضد دولة إسرائيل. في هذه الأيام بالذات، مثلا، منع التعيين الدائم لبيني غانتس وزيرا للعدل، وترك دولة رئيس وزراؤها متهم بالجنائي، ويرفض التوقيع على وثيقة تضارب مصالح الزمته بها محكمة العدل العليا كشرط لتسويغ ولاية متهم بالجنائي، دون الوزير المسؤول عن المنظومة التي تقدمه للمحاكمة. وكما اسلفنا بالنسبة للنائب العام للدولة، قريبا يمكن التخمين ستبدأ عملية الإطاحة بالمستشار القانوني للحكومة.

ان حضوره اليوم في المحكمة هام لاجل التأكيد بان الدولة، مؤسساتها ومنظومة انفاذ القانون فيها لم تنهار بعد، رغم هجمات نتنياهو عليها. لن تجدي نفعا الأكاذيب والتلاعبات، وبلا صلة بنتائج الانتخابات او لكل الاحابيل السياسية الممكنة لـ “الساحر” نتنياهو،  فان أمرا من كل هذه لن يغير الواقع: نتنياهو ليس الضحية، العكس هو الصحيح – هو متهم بالجنائي استغل مكانته كي يفلت من المحاكمة، فشل في ذلك، واليوم هو يجلس في قفص الاتهام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى