ترجمات عبرية

هآرتس: رسالة قائد القوات الجوية تعكس القلق في مواجهة الرفض

هآرتس 5-3-2023، بقلم عاموس هرئيل: رسالة قائد القوات الجوية تعكس القلق في مواجهة الرفض

الرسالة التي أرسلها قائد سلاح الجو، الجنرال تومر بار، أول أمس، للطيارين والملاحين في الاحتياط، تعكس كامل خطورة الوضع في السلاح، إزاء حجم وقوة الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي. بار هو الضابط الأكثر قلقاً في هيئة الأركان العامة في هذه الأثناء، وهو يشبه شخصاً يعيش على فوهة بركان. يقلق من عمق المشاعر في أوساط كثير من رجاله بخصوص خطة الحكومة لتدمير الجهاز القضائي، ويعرف أي تأثير ضار قد يكون لقرار جزء منهم بالتوقف عن التطوع في الخدمة في الاحتياط إذا أجيز التشريع.

كتب بار لرجاله بأن سلاح الجو مضطر للحفاظ على التماسك لمواصلة تنفيذ مهماته. “ليس أمامكم بديل آخر”، أعلن لطواقم سلاح الجو في الاحتياط ودعاها لمواصلة الخدمة كالعادة. مع ذلك، رفض الادعاءات الصارخة تجاهه من جانب جزء من مؤيدي الحكومة. “أقول بفم مليء إنكم أنتم الذين تدافعون عن البلاد، أنتم أعزاء وقيميون ومسؤولون… لن أسمح برسم صورتكم بشكل غير معقول”، تعهد.

أرسلت الرسالة بعد سلسلة لقاءات في الأسبوع الماضي بين بار وجهات واسعة من ممثلي رجال الاحتياط وبين قادة الأسراب لرجالهم. التقارير التي نشرت في مجموعات “الواتساب” النشطة لرجال الاحتياط تحدثت عن حوار مؤثر وجدير بالتقدير. في أحد التقارير كتب أن بار، كرّس “50 في المئة من وقته للاستماع. كان حواراً مفتوحاً وحاداً وبصوت هادر وأحياناً حتى بالدموع”. قال ممثلو رجال الاحتياط إنهم طلبوا من قائدهم الدعم ضد دعوات على صيغة “فوضويون وخونة”. وقد أوضحوا بأنهم “يثقون بقائد سلاح الجو ويعبرون عن عدم ثقتهم بالقيادة السياسية. يقلقون من اللحظة التي ستدخل فيها دوافع سياسية غريبة وتؤثر على محور الأمر العملياتي”.

في المقابل، قال بار لهذا التجمع بأن “عدم أهلية سلاح الجو هو عدم أهلية لدولة إسرائيل” وأنه “لم يكن يريد الوصول إلى اللحظة التي سيطلب فيها منه إبلاغ رئيس الأركان بأن سلاح الجو غير جاهز”. مثل هذا التقرير في الحقيقة لم يتم إرساله، لكن بار أبلغ رئيس الأركان وعن طريقه وزير الدفاع عن درجة شدة الخلافات في أوساط رجال الاحتياط لديه وعلى تأثيرها المحتمل على السلاح.

في تنظيمات الاحتجاج لرجال الاحتياط، فإن سلاح الجو يقود المبادرة ويملي النغمة. تبرز أيضاً مجموعات كبيرة من رجال قسم الاستخبارات ووحدات مختارة ومنظومات تكنولوجيا، الكثير منهم متطوعون. هؤلاء الأشخاص إذا قرروا عدم التجند فسيكون هناك تأثير مباشر، وفوري، على الجاهزية العملية لمنظومات عملياتية حاسمة في الجيش الإسرائيلي.

إضافة إلى ذلك، يجري نقاش حذر أيضاً في كتاب احتياط سلاح البر. أبواق نتنياهو تهدئ وتقول بأن الجنود هم يمينيون في الأصل، لذلك فإن امتثالهم للتجند سيكون حاسماً. هذا تضليل آخر بالضبط مثل البحث بواسطة الشمعة عن تقارير محللين يقولون بأن اقتصاد إسرائيل لا يواجه خطراً. وهكذا يعترف الجيش بانخفاض 10 – 15 في المئة في الامتثال للتجند في الاحتياط في هذه الكتائب في السنة الماضية على خلفية صعوبات تكيف رجال الاحتياط الشباب لزيادة العبء التي فرضت على الجهاز تقريراً قبل سنة في أعقاب زيادة حجم الإرهاب الفلسطيني. أي انخفاض آخر سيضر بأداء كتائب الاحتياط وسيفرض عبئاً أكبر على من سيمتثلون للتجند.

إذا اندلعت حرب فمن الواضح أن آخر من يهددون بالرفض سيلبي الخدمة. السؤال هو ماذا سيحدث عندما سيتم استدعاء كتيبة إلى عمل مضن في الضفة الغربية، حيث خطوات متطرفة للحكومة في “”المناطق تقوض الإجماع حول الخدمة؟

إذكاء النيران يتواصل

رجال في الاحتياط، من خريجي جهاز الأمن بشكل خاص، يواصلون احتلال دور نشط في قيادة الاحتجاج. أول أمس، تجمع مئات القدامى من “الشاباك” وخريجي دورية هيئة الأركان أمام منزل الوزير آفي دختر في عسقلان، واحتجوا على تخوفه من الامتثال للخدمة أمام رئيس الوزراء نتنياهو. يحاول الاحتجاج التركيز على الذين يأمل المتظاهرون منهم أن يظهروا الآن ألم الضمير الديمقراطي بسبب الخلفية الأمنية المشتركة: رجل “الشاباك” ديختر، والوزير يوآف غالنت من الأسطول، والوزير والطيار يوآف كيش.

في المقابل، يبدو أن عائلة نتنياهو تذكي نيران الاحتجاج، بخطابات غريبة وقص للشعر في الليل وتطاولات متواصلة كاذبة في تويتر، والوزير بن غفير يساهم بدوره في ذلك. الأربعاء الماضي، قام بتحريض رجال شرطة لواء تل أبيب ضد متظاهري اليسار في المدينة بعد محاولة هامشية لإغلاق الشوارع. في ليلة الجمعة، اهتم بإعطاء إحاطات للأبواق الموجودة في الاستوديوهات بتصريحات إعجاب من ضابط الشرطة الذي ألقى قنبلة صوت على متظاهرين غير عنيفين وعلى التخويف من شجارات متوقعة في المظاهرات مع نشطاء من اليمين.

في غضون ذلك، يبدو “الشاباك” قلقاً من تداعيات التسخين في الضفة المرتبط جزء منها بالأزمة السياسية. قبل بضعة أيام، أرسل اثنان، بالغ وقاصر، من المستوطنين إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، بتهمة أنهما قادا العنف في أعمال الشغب القاسية في قرية حوارة قبل أسبوع رداً على قتل الأخوين هيلل ويغيل يانيف من مستوطنة “هار براخا”. بشكل غير مباشر، الخطوة التي قام بها “الشاباك” تعقد حياة بن غفير. في لحظة من المفارقة المدهشة، أقام رجال من اليمين وقفة احتجاج أمام منزله عقب الاعتقالات. يجب أن يتذكر الرجل بأنه فعل جزءاً من نجاحه السياسي في محاربته للمحاكمات ضد الاعتقال الإداري.

أصغر مشكلاته

أثناء الضجة الداخلية الضخمة، قفز رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك نيلي، الذي التقى القيادة الأمنية في زيارة خاطفة ومفاجئة. وقفت على جدول الأعمال تطورات في الساحة الإيرانية، وفي الخلفية تبدو الإدارة الأمريكية قلقة من التصعيد المتزايد في المناطق (وهو لا يخفي خيبة الأمل من خطوات التشريع التي تقوم بها الحكومة).

في الأسابيع الأخيرة، نشرت سلسلة أخبار مقلقة بخصوص إيران؛ لا لأن طهران وصلت إلى مستوى 84 في المئة في تخصيب اليورانيوم، على بعد خطوة من مستوى الـ 90 في المئة المطلوب لإنتاج قنبلة نووية، لكن لاعتقاد واشنطن أن إيران ستحتاج إلى أقل من أسبوعين لتجميع يورانيوم بكمية كافية لإنتاج القنبلة. رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية، رفائيل غروسي، وصل لزيارة في طهران في نهاية الأسبوع. وقد ناقشت روسيا وإيران تزويد منظومة دفاع جوية من نوع “اس 400” التي ستحسن الدفاع عن المنشآت النووية. في حين أن رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان، الجنرال عوديد بسيوك، قال في مؤتمر لمعهد بحوث الأمن القومي بأن إيران هاجمت مؤخراً سفينتين بملكية إسرائيلية جزئية في الخليج الفارسي (حتى الآن تم الإبلاغ عن سفينة واحدة).

قبل عشر سنوات تقريباً، حيث استعدت حكومة نتنياهو بشكل جدي لمهاجمة إيران، اعتاد كبار رجال البنتاغون القدوم بشكل ثابت إلى هنا تقريباً، في زيارات دعم وجس نبض. الإدارة الأمريكية الحالية مقارنة مع إدارة أوباما تتخذ الآن مقاربة أكثر هجومية تجاه طهران، بالأساس إزاء نقل الطائرات المسيرة الهجومية من إيران إلى روسيا من أجل حربها في أوكرانيا. مبدئياً، هناك وسادة واسعة لنشاطات إسرائيلية – أمريكية متناسقة ضد إيران، حتى بدون التطرق إلى المشروع النووي. حسب معرفتنا، لم تغير الولايات المتحدة تحفظها المبدئي من مهاجمة المنشآت النووية، والقدرات العملياتية الإسرائيلية في هذا المجال أهملت طوال سنين وتحتاج إلى فترة زمنية لا بأس بها لإعادة ترميمها.

في عدة استوديوهات، التي شخصت عاصفة كبيرة في أوساط الاحتياط في سلاح الجو، ثارت ضجة للحظة. إذا استمر الاحتجاج، كما تم الادعاء، فستتضرر جاهزية الهجوم ضد المشروع النووي الإيراني. أولاً، هذه احتمالية ضعيفة على أي حال. وثانياً، قد تكون هي أصغر مشكلاتنا في الوقت الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى