ترجمات عبرية

هآرتس: دولة اليهود تقيم غيتو، هذه هي المرحلة الاخيرة قبل الابادة

هآرتس – جدعون ليفي – 10/7/2025 دولة اليهود تقيم غيتو، هذه هي المرحلة الاخيرة قبل الابادة

لو كان مردخاي اينلفيتش على قيد الحياة الآن، لكان مات. قائد التنظيم اليهودي المحارب في غيتو وارسو كان سيموت بسبب الخجل والعار عندما سيسمع عن خطة وزير الدفاع، بدعم رئيس الحكومة، اقامة “مدينة انسانية” في جنوب قطاع غزة. اينلفيتش لم يكن ليصدق انه بعد ثمانين سنة على الكارثة كان أي احد سيتجرأ على طرح هذه الفكرة الشيطانية. لو انه سمع بان الامر يتعلق بحكومة الدولة اليهودية التي قامت على انقاض الغيتو خاصته، لكان اصيب بالدهشة. 

عندما سيتبين له ان صاحب الفكرة، اسرائيل كاتس، هو ابن لعائلة ناجية من الكارثة، مئير كاتس وملكا (نيرا) دويتش من مارمورش، اللذان فقدا معظم ابناء عائلتيهما في معسكرات الابادة، لم يكن ليصدق ذلك. ما الذي كانا سيقولانه عما اصبح عليه ابنهما؟.

عندما كان اينلفيتش سيعرف عن العجز واللامبالاة التي اثارتها هذه الفكرة في اسرائيل، وبدرجة معينة في العالم، بما في ذلك اوروبا والمانيا، لكان مات مرة اخرى. ولكن في هذه المرة بقلب محطم. دولة اليهود تقيم غيتو. هذه عبارة تثير القشعريرة. يكفي طرح الفكرة وكأنها شرعية، من مع معسكر التجميع ومن ضده؟ المسافة ستكون قصيرة لطرح فكرة مخيفة اكثر: معسكر ابادة لمن لا يجتازون التصنيف في الدخول الى الغيتو. في الاصل اسرائيل تقوم بابادة سكان غزة بجموعهم، لماذا لا يتم زيادة نجاعة العملية وتوفير حياة الجنود الغالية؟. 

احد ما قد يقترح اقامة محرقة جثث صغيرة على انقاض خانيونس، يكون الدخول اليها بشكل طوعي كليا مثلما هي الحال في غيتو رفح القريب، بالتأكيد بشكل طوعي، مثلما هي الحال في المدينة الانسانية. فقط الخروج من المخيمين لن يكون طوعي، هذا ما اقترحه الوزير.

مميزات ابادة الشعوب هي انها لا تولد بين عشية وضحاها. لا يستيقظون في الصباح وينتقلون من الدولة الديمقراطية الى اوشفيتس، من الادارة المدنية الى الغستابو. العملية هي بالتدريج. بعد مرحلة نزع الانسانية التي مرت على اليهود في المانيا، والتي مرت على الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية منذ زمن، ومرحلة الشيطنة التي مرت ايضا على الشعبين، تاتي مرحلة التخويف: قطاع غزة الذي لا يوجد فيه ابرياء، وأن 7 اكتوبر هو تهديد وجودي للدولة والذي يمكن أن يتكرر في أي لحظة. عندها تأتي مرحلة الحاجة الى اخلاء السكان، قبل ان تخطر ببال أي أحد عملية الابادة.

نحن في ذروة هذه المرحلة، المرحلة الاخيرة قبل الابادة الجماعية. المانيا قامت باخلاء اليهود الى الشرق، ايضا كارثة الارمن بدأت بالطرد. ايضا في حينه سميت “اخلاء”. الآن يتحدثون عن الاخلاء الى جنوب القطاع. انا ابتعدت لسنوات عن أي مقارنة مع الكارثة. كل مقارنة كهذه لم تصب الحقيقة وأدت الى الاضرار بالعدالة. اسرائيل لم تكن في أي وقت دولة نازية. وبعد اثبات ذلك، بسهولة كبيرة، كان يبدو أنها اذا لم تكن نازية فهي بالتأكيد دولة اخلاقية. من اجل ان تصاب بالصدمة انت لا تحتاج الى كارثة. هذا محتمل حتى بسبب شيء قليل – من اسرائيل في قطاع غزة. ولكن لا شيء اعدنا لفكرة “المدينة الانسانية”.

لم يعد لاسرائيل أي حق اخلاقي كي تطرح على لسانها كلمة “انسانية”. من جعل قطاع غزة ما هو عليه الان، مقبرة جماعية وانقاض، ويتطرق الى ذلك بهدوء، يفقد أي صلة بالانسانية. من يرى فقط المخطوفين في قطاع غزة، ولا يرى انه في كل ست ساعات الجيش الاسرائيلي يقتل فلسطينيين بعدد المخطوفين الاحياء، يفقد الطابع الانساني.

اذا لم تكن الـ 21 شهر الاخيرة، الاطفال والرضع والنساء والصحافيين والاطباء وكل الابرياء الآخرين، عندها جاءت فكرة الغيتو واشعلت ضوء التحذير. اسرائيل تتصرف كمن تعد لابادة جماعية وترانسفير. اذا لم تكن تعد فهي يمكن ان تتدهور نحو ذلك بسرعة، بدون أي عائق. اسألوا انيلفيتش، وبالتاكيد نائبه مارك ادلمان.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى