ترجمات عبرية

هآرتس – ذي ماركر – بقلم هدار حورش – اسرائيل غير مستعدة للفيضانات

هآرتس –  ذي ماركر – بقلم هدار حورش  – 18/7/2021

” الحكومة تدرك الحاجة الى الاستعداد للمناخ الشديد الذي يتوقع أن يحدث الكوارث، حتى في اسرائيل. ولكن عندما يصل ذلك الى مرحلة التنفيذ فان المخططين يفضلون توفير الاموال وتطبيق البرنامج الزمني وزيادة المباني السكنية على حياة الانسان وفقدان الممتلكات. ومن اجل فهم ذلك يكفي أن يتم فحص النقاش حول شبكة الصرف في ايالون  “.

“هذا يحدث هنا مرة كل مئة سنة”، قال سكان جنوب المانيا بقلق بعد موجة الامطار التي أدت الى فيضانات في الدولة وتركت قرى مدمرة وجبت مئات الارواح. الفيضانات تسببت بأضرار كبيرة وتسببت بمصابين ايضا في بلجيكا وهولندا.

الكارثة التي جبت مئات ارواح الضحايا في دول فيها بنى تحتية متقدمة – التي كان يمكن أن تصمد امام هذا المناخ القاسي – لم تكن بالصدفة. وللاسف الشديد، لم يتم تذكره كأمر نادر. الضربة القادمة يمكن أن تكون في قلب اسرائيل، التي هي خلافا لاوروبا غير مستعدة لازمة المناخ. وحتى أنها في السنوات الاخيرة تزيد بشكل متعمد وعن وعي تعرض سكانها لكوارث كهذه، في محاولة لتوفير الوقت والاموال في بناء مباني سكنية وبنى تحتية. 

لا أحد يستطيع التعهد بأن كارثة مشابهة لن تتكرر في السنة القادمة أو في السنوات القادمة. وقد حطم هذا بالاجمال رقم قياسي في كوارث المناخ التي هي في الاصل تعيد كتابة نفسها من جديد في مناطق جديدة في العالم. هذه ليست فقط الاعصارات التي تضرب الشواطيء الشرقية في الولايات المتحدة بقوة اكبر من السابق، والحرائق في استراليا وكاليفورنيا، وسنوات الجفاف الطويلة التي تؤدي الى الهجرة الجماعية من افريقيا، وجبال الجليد التي تذوب في منطقة القطب المتجمد. 

تغير المناخ يفاجيء ايضا بالفيضانات والعواصف الشديدة في اماكن غير متوقعة وبوتيرة اعلى من كل تاريخ احصائي مسجل.

الضرر الرئيسي لكوارث الطبيعة، على حياة الانسان والبنى التحتية، يحدث نتيجة الفيضانات. اضرار المناخ في اسرائيل كانت حتى الآن صغيرة نسبيا. ولكن حسب رأي الخبراء الذي تبنته قبل سنوات حكومة اسرائيل، فان ازمة المناخ اصبحت توجد لدينا ويتوقع أن تشتد.

يجب زيادة مدى الأمان لمئة سنة

في تموز 2013 اتخذت حكومة اسرائيل قرار بالاستعداد لتغير المناخ وتشكيل ادارة خاصة تقود هذا الاستعداد. بعد سنتين، شتاء شديد مليء بالفيضانات والكوارث جبى ارواح بشر – في صيف 2020 تم تحطيم رقم قياسي في الحرارة في ارجاء البلاد. “تغير المناخ يؤثر بشكل أشد على اسرائيل، التي توجد جغرافيا في منطقة تعتبر نقطة ساخنة”، هذا ما كتب في التقرير الاول الذي قدمته الادارة. المخطط الهيكلي القطري “تاما 1” الذي قادته ادارة التخطيط، وضع انظمة متشددة لملاءمة المخططات المستقبلية مع ازمة المناخ. 

ولكن من المشكوك فيه اذا كان أي وزير من وزراء الحكومة قد قرأ التقرير أو تعامل بجدية مع القرار الاحتفالي للاستعداد للكوارث الطبيعية المهددة أو مع المخطط الهيكلي الذي يمكن أن يلزم الدولة ايضا. بدلا من التجند للدفاع عن السلامة العامة والممتلكات والبنى التحتية من الكارثة شبه المؤكدة، قررت اسرائيل صم اذنها.

ازمة المساكن والتخلف الذي استمر لعشرات السنين في اقامة البنى التحتية لدولة حديثة، دفعت الدولة الى تشكيل لجان تخطيط خاصة، التي لفظت من داخلها ممثلو وزارة حماية البيئة الذين اعتادوا على التحذير من اخطار بيئية تكتنف التطوير المتسارع والمهمل احيانا. غدا يتوقع أن تصادق الحكومة على تمديد سريان اللجنة الخاصة للمساكن. وبدلا من ممثلي وزارة حماية البيئة توظف اللجنة مستشار خارجي، يمكن للجنة استبداله اذا كانت مواقفه غير مريحة بالنسبة لها. 

السلوك التخطيطي المرفوض بعيد عن أن يتلخص في ذلك. في هذه الاثناء يجري في لجنة تخطيط البنى التحتية صراع شديد للدفاع عن عشرات آلاف السكان في احياء جنوب شرق تل ابيب والبنى التحتية البلدية. وزارة المواصلات، برئاسة الوزيرة ميراف ميخائيلي، تريد أن تضع في قناة وادي ايالون الذي يمر بالمركز التجاري الكبير في اسرائيل سكة حديد اخرى ستضر بتزويد هذه القناة، التي تصب في البحر مياه الفيضانات من جبال القدس نحو الساحل.

يصعب التشكيك في حيوية سكة الحديد الجديدة. فهي ستزيد قدرة الحمل للقطار في وسط الدولة 42 في المئة، لتصل الى 90 مليون مسافر في السنة. وتحرر ضغط شديد عن القطار الذي يجد الآن صعوبة في تلبية الطلب على خدماته. الحكومة اتخذت قرار بوضع سكة الحديد في 2010، لكن فقط في 2019 نجحت في اطلاق المشروع بتكلفة 5 مليارات شيكل. 1.4 مليار شيكل خصصت لحل مشكلة الصرف المتوقع أن تحدثها سكة الحديد الجديدة. 

بهدف منع اغراق مسارات ايالون وجنوب تل ابيب تم تجهيز مناطق اغراق، بحيرة وسد متقدم في متنزه اريئيل شارون القريب، والى هناك سيتم توجيه مياه الفيضانات في حالة الامطار الغزيرة. شركة طرق اسرائيل التي تنفذ المشروع تخطط لاستكماله في 2025، قبل سنة من افتتاح سكة الحديد الجديدة.

اذا انهارت شبكة الصرف تحت مياه الفيضانات فسيتم اغراق بيوت عشرات آلاف السكان في الاحياء الفقيرة في جنوب تل ابيب وآلاف المسافرين في القطارات والبنى التحتية للمواصلات الجديدة وشوارع وسكك حديدية على طول مسارات ايالون. احتمالية حدوث ذلك حسب احصاءات الفيضانات التاريخية وحسب تقدير الخبراء تتراوح بين 1 كل 12 سنة – 1 كل 30 سنة.

هذه التنبؤات تستند الى فترات سبقت اشتداد ازمة المناخ في السنوات الاخيرة، وصلاحيتها حسب رأي جميع الخبراء، مشكوك فيها جدا في الوقت الحالي. بلدية تل ابيب برئاسة رون خولدائي تحاول الوقوف ضد البرنامج الخطير وتطالب ببرنامج بديل، يحول تدفق وادي ايالون من المدينة والاحياء فيها وضخها مباشرة الى البحر في مجرى يمر في جزء منه في نفق بقطر يشبه الذي يتحرك فيه القطار الخفيف. ايضا هذا البرنامج لا يوفر الامان بشكل كامل لتل ابيب ومحيطها من الفيضانات. ولكن الاحصائيات في هذه الحالة هي 1 كل مئة سنة. وهي الفترة الآمنة المطلوبة حسب قرارات الحكومة والمخطط الهيكلي القطري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى