ترجمات عبرية

هآرتس- ذي ماركر – الدولة تستثمر المليارات لكنها لا تنجح ، في الدفع قدما بالمجتمع العربي

هآرتسذي ماركر – بقلم ميراف ارلوزوروف – 7/4/2021

نسبة الرجال العرب الحاصلين على لقب اكاديمي لم ترتفع تقريبا في العشرين سنة الاخيرة. وحتى اجورهم النسبية التي تشكل 58 في المئة من أجور الرجال اليهود بقيت على حالها. ونسبة الحاصلين على شهادة البغروت ارتفعت، لكن ليس مثلما هو الامر في اوساط اليهود “.

يوليا ايتان، رئيسة ادارة تشغيل السكان في وزارة العمل والرفاه، وجدت سببا للتفاؤل في الانهيار الكبير لتشغيل الرجال العرب منذ العام 2017. تفاؤل ايتان ينبع من الفجوة بين تراجع تشغيل الرجال العرب من 77 في المئة الى 70 في المئة (في اعمار 25 – 64) في السنتين قبل الكورونا، مقابل استقرار نسبي في تشغيل النساء العربيات، نسبة 36 في المئة الى 38 في المئة.

ايتان اشارت الى أن تشغيل النساء العربيات، الذي كان قبل عقد بنسبة ضئيلة هي 20 في المئة فقط، احتل مركز خطط العمل الحكومية. والدليل على ذلك هو أن نسبة تشغيل النساء العربيات تقريبا تضاعفت. في نفس الوقت، لم يلاحظ أي شخص في الحكومة وجود مشكلة مع الرجال العرب ولم يكرس لها أي جهد. استنتاج ايتان من ذلك هو أن جهود الحكومة لشغيل النساء العربيات أثمر، والآن، حيث أن الدولة ادركت بأنه توجد مشكلة في تشغيل الرجال العرب، يوجد مكان للأمل في النجاح في تحسين وضعهم.

ايتان تحدثت عن سلسلة من البرامج التي تم تخصيصها للنهوض بتشغيل الرجال العرب. اكثر البرامج اهمية هو “سنة انتقالية”، سنة اعداد بعد انهاء الدراسة الثانوية، التي فيها يستطيع الشباب العرب تلقي التأهيل المهني والدراسة لامتحان البسيخومتري والدراسة في كلية تمهيدية اكاديمية وحضور برامج  للقيادة والتمكين والتطوع في اطار مسارات جديدة في الخدمة المدنية، وبالطبع استكمال الفجوة في لغتهم العبرية. الحديث يدور عن صيغة من سنة الخدمة اليهودية المكيفة للمجتمع العربي.

الشباب العرب يتم رميهم الآن الى خضم الحياة في سن 18 سنة دون أي مسار محدد، الخدمة في الجيش أو الدراسة كمسار مدني، وهم اصغر من أن يندمجوا في سوق العمل ولا توجد لديهم ادوات للاندماج في التعليم العالي. هم مشوشون وضائعون ويتدهورون. عدد من برامج التدخل الحكومية، علينا أن نقول بأن هذا بفضل منصور عباس الذي كان شريكا في بلورتها، هو استيقاظ متأخر للدولة كي تفهم بأنها لم تنتبه للمشكلات القاسية للشباب العرب.

د. مريان تحاوكو، الباحثة في شؤون الوسط العربي في معهد اهارون في المركز متعدد المجالات في هرتسليا، قالت إن الفجوة المتزايدة بين النساء والرجال في المجتمع العربي هي مشكلة صعبة بحد ذاتها. “الامر الذي يساعد هو أن النساء يحصلن على التعليم”، قالت، “اذا كان يجب على النساء الزواج بعد ذلك برجال حصلوا على تعليم أقل فما هي الاحتمالية بأن يسمح زواج كهذا للمرأة بتحقيق ذاتها والخروج الى العمل خارج القرية. مثلا في صناعة الهايتيك”.

الوضع أسوأ مما يظهر

تحاوكو متشائمة. هي تقول إنه رغم أن الدولة معجبة بنفسها، حيث أن برامج تدخلها طورت المجتمع العربي، مثل القفزة في تعلم النساء، ونتيجة لذلك تشغيل النساء، فعليا وضع المجتمع العربي لم يتحسن أبدا. نعم، وضع النساء ايضا لم يتحسن حتى لو أنه ظاهريا يوجد تحسن واضح. سبب ذلك هو أنه في حين أن النساء العربيات تقدمن إلا أن النساء اليهوديات تقدمن بدرجة لا تقل عن ذلك، وفعليا الفجوة بين اليهود والعرب لم تتقلص.

الرسم البياني الاكثر اثارة للغضب، الذي تعرضه تحاوكو، هو الذي يمثل نسبة الذين حصلوا على لقب اكاديمي في اوساط الرجال العرب في اسرائيل. يتبين أنه في العام 2000 كانت نسبة الرجال العرب الذين نجحوا في انهاء لقب اكاديمي من بين الفئة العمرية 20 – 24 سنة، كانت 7.6 في المئة. وفي العام 2017 كانت نسبة من انهوا لقب اكاديمي في اوساط الشباب العرب هي 9.7 في المئة. على ارض الواقع مرت عشرين سنة، وتم صب مليارات الشواقل، واندماج الرجال العرب في سلك الاكاديميا كان وما زال يشكل فشلا ذريعا.

إن المعطيات التي عرضتها تحاوكو لا تشمل الذين انهوا لقب في الجامعة المفتوحة (كما يبدو يوجد القليل مثل هؤلاء في الوسط العربي)، ايضا لا تشمل العرب الذين حصلوا على لقب خارج البلاد. ومن الاخيرين يوجد الكثير الآن.

بحث نشره قسم الاقتصادية الرئيسية في وزارة المالية في العام 2019 وقام باجرائه الباحث زئيف كيديل والباحث نجيب عمرية، ورد فيه أن التعلم في الخارج يزيد عدد الاكاديميين العرب 30 في المئة. في جامعة جنين (فرع للجامعة الامريكية) يتعلم اكثر من ستة آلاف طالب عربي اسرائيلي، بالاساس من الفتيات.

الحديث يدور عن عدد طلاب عرب يشكل ثلاثة اضعاف عدد الذين يتعلمون في جامعة تل ابيب. أي أنه فعليا عدد الطلاب العرب الذكور الذين انهوا لقب اكاديمي يقترب من 13 في المئة وليس 10 في المئة فقط. على أي حال، حتى الـ 13 في المئة ممن انهوا اللقب تشكل فشلا ذريعا، لا سيما أن النسبة الموازية في اوساط الذكور اليهود غير المتدينين هي 45 – 50 في المئة.

الدولة عن طريق مجلس التعليم العالي استثمرت اموال ضخمة في محاولة لزيادة اندماج الطلاب العرب في التعليم العالي. مجلس التعليم العالي يتفاخر بنجاح برنامجه، نسبة الطلاب العرب في سلك الاكاديميا وصلت الى نسبتهم بالنسبة لعدد السكان، 20 في المئة. فقط بحث كيديل وعمرية يسكب مياه باردة على هذا العدد. فنسبة الطلاب العرب هي الآن 20 في المئة من عدد الطلاب في اسرائيل، باستثناء انهم في اعمار 18 – 22، نسبة الشباب العرب هي حوالي 30 في المئة وليس 20 في المئة من السكان. أي أن نسبة اصحاب اللقب الاكاديمي في اوساط العرب لم ترتفع.

تخلف في رأس المال البشري

هذا ليس الرقم الوحيد الذي تعرضه تحاوكو والذي يشير الى المراوحة في المكان للمجتمع العربي. الفجوة في الاجور، مثلا، بقيت على حالها. وأجرة الرجل العربي في 1996 كانت 56 في المئة من أجرة الرجل اليهودي. وبعد مرور عقدين، في 2015 هذه النسبة بقيت بدون تغيير، 58 في المئة. الحاصلون على شهادة البغروت ارتفعت نسبتهم في الاعوام  2000 – 2016  بـ 17 في المئة. ولكن في هذه السنوات زاد عدد الشباب اليهود نسبة حصولهم على شهادة البغروت، 16 في المئة. الفجوة بقيت كبيرة، 42 في المئة من الحاصلين على البغروت في اوساط العرب مقابل 64 في المئة في اوساط اليهود.

على أي حال، ارتفاع نسبة الحاصلين على شهادة البغروت لم يساعد تقريبا المجتمع العربي لأنها جاءت في فترة فيها شهادة البغروت لم تعد تساهم تقريبا في الاندماج في سوق العمل. في الحقيقة، السنين مرت ولكن مجال تشغيل الرجال العرب بقي في الاساس في فرع البناء وفرع الصناعة والتجارة والمواصلات، وهي مجالات هم مكشوفون فيها للمنافسة من ناحية عمال غير اسرائيليين (فلسطينيين واجانب) ومن ناحية التكنولوجيا.

ابحاث كيديل وعمرية وتحاوكو تشير الى عامل واضح للمراوحة في المكان للمجتمع العربي، بالاساس في اوساط الرجال العرب: تخلف في رأس المال البشري لديهم. أي تعليم متدني. الطلاب العرب يتخلفون في العلامات بعد اليهود بدرجة واضحة. التخلف في “البيزا” يعادل ثلاث سنوات تعليم كاملة.

ايضا اذا اخذنا هذه العلامات في الحسبان، فان نجاح الطالب العربي يقل بمعدل حاد عن الطالب اليهودي. احتمالية أن طالب عربي حصل على نفس علامة الطالب اليهودي في فرع الرياضيات في أن يستكمل الحصول على البغروت متدنية بدرجة لا تقدر، واحتماليته في استكمال البغروت في اللغة الانجليزية هي النصف. هذه الفجوات تؤدي بعد ذلك الى تخلف اكثر بـ 100 نقطة في علامات البسيخومتري المتوسط لطالب عربي مقارنة مع الطالب اليهودي. وانخفاض عدم النجاح في الحياة الاكاديمية.

نظام التعليم الضعيف لا ينجح في منح الخريجين لغة عبرية سليمة تمكنهم من مواصلة التعليم العالي والعمل المدر للدخل. النتيجة هي أن السنين تمر والمجتمع العربي، رغم اهتمام الحكومة ورغم زيادة قوته السياسية، يواصل التخلف عن المجتمع اليهودي. وهذا الامر لن يتغير بدون أن يتم تطبيق اصلاح في التعليم في المجتمع العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى