هآرتس ذي ماركر: للمرة الاولى منذ سنوات، اسرائيل في وضع ميزان هجرة سلبي للاكاديميين

هآرتس ذي ماركر 17/12/2025، ليئور ديتل: للمرة الاولى منذ سنوات، اسرائيل في وضع ميزان هجرة سلبي للاكاديميين
اسرائيل تكاد تفرغ من الباحثين والعلماء: حسب معطيات المكتب المركزي للاحصاء، التي نشرت أمس الثلاثاء، فانه في 2024 سجلت زيادة في عدد الاسرائيليين الذين يحملون اللقب الثالث، والذين انتقلوا للسكن في الخارج لفترة تزيد على ثلاث سنوات. المعطيات تشير الى زيادة عدد الذين يعيشون في الخارج ايضا في اوساط الباحثين الشباب وفي اوساط كل الباحثين. هكذا فان الباحثين الذين استثمرت الدولة الكثير في تعليمهم، والذين يمكنهم تقديم مساعدة حاسمة للاقتصاد والابحاث في اسرائيل، يعملون ويعيشون الآن خارج الدولة.
المكتب المركزي للاحصاء يقول بانه في 2024 انتقلت اسرائيل الى ميزان هجرة سلبي للاكاديميين – عدد الاكاديميين الحاصلين على اللقب الاول فما فوق، الذين انتقلوا للسكن في الخارج، اكبر من عدد الاكاديميين الذين عادوا اليها. حسب المعطيات فان الادمغة الهاربة تتميز بانها من الشباب والمثقفين ومن البلدات الغنية في اسرائيل، بالاساس من منطقة الشارون وتل ابيب. الاعداد تتناول فترة الحرب والانقلاب النظامي. ولكنها تعكس توجه زيادة، الآخذ في الازدياد. حسب الارقام فان اكثر من ربع الاسرائيليين الحاصلين على اللقب الثالث في الرياضيات (25.4 في المئة) يعيشون الان في الخارج، و 21.7 في المئة من الحاصلين على اللقب الثالث في علوم الحاسوب، و19.4 في المئة من الحاصلين على اللقب الثالث في علم الجينات، و17.3 في المئة من الحاصلين على اللقب الثالث في الاحياء الدقيقة، و17 في المئة من الحاصلين على اللقب الثالث في الفيزياء، و14 في المئة من الحاصلين على اللقب الثالث في الكيمياء، ونسبة مشابهة من الحاصلين على اللقب الثالث في هندسة الكهرباء والاحياء.
اضافة الى ذلك حسب معطيات المكتب المركزي للاحصاء فان 23 في المئة من الحاصلين على اللقب الثالث في معهد وايزمن يعيشون الان في الخارج، و18.2 في المئة من الحاصلين على اللقب الثالث في التخنيون، و15 في المئة من الحاصلين على اللقب الثالث في مجال العلوم في جامعة تل ابيب. 10 في المئة ايضا من الحاصلين على اللقب الثالث في العلوم في جامعة اريئيل، و7 في المئة من الحاصلين على اللقب الثالث من خريجي جامعة بار ايلان، يعيشون الآن خارج اسرائيل. وحتى العام 2024 فان 11.9 في المئة من الاسرائيليين الحاصلين على اللقب الثالث، و8.1 في المئة من الحاصلين على اللقب الثاني، يعيشون في الخارج.
المعطيات تتناول الحاصلين على لقب اكاديمي حصلوا عليه في الاعوام 1990 – 2018. وهكذا فانه لا يمكن نسبتهم فقط الى الاسرائيليين الذين يقومون بابحاث ما بعد الدكتوراة بعد الحصول على شهادة الدكتوراة في الخارج – بل نسبتهم للاسرائيليين المثقفين الحاصلين على شهادة الدكتوراة، والذين انتقلوا الى الخارج بشكل دائم.
حسب معطيات المكتب المركزي للاحصاء فانه في العام 2024 ارتفع عدد المغادرين للبلاد، وانخفض عدد العائدين اليها بعد اقامة طويلة في الخارج. المكتب المركزي للاحصاء يعرف العائدين من الخارج بانهم الذين عاشوا في الخارج مدة ثلاث سنوات وعادوا الى البلاد قبل سنتين أو اكثر. في بداية 2022 بدأ هناك توجه تنازلي في عدد الاسرائيليين العائدين الى البلاد، وفي عام 2023 كان توجه تصاعدي في عدد الاسرائيليين الذين انتقلوا الى الخارج واقاموا هناك لفترة طويلة.
ايضا تشير المعطيات الى زيادة في نسبة الباحثين الشباب (الذين انهوا التعليم في الاعوام 2014 – 2018) الحاصلين على اللقب الثالث وانتقلوا الى الخارج. مثلا، نسبة الباحثين الشباب الحاصلين على اللقب الثالث في علوم محددة والهندسة، والذين يعيشون في الخارج هي 14.9 في المئة حتى العام 2024، مقابل 13.4 في المئة من الباحثين الحاصلين على اللقب الثالث في الاعوام 2011 – 2013.
اضافة الى ذلك فان مجمل الحاصلين على اللقب الثالث (الذين انهوا التعليم في 2015 – 2018)، والذين عاشوا في الخارج في 2024، ارتفع الى 11.7 في المئة مقابل 11.4 في المئة في العام 2020 (من بين الحاصلين على اللقب في 2011 – 2014)، مقارنة بـ 10.7 في المئة في 2026 (الذين حصلوا على اللقب الثالث في 2007 – 2010). هذه زيادة 9.3 في المئة خلال عقد.
في المكتب المركزي للاحصاء فحصوا ايضا التوزيع الجغرافي للبلدات التي جاء منها الاكاديميون الذين يعيشون الان خارج اسرائيل. من المعطيات يتبين ان 11 في المئة من الاكاديميين الذين عاشوا في رماته شارون (حتى جيل 18 سنة) يعيشون الان في الخارج، نسبة مرتفعة وجدت ايضا في اوساط سكان تل ابيب، هرتسليا، عومر، ايفن يهودا، زخرون يعقوب، رعنانا، كفار سابا، كوخاف يئير وهود هشارون.
الحكومة تدفع الاكاديميين الى الخارج
بعيدا عن الحرب والانقلاب النظامي فانه يحتمل ان يكون سبب الهجرة الى الخارج وتراجع رغبة الحاصلين على شهادة الدكتوراة في العودة الى اسرائيل، ينبع من ظروف البحث العلمي وموقف الحكومة الحالية من الاكاديميين. فمنذ توليها للحكم تشن حكومة نتنياهو هجوم على المؤسسات الاكاديمية والبحثية بقيادة وزير التعليم يوآف كيش، الذي يسعى بدوره الى السيطرة على منظومة التعليم العالي.
اضافة الى ذلك فان ميزانية التعليم العالي في اسرائيل آخذة في التآكل. فقد تم تخفيض الميزانية عدة مرات منذ تشكيل الحكومة، اثناء توزيعها لاموال الائتلاف. ونتيجة لذلك فانه تتضاءل الموارد المخصصة للابحاث وانشاء بنى تحتية بحثية متطورة، الامر الذي يدفع الباحثين الى تفضيل الهجرة أو البقاء في الخارج حيث تقدم لهم رواتب وميزانيات وبنى تحتية بحثية افضل.
ميزانية التعليم العالي في 2025 بلغت 14 مليار شيكل، ويتوقع ان تكون مشابهة في 2026، رغم انخفاض المداخيل من منح الابحاث الخارجية نتيجة ازدياد المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل. وفي السنوات الخمسة الاخيرة تم خفض ميزانية التعليم العالي 700 مليون شيكل، وذلك بسبب تخفيض بنود اخرى.
فقط مؤخرا عند افتتاح السنة التعليمية الاكاديمية في تشرين الاول، صادقت الحكومة على خفض 40 مليون شيكل في ميزانية التعليم العالي لتمويل زيادة لوزارة الامن القومي. قبل ذلك بشهر ميزانية التعليم العالي تم خفضها 150 مليون شيكل لغرض تمويل نفقات الدعاية لوزارة الخارجية.
في موازاة ذلك في الجامعات في اسرائيل يتحدثون عن انخفاض حجم المنح التي يقدمها صندوق الابحاث الاوروبي، الجهة الرئيسية التي تمول الابحاث في البلاد. سبب ذلك كما يبدو هو تفاقم المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل، وهذا عامل آخر يدفع الباحثين الاسرائيليين الى ترك البلاد، لانه يصعب عليهم الحصول على مصادر التمويل والعمل بتعاون مع اصدقائهم البارزين في ارجاء العالم. النتيجة هي هجرة الباحثين الاسرائيليين الى الخارج وانقطاعهم عن الاكاديميا الاسرائيلية.
نقطة ضوء في اللقب الاول والثاني
منذ بداية الالفية الثانية، شهد عدد الاكاديميين الاسرائيليين المقيمين في الخارج استقرار ومنحى تراجع، بما في ذلك الحاصلين على اللقب الاول واللقب الثاني. يمكن عزو هذا التراجع الى انشاء الكليات الاكاديمية في فترة حكومة رابين، التي ساعدت الباحثين على البقاء في البلاد وتوسيع نطاق التعليم العالي.
خلال الـ 15 سنة الاخيرة قاد مجلس التعليم العالي عدة برامج لاستقطاب الكفاءات، لا سيما الباحثين الكبار الذين يعملون في الخارج. ولكن نتائج هذه الجهود تعثرت بسبب التغييرات الاخيرة. اليوم، حسب المكتب المركزي للاحصاء، فانه يعيش تقريبا 55 ألف اكاديمي اسرائيلي (من الحاصلين على اللقب الاول وحتى اللقب الثالث) في الخارج.
مع ذلك المعطيات تشير الى انخفاض معتدل في نسبة الاسرائيليين الحاصلين على اللقب الاول واللقب الثاني والذين يعيشون في الخارج. مثلا، في اوساط الاكاديميين الحاصلين على اللقب في الاعوام القريبة من موعد الاختبار، نسبة الحاصلين على اللقب الثاني في الطب والذين يعيشون في الخارج انخفضت من 5.2 في المئة في 2020 الى 3.8 في المئة في 2024. نسبة الحاصلين على اللقب الثاني والذين يعيشون في الخارج حتى العام 2024 انخفضت الى 3.2 في المئة مقابل 3.9 في المئة في 2016. ونسبة الحاصلين على اللقب الاول والذين يعيشون في الخارج انخفضت الى 3.5 في المئة مقارنة مع 5.1 في المئة في 2016.
من بين الحاصلين على اللقب الثاني في الموسيقى من مؤسسات اسرائيلي يعيش 21 في المئة في الخارج الان، و16.7 في المئة من الحاصلين على اللقب الثاني في علوم الحاسوب، و13.6 في المئة من الحاصلين على اللقب الثاني في الرياضيات، و15 في المئة من الحاصلين على اللقب الثاني في العلاقات الدولية، و13.1 في المئة من الحاصلين على اللقب الثاني في الفيزياء، و12 في المئة من الحاصلين على اللقب الثاني في الكيمياء.
من بين الحاصلين على اللقب الاول في الموسيقى، 25.8 في المئة يعيشون في الخارج، يعيشون في الخارج، و20 في المئة من الحاصلين على اللقب الاول في اللغة والادب الانجليزي، و20 في المئة من الحاصلين على اللقب الاول في العلاقات الدولية.



