ترجمات عبرية

هآرتس – ذي ماركر – بقلم ميراف ارلوزوروف -نتنياهو فشل، لكن حكومة التغيير توجد لها فرصة لترتيب الفوضى في النقب

هآرتس – ذي ماركربقلم  ميراف ارلوزوروف – 8/6/2021

للمرة الاولى يوافق البدو طوعا على اخلاء اراضي الشتات والتجمع فيقرى صغيرة ولكنها منظمة. على جدول الاعمال توجد خطة لبناء 14 قريةبدوية جديدة وتحويل كسيف من مدينة اصولية الى مدينة بدوية. وانضماممنصور عباس للحكومة الجديدة يمكن أن يعطي دفعة لهذه الخطة “.

من المسلي بدرجة معينة قراءة تغريدة عضو الكنيست بتسلئيلسموتريتش في تويتر في شهر كانون الثاني الماضي: “بنيامين نتنياهويستمر في بيع التصفية للصهيونية وقيم اليمين، وهو يصادق الآن فيالحكومة بصورة خاطفة على اقامة ثلاث قرى بدوية جديدة في النقب. تسويةالاستيطان الشاب في يهودا والسامرة هو بالطبع لم يقدمها للحكومة. نتنياهوهو يسار وضعيف“.

من المشكوك فيه اذا كان سموتريتش يسمي الآن نتنياهويساروضعيف“. كما أنه الآن لا توجد حاجة الى ذلك. تغريدة سموتريتش حققتتأثيرها. المصادقة على بناء ثلاث قرى بدوية جديدة في النقب تم الغاءها بعدأن طرح وزراء من اليمين في الحكومة طلب المساواة، اذا قمتم بالمصادقةعلى بناء القرى الثلاثة البدوية غير القانونية فيجب المصادقة على ثلاث بؤراستيطانية غير قانونية في يهودا والسامرة. هذه كانت مناورة استهدفت الغاءمشروع قرار تم تقديمه للحكومة، لأن المصادقة على البؤر الاستيطانية غيرالقانونية لم يتم فحصه من قبل. ومن الواضح أن وزراء ازرق ابيض لم يكونواليوافقوا على ذلك.

بأثر رجعي، التقدير هو أن هذا كان مناورة مخطط لها جيدا من قبلنتنياهو. صحيح أن رجاله عملوا لاشهر كثيرة في نقاشات تتعلق بالمصادقةعلى القرى الثلاث البدوية، رئيس المجلس القومي للاقتصاد، البروفيسور آفيسمحون، مثل موقف رئيس الحكومة في النقاشات الاولية، وكانت هناك موافقةمسبقة بين نتنياهو وبني غانتس حول المصادقة على القرار. ولكن نتنياهو لميفوت في أي يوم أي فرصة، ولا نريد القول حقيقة. حتى في هذه الحالةتفاجأ رئيس الحكومة ظاهريا من المطالبة بالمساواة التي طرحت في الحكومة. ورغم أنفه، كما يبدو، تم حفظ مشروع القرار.

تحرير طوعي لعشرة آلاف دونم

هكذا فوتت اسرائيل فرصة غير مسبوقة من اجل البدء في الدفع قدمابترتيب الفوضى السائدة في النقب، عن طريق شرعنة بلدات الشتات البدوي. مشروع القرار الذي تم تقديمه للحكومة يتعلق باقامة ثلاث قرى بدوية جديدةوهي عبدة وحمرة وخشم جانا. هذه القرى الثلاثة كانت تشكل سابقة لأنالجميع وافقوا عليها، السكان البدو، سمحون، سلطة البدو، المجالسالاقليمية، وزارة العدل، ادارة التخطيط وقسم الميزانيات في وزارة المالية.

احدى هذه القرى وهي قرية عبدة كانت تشكل سابقة. لأن المجلسالاقليمي رمات نيغف وافق على أن يتم بناءها في المنطقة، هذه هي المرةالاولى التي يتكرم فيها مجلس اقليمي باقامة قرية اقليات جديدة داخلحدوده.

قرية اخرى من القرى الثلاث، قرية خشم جانا، كانت سابقة بشكلخاص لأن الموافقة عليها كانت بمبادرة من السكان البدو، الذين وافقوا ايضاوللمرة الاولى، على التنازل فيما يتعلق بدعاوى ملكيتهم للارض، حتى تتمكنقرية خشم جانا من أن تقام وافق البدو الذين توجد لهم دعاوى على ملكيةالاراضي داخل منطقة اليشوف، وأن يوطنوا في اراضيهم أبناء عائلات اخرىبهدف التجمع داخل الارض التي تم تحديدها للقرية. بدلا من 13 ألف دونمالتي يقيم عليها البدو، الآن في المنطقة يمكنهم أن يتجمعوا في قريةمساحتها 3 آلاف دونم فقط. أي أن يتنازلوا طوعا عن 10 آلاف دونم مناراضي النقب. والاكثر اهميةالتحرير طوعا للمسار الذي خطط لأن يمرفيه شارع رقم 6.

لم يسبق في أي يوم أن بادر البدو الى القيام باخلاء طوعي من قبلهم،لا سيما على حساب مناطق مختلف عليها من حيث حقوق الملكية، وكذلكاراض كان يجب على الدولة أن تخليها. لأن بنية تحتية مهمة مثل الشارع رقم6 يمكن أن تمر فيها. أي أنه كانت هناك مصلحة عليا للدولة في المصادقةعلى اقامة قرية خشم جانا، التي يمكن أن تكون سابقة اختراقية بخصوصترتيب الاستيطان الفوضوي للبدو في كل النقب. من هنا، ايضا الموافقةالواسعة لجميع الجهات المهنية بخصوص المصادقة على اقامة القرى الثلاثة،وموافقة الجهات السياسية، غانتس ونتنياهو. هذا الى حين تغريدسموتريتش، نتنياهو خاف وتراجع، والسابقة الحاسمة تم الغاءها.

250 ألف مواطن بدون عنوان

حكومة التغيير، اذا تم تشكيلها، يمكن أن تدفع قدما بمشروع القرارهذا في اطار الاتفاق الائتلافي مع رئيسراعم، منصور عباس. كلشخص يعيش في النقب يوافق على أنه يجب اقامة هذه القرى الثلاثة. وأناقامتها ستحقق اهداف حاسمة في نفس الوقت. الهدف الاول هو تحريرآلاف الدونمات التي كانت مشغولة من قبل الشتات البدوي. لأن العائلاتالبدوية المشتتة ستتجمع في هذه القرى. وبخلاف كامل مع ادعاء سموتريتشعن بيع تصفية للنقب، هذه بالذات عملية بيع لانقاذ النقب، كل قرية كهذهتحرر اراض واسعة. الهدف الثاني هو الدفع قدما بالمجتمع البدوي الذي هوالآن يعيش في اكواخ من الصفيح في ارجاء هذا الشتات، بدون مياه أوكهرباء، بدون وسائل اتصال وجمع للقمامة ومواصلات أو خدمات صحية أوتعليم ورفاه. ليس صدفة تطوع عيران دورون، رئيس المجلس الاقليمي رماتنيغف، لتجميع الشتات البدوي الذي يقيم داخل حدود المجلس في قرية عبدةالجديدة. “هذا هو الامر الصحيح الذي يجب فعله، قال. “أنا سأخسر بسبباقامة هذه القرية، بسبب الاستثمارات الكبيرة المطلوبة لها، وعائدات الارنوناالمنخفضة المتوقعة منها. ولكن اذا اردنا أن نقدم للبدو خدمات حيوية ورؤيةالمجتمع البدوي وهو يزدهر فيجب تمكينه من السكن في قرى منظمة“.

رئيس الحكومة القادم، نفتالي بينيت، اكثر من التحدث عن نقصالسيادة وعن الجريمة والغرب المتوحش والمارق في النقب. لا حاجة الىالشرح بأنه بدون توطين البدو في قرى منظمة لن تكون هناك امكانية لعلاجهذا الغرب الهائج. ولكن كيف بالضبط تنوي حكومة اسرائيل التغلب علىالجريمة في النقب عندما لا تكون هناك حتى عناوين منظمة للسكن لـ 250 ألف شخص من السكان البدو المشتتين، في الوقت الذي فيه نسبة تسربهممن جهاز التعليم هي الاعلى في اسرائيل بسبب البعد الكبير عن مؤسساتالتعليم التي تخدمهم؟

ساعة النية الحسنة

عبدة، حمرة وخشم جانا، كان يمكن أن تشكل سابقة لتسوية الغربالهائج. اذا نجحت في القيام فهي يمكن أن تكون بداية لما سيأتي: سلطةالبدو، التي يديرها يئير معيان، وهو مستوطن يعتمر القبعة ومن مقربيافيغدور ليبرمان، تقوم باجراء مفاوضات حول اقامة خمس قرى بدوية اخرى،حسب نسبة اراضي مشابهة للقرى الثلاثة الاولى. كل 500 عائلة تستحقالحصول على قرية مساحتها 1500 دونم. على جدول الاعمال توجد تسويةلـ 14 قريبة كهذه، التي يمكن أن تحل جزء كبير من مشكلات الشتاتالبدوي.

اضافة الى ذلك، في نفس قرار الحكومة، الذي قرر فيه نتنياهو فياللحظة تفجير الاتفاق، شمل الموافقة على اقامة مدينة بدوية جديدة فوققبلية. جميع رؤساء السلطات البدوية وافقوا مع الحكومة على الحاجة الىاقامة مدينة جديدة كهذه، التي ستشكل استجابة لاحتياجات الطبقة البدويةالوسطى، وايضا ستتغلب على الخلافات القبلية التي تمزق المجتمع البدويمن الداخل.

الـ 20 ألف شخص من مواطني الشتات البدوي يمكنهم الانتقالللسكن في المدينة الجديدة، التي حسب الاقتراح الذي تدفعه قدما سلطةالبدو، مدينة كسيف. هكذا بدلا تحويل كسيف الى مدينة اصولية معزولة عنالمحيط وبدون مصادر دخل، يتم الدفع قدما بمشروع قرار اكثر نزاهة، تحويلكسيف الى جزء من النسيج البدوي، والحل الحضري الاساسي للبدو فيالشتات. مدينة بدوية جديدة، نظيفة ومخططة جيدا، الى جانب قرى سيتمالاعتراف بها داخل الشتات وستمكن من استمرار الحياة الزراعيةالتقليديةللبدو.

مثلما لدى اليهود ايضا للبدو مسموح الاختيار بين العيش في قريةزراعية وبين الحياة الحضرية، قال ثابت أبو راس، مدير عام صندوقمبادرات ابراهيم، الذي يبارك المبادرات لتسوية توطين البدو. هكذا ايضارؤساء سلطات بدوية واعضاء كنيست من البدو. ودخول منصور عباس الىحكومة التغيير المحتملة يسهل ايضا على قدرة الوصول الى مثل هذا الاتفاق. يبدو وكأن هناك ساعة نية حسن لجميع الاطراف، يمكنها، للمرة الاولى منذخمسين سنة، حل نزاع الاراضي البدوي وأن تدفع قدما بوضع البدو فيالشتاتي وأن تحرر كل النقب من رعب مشكلات الجريمة التي تنغصحياتهم.

نتنياهو، الجبان والذي لا توجد له رؤية استراتيجية. اضاع هذهالفرصة. هل من سيحلون محله سينجحون في تجسيدها؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى