ترجمات عبرية

هآرتس ذي ماركر: التاثيرات لن تكون فورية، لكن قرار الاتحاد الأوروبي يقلق

هآرتس ذي ماركر 22/5/2025، دانييل شميلالتاثيرات لن تكون فورية، لكن قرار الاتحاد الأوروبي يقلق

قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مناقشة اتفاق الشراكة ستكون له تاثيرات عميقة، لكن ربما لن تكون فورية. هذا التطور الأكثر خطورة في العلاقات الخارجية لإسرائيل منذ بداية الحرب. اتفاق الشراكة هو الاطار لكل اتفاقات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. الاتفاق يتطرق أولا وقبل كل شيء الى التعاون الاقتصادي، وأيضا التعاون في مجال التعليم والصحة والثقافة وما شابه.

ما الذي تقرر في الاتحاد الأوروبي؟

وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرروا إعادة فحص فصل حقوق الانسان في اتفاق الشراكة، وفحص ما اذا كانت إسرائيل تلتزم به. القرار تم اتخاذه بقيادة هولندا واسبانيا، وبتأييد 17 دولة من بين الـ 27 دولة في الاتحاد. من غير الواضح كم من الوقت سيستغرق الفحص. وزيرة خارجية الاتحاد، كايا كلاس، قالت ان القرار يمكن التراجع عنه. ولكن الحديث يدور عن إشارة مقلقة.

الممثلية الأوروبية كلفت الجهاز الدبلوماسي في الاتحاد باعداد تقرير عن التزام إسرائيل بتعهداتها تجاه حماية حقوق الانسان والتزامها بقوانين القضاء الإنساني الدولية. 

مصدر رسمي في الاتحاد الأوروبي قال امس: “الاتحاد يطلب من حماس اطلاق سراح المخطوفين على الفور ويطلب من الطرفين العودة الى وقف اطلاق النار. نحن أيضا نتوقع من إسرائيل استئناف ادخال المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة الى كل ارجاء قطاع غزة. هدفنا هو انهاء الاعمال العدائية. نحن نريد مواصلة وجود علاقات إيجابية ونعول على إسرائيل”.

ما هو اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي؟

اتفاق الشراكة تم التوقيع عليه في 1995 ودخل الى حيز التنفيذ في العام 2000. وهو اتفاق واسع يشمل الالتزام بالتعاون في مجالات كثيرة من بينها العلوم والتعليم، وأيضا منطقة تجارة حرة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. الاتفاق يستند الى اتفاقات أخرى مثل اتفاق السماء المفتوحة، واتفاقات التجارة مع أوروبا. 

ما هي احتمالية الغاء الاتفاق؟

في هذه المرحلة فان الاحتمالية ضعيفة. المرحلة الأولى ستكون تقديم نتائج الفحص لحقوق الانسان في إسرائيل وفي غزة، وبناء عليها سيتم اتخاذ القرارات. “نحن لا نعتقد أنه سيكون الغاء للاتفاق. القرار أيضا يمكن ان يدعو إسرائيل لتغيير سياستها، وليس بالتحديد الغاء اتفاقات”، قالت يفعات الون – بيرل، مديرة قسم السياسة واتفاقات التجارية في وزارة الاقتصاد. 

اذا تقرر تغيير أو الغاء الاتفاق فان هذا الامر بحاجة الى اجماع من كل دول الاتحاد الأوروبي. ودول مثل هنغاريا والتشيك مثلا لا يتوقع أن توافق على ذلك. مع ذلك، أحيانا تطبيق الاتفاقات يتاثر بقرارات مستويات متدنية، حتى بدون الحاجة الى الغاء الاتفاق. مثلا، تطبيق مشاريع مثل برنامج التعليم “اراسموس” يعتمد على الدولة المستضيفة للمشروع، التي يمكنها عدم المصادقة على مشاريع تشارك فيها إسرائيل. مؤخرا إسرائيل لم يتم ضمها الى عدد من التجمعات البحثية – الاقتصادية بسبب الخلافات بين الدول التي تقود هذه التجمعات. 

الى أي درجة التجارة مع أوروبا هي جوهرية بالنسبة لإسرائيل؟

الاتحاد الأوروبي هو شريك التجارة الأكثر أهمية لإسرائيل. 32 في المئة من تصدير إسرائيل هو للاتحاد الأوروبي، والقطاعات الرائدة هي الآلات والمواد الكيميائية. في المقابل، بالنسبة للاتحاد الأوروبي فان إسرائيل غير مهمة بشكل خاص – فقط 0.8 في المئة من اجمالي تصدير أوروبا هو لإسرائيل. مع ذلك، الون بيرل تقول ان “إسرائيل هي سوق مهمة بالنسبة لاوروبا. فهذه سوق قريبة مع قوة شراء كبيرة وأسعار عالية نسبيا”. 

ما هي أسباب النقاش حول اتفاق الشراكة؟

دول أوروبية توجه الانتقادات الشديدة منذ فترة طويلة بسبب الحرب في غزة. حتى في شهر شباط، في اللقاء السابق للجنة الأوروبية – الإسرائيلية لتطبيق اتفاق الشراكة، دعا ممثلو الدول الأعضاء في الاتحاد الى ادخال المساعدات الإنسانية بدون ازعاج الى قطاع غزة والى تطبيق كامل لوقف اطلاق النار. 

بعض دول الاتحاد تدفع الى إعادة فحص الاتفاقات مع إسرائيل منذ سنة تقريبا. وصور الجوع والازمة الإنسانية رجحت الكفة. جهات في إسرائيل تزعم ان وزراء الخارجية يتاثرون من اعتبارات سياسية داخلية بسبب الانتقاد والمظاهرات الواسعة في دولهم.

ماذا تفعل دولة إسرائيل لمواجهة هذا التهديد؟

وزارتان حكوميتان تعملان امام الاتحاد من اجل منع المس باتفاق الشراكة. وزارة الخارجية تعمل امام دول الاتحاد، بالأساس في شرق أوروبا، من اجل معارضة هذه الدول للتغيير.

وزارة الاقتصاد من ناحيتها، تنشغل في خلق بنية تحتية لتنويع تجارة إسرائيل. “نحن لسنا متعجرفين، هذه صورة معقدة”، قالت الون بيرل. “نحن كدولة ننشغل في تنويع العلاقات التجارية لإسرائيل من اجل مواجهة أيام شديدة البرودة كهذه. نحن نجري مفاوضات من اجل اتفاق تجارة حرة مع تايلاند، ونعمل على توسيع التجارة مع الهند وجهات أخرى. الوزير نير بركات ترأس بعثة تجارية كبيرة الى الهند قبل شهرين، وفي الأشهر القريبة القادمة وزير التجارة في الهند سيصل الى إسرائيل كرد على هذه الزيارة”. مع ذلك، اذا كان هناك مس بالعلاقات مع أوروبا، التي ليست اقتصادية فقط، فان الضرر على اقتصاد إسرائيل يتوقع أن يكون كبير جدا.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى