ترجمات عبرية

هآرتس – رجل آلي إجرامي وليس ذكيا ..!!

هآرتس – بقلم   أسرة التحرير – 20/9/2021

التقرير الذي صدر في “نيويورك تايمز” عن عملية الاغتيال للعالم النووي الايراني محسن فخري زادا في  نهاية السنة الماضية يقرأ  كسيناريو فيلم رعب هوليوودي، “الرجل الالي الاجرامي 1”.  روي هناك عن عملية مركبة مع عملاء ايرانيين للموساد أعدوا كمينا مؤللا للسيارة “الهدف”، مع رشاش تم  تفعيله “من خارج حدود ايران” فقتلت رصاصاته فخري زادا دون أن تصيب زوجته التي كانت تجلس الى جانبه. 

نال الحظوة على تخطيط العملية في التقرير الصحفي رئيس الموساد السابق يوسي كوهن والذي سيلعب دوره بالتأكيد توم كروز. اما رئيس الوزراء في حينه بنيامين نتنياهو فقد استهدف فخري زادا علنا كمسؤول عن البرنامج النووي الايراني – فقرر اغتياله في الفترة الانتقالية في البيت الابيض، بعد أن هزم دونالد ترامب في الانتخابات وقبل أن يحل جو بايدن محله. أمل نتنياهو بان قتل العالم سيحبط كل محاولة من الادارة الجديدة للعودة الى الاتفاق النووي مع ايران. 

يدل الاغتيال الناجح على قدرة التنفيذ لدى الموساد في دولة عدو وعلى قدرة نتنياهو  وكوهن على اقناع ادارة ترامب. ولكن اكثر من كل شيء تكشف انعدام المعنى لمثل هذه العمليات الاستعراضية. صحيح ان ايران لم تنفذ حاليا تهديدها للانتقام على موت العالم الكبير. ولكن ايران لم تضطر الى عملية رد لانها حتى بدون فخري زادا تتقدم بسرعة الى مكانة “دولة حافة” ذات مادة  مشعة لترتيب سريع لقنبلة نووية. 

ان قتل العالم هو مثال على استثمار مقدرات تكنولوجية، دبلوماسية ومالية كبير في عملية تكتيكية  عديمة القيمة الاستراتيجية. والاسوأ من هذا: اسرائيل بقيادة نتنياهو ورجله التنفيذي كوهن ركزت على عمليات استعراضية، لم تقوض السعي الايراني الى النووي. الانجاز الذي تباهى نتنياهو به كثيرا،  باقناع ترامب على اخراج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، يتبين الان كتسجيل لهدف ذاتي، حرر فقط بعض الشيء اللجام الذي فرض على النشاط الايراني. لم تنجح اسرائيل في ردع الايرانيين، في تجنيد الاسرة الدولية لعملية بالقوة ضد ايران، او لردع ادارة بايدن عن محاولاتها العودة الى الاتفاق المهجور.

ان نتيجة الفشل الثلاثي لنتنياهو واضحة في التهديدات شبه الواضحة لخليفته نفتالي بينيت في أن اسرائيل ستهاجم ايران بنفسها، في محاولة يائسة لاحباط خطتها النووية في اللحظة ما قبل الاخيرة. 

لقد أعد بينيت منذ الان حجة الغيبة احتياطا، لان لا يتجرأ مثل سلفه على الهجوم – بدعوى ان نتنياهو اهمل الاعداد للهجوم. مشكوك أن يكون لاسرائيل اسناد لعملية كهذه واذا ما خاطرت بثمن الضربة الهدامة في الجبهة الداخلية.  في هذه الاثناء من المهم ان نتذكر الدرس بان حتى الرجل الالي الاجرامي يحتاج الى مفعلين اذكياء وان الجسارة العملياتية ليست بديلا عن السياسة المنطقية.  

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى