ترجمات عبرية

هآرتس – ذي ماركر – بقلم ميراف ارلوزوروف – اسرائيل استطاعت النجاة منازمات، لكن ليس لنا أي فكرة عن كيفية معالجة بطالة عميقة

هآرتس – ذي ماركربقلم  ميراف ارلوزوروف – 16/3/2021

ارتفاع نسبة البطالة يعيدنا 14 سنة الى الوراء، مع تخوفات من بطالةفي اوساط الشباب واقالات زيادة نجاعة جماعية. ولا يوجد في اسرائيلنظام جيد لمواجهة البطالة “.

كان من الصعب الاستغراب في هذا الاسبوع من فهم رئيس الحكومة،بنيامين نتنياهو، أنه في الوقت الذي يلوح فيه باتفاقات السلام التاريخية معدولة الامارات،اتفاقات ابراهيم، يقوم بالاحتجاج على اتفاق السلامالاستراتيجي الأكثر اهمية وهو الاتفاق مع الاردن. حقيقة أن نتنياهو فكرباغلاق المجال الجوي الاسرائيلي امام رحلات الطيران من الاردن، خلافالاتفاق السلام، فقط لأن الاردن قام باهانته بمنعه من الطيران في سماءالاردن في طريقه الى الامارات، تدل على خلل في الرؤية.

من المشكوك فيه أن يوقف ذلك اندفاع نتنياهو نحو الانتخابات بعداسبوع، التي سيصل اليها وهو مسلح بانجازات اتفاقات ابراهيم ونجاحعملية التطعيم، وبالطبع المفاجأة للافضل في وضع اسرائيل الاقتصادي. ملخص العام 2020 يظهر أن اقتصاد اسرائيل تقلص فقط 2.5 في المئة،وهو اقل بكثير من المخاوف السابقة، 5 – 7 في المئة، وأحد المعدلاتالمنخفضة للانكماش الاقتصادي في الدول المتقدمة. هذا رغم أن نتنياهوفشل في ادارة ازمة الكورونا. والدليل على ذلك هو معدل الاصابة المرتفع فياسرائيلالدولة التاسعة الاسوأ في معدل الاصابة فيها في كل العالم.

هل مرة اخرى سنخرج من ذلك بدون خدوش؟ هذه المعجزة، فشلصارخ في ادارة ازمة الكورونا، ولكن ضرر اقتصادي من الاقل في العالم،تجدد النظريات بشأن المناعة العجيبة. الدولة الاكثر تشددا في العالم والتيتتصرف بصورة فظيعة وتجلب على نفسها ازمات زائدة، لكنها تعرف كيفتتسامى في وقت الازمات وتنجو منها بسلام. هل ايضا الكورونا ستواصلالتاريخ الناجح لكل الازمات التي اجتازتها اسرائيل في السنوات الـ 15 الاخيرةحرب لبنان الثانية والرصاص المصبوب والجرف الصامد والازمةالمالية في العام 2008، التي خرج منها جميعها الاقتصاد بدون خدوش؟.

التنبؤات الاقتصادية، كما يبدو، تعزز ذلك. قسم الاقتصادية الاولى فيوزارة المالية، شيرا غرينبرغ، نشر في هذا الاسبوع التنبؤ للسنوات القادمة. وهو تنبؤ متفائل بشكل خاص، نمو يبلغ 4.9 في المئة في هذه السنة و4.1 في المئة في العام 2022. الناتج للفرد سيتجاوز في السنة القادمة مستواهفي 2019؛ وحتى الخوف الاكبر من كل المخاوف، البطالة، غير فظيع جدا. ورغم هذا التنبؤ سيكون انخفاض في نسبة البطالة، 6.5 في المئة فقط، حتىنهاية 2021، وهو معدل معظم الدول المتقدمة كانت تتوق له جدا حتى فيالسنوات العادية، ناهيك عن سنة ازمة اقتصادية ضخمة.

الى جانب نجاح عملية التطعيم فان نتنياهو يمكنه أن يسجل لنفسهالفضل فيما يبدو أنه نهوض اقتصادي محتمل لاسرائيل من ازمة الكورونا. كما يبدو، برامج المساعدة التي وضعتها اسرائيل اثناء الازمة كانت سخيةوحققت التأثير المطلوب. البرامج منحت الامان الاقتصادي حتى للمصالحالتجارية وايضا للاشخاص، ونجحت في تخفيف الاضرار في استهلاكالفرد.

الخوف هو من أن البطالة ستقف عند 9.5 في المئة. فقط قبل احتفالنتنياهو يجب لفت الانتباه الى علامات التحذير الشديدة. اولا، رغم النهوضالمتوقع في النمو إلا أن اسرائيل ستجر معها لسنوات كثيرة الضرر من فقدانالنمو في سنتي الكورونا. التوقع المتفائل، كما قلنا، لقسم الاقتصادية الاولى،يقول إنه حتى في العام 2024 الناتج سيكون منخفض بـ 2 – 4 في المئةمن الناتج الذي كان يتوقع الوصول اليه بدون الازمة.

الامر الذي يصعب على اسرائيل بشكل خاص الاستيقاظ هو القفزةالكبيرة بشكل خاص في العجز وفي الديناللذان توجد فيهما زيادة كبيرةاكثر مما في الدول الاخرى. اذاً، نحن في الواقع في عهد فيه لا يوجد للدينأي ثمن بسبب الفائدة الصفرية، لكن اذا كان هناك تغيير معين في منحنىالفائدة في العالم، وعلى خلفية التقدير بأن اسرائيل ستجد صعوبة فيخفض حجم دينها، فيمكن أن ندفع مقابل ذلك ثمنا باهظا.

الخوف الاشد من جميع المخاوف يتعلق بالبطالة. اسرائيل انتقلت منصفر الى 100 خلال شهر. قفزت من حضيض 3.5 في المئة بطالة الى ذروةتبلغ 36 في المئة بطالة في الاغلاق الاول. ومنذ ذلك الحين تعود الاقتصادعلى الاغلاق ومعدل البطالة، بما في ذلك الاجازة بدون راتب، هو 18 فيالمئة. التقدير في وزارة المالية هو أن نسبة البطالة هذه يمكن أن تنخفض الى6.5 في المئة فقط حتى نهاية السنة، لكن هذا هو الجانب المتفائل من التنبؤ.

في الجانب المتشائم نسبة البطالة ستقف عند 9.5 في المئة في نهايةالسنة، ومن الصعب تقدير متى ستنخفض عن هذه النسبة، هذا اذاانخفضت. سبب ذلك هو أنه خلافا للازمات السابقة، التي اجتازتها اسرائيلبسهولة، الكورونا هي الازمة الاولى التي تواجهها اسرائيل مع ارتفاع كبيرفي نسبة البطالة، ولا توجد لنا أي تجربة فيها.

تجربة خطيرة

الازمة الشديدة الاخيرة التي واجهتها الدولة مع نسبة بطالة مرتفعةهي الانتفاضة الثانية، في الاعوام 2001 – 2003، حتى خلالها ارتفعتنسبة البطالة 2 في المئة فقط، من 10 في المئة في العام 2000 الى 12 فيالمئة في 2003. المرة الاخيرة التي كانت فيها نسبة البطالة في اسرائيلاكثر من 9 في المئة كانت في العام 2009. هكذا، ازمة الكورونا تعيد الدولة14 سنة الى الوراء وتدخلها الى مناطق غير معروفة.

اضافة الى ذلك، خصائص البطالة في هذه المرة هي خصائص جديدةكليا. “اسرائيل معتادة على مواجهة بطالة كبار السن، ابناء 50 فما فوق،الذين لفظهم سوق العمل، قال البروفيسور مناويل تريختنبرغ، الذي يشغلاليوم رئيس معهد بحوث الامن القومي، وفي السابق كان رئيس المجلسالقومي الاقتصادي. “العاطلون عن العمل في هذه المرة هم من الشباب،وهذه تجربة جديدة بالنسبة لنا، وهي تجربة خطيرة. ومسار انسان شاب لاينجح في الاندماج في سوق العمل، يمكن أن يتضرر طوال حياته“.

التجربة العالمية مع بطالة الشباب هي سيئة ومريرة. في دول شهدتقفزة في بطالة الشباب بعد الازمة في 2008، استغرقت فترة النهوض منذلك ست سنوات على الاقل. فهل هذا ما يتوقع ايضا في اسرائيل؟ التقديرهو أنه على الاقل جزء من ارتفاع نسبة البطالة هو هيكلي، أي أنه حتى بعدأن يتم فتح الاقتصاد بشكل كامل فان اماكن العمل السابقة لن تكون فيانتظار العاملين. هكذا فان شركات كثيرة ارسلت العاملين فيها الى اجازةبدون راتب. لأن هذا الامر كان اسهل، واكتشفت بأنه يمكنها تدبر امرهابشكل ممتاز بدونهم. التوقع هو حدوث موجة من اقالات زيادة النجاعة، التيستبدأ على الفور بعد وقف الاجازة بدون راتب، وستحول من حصلوا علىاجازة بدون راتب الى عاطلين عن العمل لفترة طويلة.

اضافة الى ذلك، هناك فروع لن تعود لتكون مثلما كانت. فرع العقاراتالتجارية للمصالح التجارية والمكاتب يبدو وكأنه اجتاز تغيير هيكلي جوهري. المكاتب هي مشغل كبير جدا للقوة المساعدة في مجال الحراسة والنظافة،والخوف هو أنه في هذين الفرعين ستكون اقالات كبيرة. وهما فرعانحاسمان لتشغيل ذوي الثقافة المتدنية في اسرائيل.

من بين اجمالي الاخفاقات البارزة لنتنياهو في ازمة الكورونا فانالفشل في ايجاد نظام يستطيع العمل على معالجة العاطلين عن العمل، هوالاكثر بروزا. وهو ايضا يمكنه أن يغرق كل العلامات المسبقة للنهوض فيالاقتصاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى