ترجمات عبرية

هآرتس: رد كوخافي على تصريحات إيران حول “مشروع القنبلة”

بقلم: عاموس هرئيل، هآرتس 18/7/2022

لم تعد إيران تكلف نفسها عناء ممارسة الألعاب. ففي تصريح استثنائي، أعلن أمس مصدر إيراني رفيع بأن دولته يمكنها إنتاج قنبلة نووية إذا أرادت ذلك. “يمكننا بسهولة رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 90 في المئة، وهو المستوى المطلوب لإنتاج قنبلة”، قال في مقابلة مع “قناة الجزيرة”. هذا المصدر الرفيع هو كمال حرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ومستشار المرشد الروحي الأعلى علي خامنئي.

حسب أقوال حرازي، فإن إيران تمتلك القدرة التقنية لإنتاج القنبلة، ولكنها لم تتخذ بعد قراراً بهذا الشأن. وأضاف بأن إيران سترد بشكل مباشر على إسرائيل إذا قامت الأخيرة بتعريض أمنها للخطر. وأن بلاده قد أجرت مناورات عسكرية حاكت فيها هجوماً مضاداً ضد إسرائيل، الذي ركز على مناطق حساسة.

إن وصف تقدم إيران في المشروع النووي من قبل مصدر رفيع ورسمي، يتوافق بالضبط مع التقديرات الإسرائيلية. عرض وزير الدفاع، بني غانتس، في نيسان الماضي رسماً مفصلاً يصف وتيرة التخصيب في إيران. وللتوصل إلى كمية كافية من اليورانيوم المخصب بمستوى مرتفع جداً، مطلوب قفزة أخرى فقط، من مستوى 60 % إلى مستوى 90 %، الموجودة في متناول يد إيران.

كل العملية، التي تسمى “مسافة الاختراق”، ستستغرق بضعة أسابيع. مع ذلك، يتحفظ رجال المخابرات في القول بأنه حتى بعد ذلك، ما تزال إيران بحاجة إلى عملية طويلة نسبياً (حسب تقديرات غربية سنة أو سنتين)، التي سيتم فيها ملاءمة المادة مع الرأس النووي المتفجر الذي سيكون بالإمكان تركيبه على صاروخ بالستي. أي أن يتحول إلى سلاح. حسب علمنا، القرار بشأن استكمال المرحلة الأولى، وبالتأكيد المرحلة الثانية، لم يتم اتخاذه بعد.

ولكن حرازي على حق: يبدو أنه بالأساس أمر يتعلق بقرار.في جهاز الأمن لم تسمع أمس أي تشخيصات نهائية حول تصريحات حرازي. يبدو أن السياق الذي يجب فيه تحليل التصريح الإيراني هو زيارة الرئيس الأمريكي في إسرائيل والسعودية. سمعت على طول الزيارة تصريحات كثيرة من قبل بايدن ومستضيفيه الإسرائيليين الذين تطرقوا إلى إيران بشكل مباشر. أبرز بايدن الخيار الدبلوماسي لإزالة تهديد إيران. ولكنه تعهد في الوقت نفسه بأن إيران لن تصبح دولة نووية عظمى في ولايته (في هذه الأثناء هذا يبدو مثل تعهد تاريخ نهاية مفعوله قد يأتي بعد سنتين ونصف).

جهات إسرائيلية رفيعة، مثل وزير الدفاع غانتس ورئيس الحكومة لبيد، اهتمت بتذكير الضيف ورجاله بأن ثمة حاجة إلى إبقاء تهديد عسكري موثوق ضد إيران على الطاولة، وأشاروا إلى أنه من الأفضل أن يكون للولايات المتحدة دور في ذلك.رئيس الأركان أفيف كوخافي، تطرق أيضاً إلى هذه الأقوال في الخطاب الذي ألقاه أمس، بعد أن كان بايدن في الطريق إلى واشنطن. وفي احتفال تبادل المناصب في الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي، قال كوخافي بأن “إعداد الخيار العسكري ضد المشروع النووي الإيراني هو واجب أخلاقي وضرورة أمنية وطنية

يواصل الجيش الإسرائيلي الاستعداد لهجوم في إيران. الاستعداد لعملية عسكرية ضد المشروع النووي هو أمر في مركز استعدادات الجيش الإسرائيلي، التي تشمل عدداً متنوعاً من البرامج العملياتية، وتخصيص موارد كثيرة والتسلح بوسائل قتالية مناسبة واستخبارات وتدريبات”.سيل التصريحات أجبر إيران على الرد أيضاً. قد يسمع المزيد من هذه التصريحات قريباً من قبل شخصيات رفيعة في النظام. بالنسبة لإسرائيل، ليست هذه بالضرورة بشرى سيئة. أقوال حرازي تعكس بوضوح تقدم المشروع النووي. إيران لم تعد تتخفى.

تقف في الخلفية اتصالات حول استئناف المحادثات النووية بين إيران والدول العظمى بعد أن انتهت الجولة الأخيرة في قطر مرة أخرى، حسب التقارير، بخيبة أمل وعدم تقدم. وحتى الآن، من المرجح أن يعود الطرفان إلى طاولة المفاوضات في الأشهر القريبة القادمة. الإدارة الأمريكية لا تخفي رغبتها في ذلك.

احتمالية التوصل إلى اتفاق نووي جديد، الذي هو بالنسبة لإسرائيل لن يكون أفضل من سابقه (الذي وقع في 2015 والولايات المتحدة انسحبت منه في 2018)، ترتبط باستعداد الولايات المتحدة وإيران لإبداء المرونة. وتصميم بايدن رداً على وسائل إقناع إسرائيلية على عدم شطب حرس الثورة الإيراني من قائمة العقوبات الأمريكية، ليس بالضرورة نهاية المطاف من ناحية الاتفاق النووي.في الطريق إلى اتفاق جديد، سيضطر بايدن إلى أن يأخذ في الحسبان اعتبارات أخرى ترتبط ببعضها.

من جهة، تنتظر الديمقراطيين انتخابات نصف الولاية في الكونغرس في تشرين الثاني. وحسب الاستطلاعات، فإن مستوى الرضى في أوساط الجمهور الأمريكي من الإدارة منخفض بصورة استثنائية. ومن جهة أخرى، جزء كبير من خيبة أمل الناخبين وقلقهم ينبع من الوضع الاقتصادي، خصوصاً من الارتفاع الحاد في أسعار الوقود (الذي تم وقفه قليلاً في الأسابيع الأخيرة).

جاء بايدن إلى الشرق الأوسط ليقنع السعودية ودول الخليج بزيادة إنتاج النفط، وبذلك يساعد في خفض الأسعار التي ارتفعت عقب غزو روسيا لأوكرانيا. ولكن بصورة متناقضة، ربما تمتلك إيران حلاً آخر: اتفاق نووي جديد سيؤدي إلى رفع العقوبات عنها وزيادة إنتاج النفط، وربما سيفيد في كبح الأسعار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى