هآرتس ذي ماركر: خلافات سياسية حول خط المواجهة، تعيق اعادة اعمار المنطقة الشمالية

هآرتس ذي ماركر 7/7/2025، ميراف ارلوزوروف: خلافات سياسية حول خط المواجهة، تعيق اعادة اعمار المنطقة الشمالية
“ما زال من السابق لاوانه محاكمة أي نسبة من سكان الشمال المخلين سيعودون الى بيوتهم. انا اقدر انه حتى 1 ايلول سنصل الى 80 – 90 في المئة. عودة 90 في المئة من السكان بعد سنة ونصف من الاخلاء يجب اعتبارها نجاح، قال امس وزير الادارة زئيف الكين في محادثة مع “ذي ماركر”.
في 3 تموز التقديرات كانت ان نسبة العودة المتوسطة الى بلدات الشمال هي 70 في المئة. مع ذلك، هذا متوسط، والاختلافات بين المستوطنات كبيرة. باستثناء المنارة، التي لا يمكن حتى الان العودة اليها بسبب الدمار الشديد، فان البلدات التي لديها نسبة العودة المتدنية اكثر، المطلة (28 في المئة)، شتولا (24 في المئة)، نتوعا (45 في المئة)، كفار يوفال (56 في المئة) وكريات شمونة (61 في المئة).
في الجانب الثاني توجد بلدان مثل برعام (100 في المئة)، شلومي (97 في المئة)، ديشون (96 في المئة) ويفتاح (89 في المئة). تبرز حقيقة ان المستوطنات التي لديها نفس المستوى من الدمار ومستوى اقتصادي – اجتماعي تعرض نسبة عودة مختلفة كليا، مثل كريات شمونة وشلومي، أو الفجوة بين افيفيم (56 في المئة) ودوفيف (87 في المئة). في هذا السياق لا يوجد أي تجانس في التفريق بين موشافات وكيبوتسات.
يبدو ان الوضع الاجتماعي في المستوطنات عشية الحرب، والتصميم الذي اظهرته القيادة المحلية، تؤثر اكثر من أي شيء اخر على نسبة العودة حتى الآن. على أي حال، فترة الاختبار هي الشهرين القادمين، قبل بدء السنة الدراسية. حسب تقدير الكين فان نسبة العودة سترتفع 10 – 20 في المئة. مع ذلك، خلال انقطاع السكان الطويل عن بيوتهم، اكثر من سنة ونصف، وهي فترة زمنية تعادل تجربة الهجرة، فان كثيرين لاحظوا فجوة في مستوى الحياة بين الشمال البعيد ومركز البلاد، ويمكن الافتراض أن بعضهم سيختار عدم العودة الى الشمال.
بأثر رجعي اعترف الكين ان بعض المستوطنات تضررت جدا من الاخلاء الطويل، وربما قرار اخلاء مدينة مثل كريات شمونة كان خطأ. مع ذلك، الكين يعتقد انه في لحظة الحقيقة لن يكون بالامكان اتخاذ قرار مختلف عدا عن الاخلاء بسبب الخوف الكبير من قصف حزب الله والشعور بالتمييز بين المستوطنات التي تم اخلاءها (حتى 2 كم عن الحدود) وبين المستوطنات التي لم يتم اخلاءها.
اين يمر خط الحدود؟
الكين هو الوزير المسؤول عن اعادة اعمار الشمال والجنوب. في حين انه في الجنوب اعادة الاعمار تتقدم مع ادارة نهضة منذ سنة ونصف، فانه في الشمال الاجراءات بطيئة اكثر. اعادة اعمار الشمال تقرر لها تخصيص 12 مليار شيكل على خمس سنوات، اربع مليارات في 2025. حتى الان جرى هذه السنة استخدام 2.1 مليار شيكل لاخلاء السكان، بما في ذلك تكلفة الفنادق ومنحة العودة، التي استهدفت حث السكان على العودة الى بيوتهم، ومن اجل استثمارات جرت في ترميم المباني العامة.
مع ذلك، اساس جهود الترميم ما زالت امامنا، على شكل ثلاثة قرارات حكومية، التي لم تتم المصادقة حتى الآن على أي واحدة منها، والسبب هو اختلافات سياسية حول الحدود، أي ما هي البلدات التي ستحصل على ميزانيات اعادة الاعمال واي بلدات لا. تحديد الحدود هو اساس الصراع بين المستوى المهني، ويبدو السياسي ايضا.
هذا القرار الذي هو الان جاهز للمصادقة عليه، ترميم المستوطنات قرب الجدار، التي تبعد 2 كم عن الحدود مع لبنان. التخوف فيما يتعلق بالعودة الى هذه المستوطنات هو الاكبر بسبب انها قريبة جدا من الحدود ومعرضة لنيران حزب الله. بعضها هي مستوطنات زراعية في مكانة اقتصادية – اجتماعية متدنية نسبيا.
بالنسبة لهذه المستوطنات تم تخصيص مليار شيكل، استهدف البلدات القروية في الاساس، دعم شراء بيت، تكلفة التطوير هي 100 الف شيكل للبيت، و50 ألف في حالة رجل احتياط؛ اقامة احياء جديدة مؤقتة من اجل استيعاب سريع للعائلات؛ ترميم المباني العامة والبنى التحتية؛ استثمارات في الزراعة (تطوير مشروع المياه الاقليمية ودعم الانتقال الى اقنان متطورة).
في المستوطنات البلدية الاموال ستستخدم لترميم المباني العامة والبنى التحتية والمساعدة في اقامة دورية دفاع بلدية. ورغم ان القرار جاهز للمصادقة عليه الا انه يتاخر بسبب الحاجة الى تحديد خط الـ 2 كم وتوضيح لماذا يمر هناك بالتحديد. القرار الثاني، هو ايضا جاهز، هو مساعدة المصالح التجارية، توزيع منح بمبلغ 600 مليون شيكل من وزارة الاقتصاد وسلطة الابتكار وما شابه. ايضا هذا القرار يتاخر بسبب نقاش جغرافي حول تموضع خط الحدود في المنطقة الشمالية.
حتى اندلاع الحرب كان من المعتاد تحديد حدود المساعدة لمستوطنات الشمال على مسافة 9 كم عن الحدود، طبقا لخارطة التهديدات الامنية التي حددتها وزارة الدفاع. لذلك فان كفار فرديم مثلا، الموجودة على بعد بضع مئات الامتار عن خط الـ 9 كم، لم تحصل حتى الآن على تسهيلات. في اعقاب الحرب خارطة التهديدات تغيرت ووزارة العدل طلبت من وزارة الدفاع اعادة تعيينها من جديد.
الحوار حول حدود الخارطة استمر لاكثر من نصف سنة وهو حساس جدا، لان الحدود ستحدد أي مستوطنات ستحصل على التسهيلات، في نهاية المطاف وزارة الدفاع اعادت رسم خارطة التهديدات التي فيها خط الحدود قريب من خط 9 كم، لكنه يرتبط ايضا بموقع كل مستوطنة الطبوغرافي.