هآرتس: رسالة تدخل الشباك في العرب: مستقبل أقل، اشتباه اكثر
هآرتس – جاكي خوري – 16/12/2025 رسالة تدخل الشباك في العرب: مستقبل أقل، اشتباه اكثر
سنة 2026 التي هي على الباب، لا تبشر بالخير للمجتمع العربي في إسرائيل. قرار الحكومة أمس (الاحد)، خصم حوالي 220 مليون شيكل من ميزانية الخطة الخماسية، ونقلها الى الشباك والشرطة، يوضح أنها تعتبر عرب إسرائيل مشكلة وتهديد. التخفيضات ليست هامشية، بل هي تتعلق بصلب قدرة السلطات المحلية العربية على العمل. الأموال التي سيتم اخذها من الخطة الخماسية تستهدف تمويل الصفوف وبرامج للشباب وتشجيع التشغيل والاندماج في المدن المختلطة. هذه بالضبط الأماكن التي كان فيها الاستثمار سيؤتي ثمار في المستقبل ويكبح الجريمة ويبني المناعة المجتمعية. بدلا من ذلك نشأ فراغ، وهذا الفراغ يمتليء بسرعة بالعنف واليأس وعدم الثقة بسلطات الدولة.
من ناحية الحكومة فان المجتمع العربي هو ساحة تجارب لسياسة استخدام القوة على المواطنين بصورة غير مسبوقة. بدلا من مواجهة جذور العنف في المجتمع فان الحكومة احضرت أدوات من حقل الامن القومي الى الفضاء المدني. وبدلا من معالجة بصورة جذرية النقص في البنى التحتية والتعليم وأماكن العمل، فان الحكومة ترسل رسالة واضحة للمجتمع العربي: تقدم اجتماعي اقل ورقابة اكثر. مستقبل اقل وشبهة اكثر.
قرار نقل الميزانيات هو ذروة سلسلة من الاحداث في الأيام الأخيرة. التي هي تنقل نفس الرسالة. في يافا اعتقل امس 14 شخص، ليس بسبب جريمة خطيرة، بل في اعقاب احتجاج وحضور في الفضاء العام والتعبير عن موقف. في نفس الوقت سجلت في البلاد اعتداءات على خلفية عنصرية ضد مواطنين عرب، وحتى في مناطق حتى الان اعتبرت آمنة.
الاعتداءات موثقة ومصورة، ومع ذلك يقابلها تساؤل من جانب أجهزة انفاذ القانون، هذا اذا وجدت أصلا. لا يتم القبض على المشتبه فيها، وتغلق الملفات، والرسالة الموجهة للجمهور واضحة وخطيرة: العنف ضد العرب مباح. نفس الجهات التي اهملت على مر الزمن معالجة العنف العنصري، تتخذ موقفا قاسيا وسريعا وغير متسامح ضد المواطنين الذين يحتجون على ذلك أو يطالبون بالحماية. لا يوجد تطبيق عادل للقانون، وهذا تطبيق انتقائي يخلق معادلة مشوهة في صالح المعتدين.
تضاف الى هذه الصورة حملة ممنهجة من نزع الشرعية ضد ممثلي المجتمع العربي. أعضاء كنيست ورؤساء سلطات ونشطاء يتم عرضهم مرة تلو الأخرى على أنهم خونة أو يدعمون الإرهاب أو كمحرضين بسبب هويتهم. كل انتقاد للحكومة يتم تحويله الى تحريض، ويصنف أي طلب بالمساواة على أنه تهديد. هذا ليس نقاش سياسي مشروع، بل محاولة لاخراج شريحة واسعة من الجمهور من نطاق الحوار الديمقراطي.
سنة 2026 التي هي على الباب، سنة الانتخابات، يتوقع ان تفاقم هذه التحركات. فكلما اقتربنا من موعد فتح صناديق الاقتراع ازدادت حدة التحريض، وسيصبح اطلاق النار اسهل بكثير، وسيصبح استخدام المجتمع العربي كورقة سياسية أكثر وضوحا وخطورة. فالخوف كما نعرف يخلق أصوات وناخبين، وقد اصبح السلعة الرائجة اكثر في السوق السياسية الحالية.
ولكن هذا لعب بالنار. ان المجتمع الذي يشعر بانه مضطهد، ومضيق عليه، ومعتدى عليه ومشلول، في وقت واحد، لا يصبح اكثر امانا، بل اكثر قابلية للانفجار. اذا لم يقوموا في الحكومة بوقف التدهور الى هذا المنحدر الزلق فان الثمن سيتم دفعه من قبل كل المجتمع الإسرائيلي. اذا اردنا حقا ان تكون سنة 2026 سنة خير فيجب على القيادة أن تستيقظ.



