ترجمات عبرية

هآرتس: دبوس حبل المشنقة يرمز الى عقد جديد، وهو عقد العنف والموت

هآرتس 11/12/2025، يئير غولان: دبوس حبل المشنقة يرمز الى عقد جديد، وهو عقد العنف والموت

 هم لم يفحصوا كم يمكن الذهاب بعيدا، هو اصبحوا يعرفون. هم يعرفون ان الحدود تتحرك، وان الامر الطبيعي تلاشى، وانه لا يوجد شخص بالغ ومسؤول ينهض ويقول لهم: حتى هنا. في “قوة يهودية” علقوا دبوس حبل المشنقة على صدورهم بتفاخر واستفزاز، وبالاساس كبيان: علم جديد رفع في اسرائيل، وكل من نظر شاهد صورة اسرائيل 2025: عقد جديد وقع هنا.

 دبوس المخطوفين كان التعبير البسيط والمؤلم للعقد القديم: الدولة ومواطنوها معا. تضامن متبادل. دولة اسرائيل اقيمت على وعد واحد واساسي: سيدافع الواحد منا عن حياة صديقه، وسنقدس الحياة. هذه الحكومة مزقت هذا الوعد اربا اربا. هذا ليس غريب، لان من رفضوا وضع دبوس المخطوفين فسروا  ان هذا الامر “مضعف”، “سياسي”، و”يضر الوحدة”. هذا لم يكن الحقيقة. هم لم يضعوا الدبوس لانه ذكرهم بالعقد القديم، الجيد، النزيه والانساني. العقد الذي لم يكن بامكانهم تلبيته في الوقت الذي يعملون فيه على تصفيته. لقد علقوا دبوس الموت الذي جاء ليرمز الى موت العقد القديم.

 هنا دخل الى الصورة بنيامين نتنياهو، الذي اخذ الشيء غير المقبول وعمل منه أمر طبيعي. نتنياهو لم يخترع التطور، هو فقط اعطاه ما كان ينقصه: الشرعية. من كان في يوم من الايام يخجل من نفسه في الاقبية التي ليس فيها نوافذ، حصل على منصة وميزانيات وتاييد من رئيس الحكومة. اسرائيل تقف الان امام عقد جديد، وهذا ليس عقد غير واعي، بل هو عقد متعمد ومخطط له ويتم تنفيذه.

 الرموز ليست زينة فقط، بل هي دائما بيانات، هي الطريقة المباشرة جدا التي تفسر فيها الحركات العنيفة للعالم من هي وماذا تريد ان تكون. انظمة وحركات الكراهية على مدى التاريخ غطت دائما نفسها بصورة القوة، العنف والموت. الرمز هو اللحظة التي فيها الايديولوجيا تتوقف عن الخجل من نفسها وتبدأ في التعبير عن نفسها علنا. الرمز يمكن الناس من تشخيص بعضهم البعض، والتجمع وتحديد من هو ليس “من جماعتنا”.

هذا لم يحدث فجأة، وهذا لا يحدث فجأة أبدا. في البداية يكون الامر مجرد “جملة”، بعد ذلك مجرد “رمز”، وبعدها مجرد “مشروع قانون” واخيرا يصبح “هكذا هو الامر”. عندما يصبح “هكذا هو الامر” القاعدة تضعف المقاومة وتتلاشى، وتبدأ في الظهور بمظهر قديم وساذج و”يساري اكثر من اللازم”.

أي شخص ما زال يصمم على التحدث عن الحدود والمسؤولية وقدسية الحياة، يظهر فجاة وكانه شخص يستخدم لغة منقرضة.

ولكن نحن لم نصل الى هذه المرحلة بعد، بل على العكس. لقد اوقفت مقاومتنا التي تمثل الاغلبية الساحقة الانقلاب في كانون الثاني 2023. وبعد 7 اكتوبر خرجت هذه الاغلبية لانقاذ الناس ومساعدتهم واعادة تاهيلهم. وفي السنتين الاخيرتين اثمر الاصرار المدني اعادة الرهائن وانهاء الحرب والحفاظ على استمرارية المجتمع الاسرائيلي. ايتمار بن غفير وجماعته وضعوا دبوس حبل المشنقة لانهم يعرفون اننا غير موجودين هناك، وهم يريدوننا هناك. وما نشاهده الان هو انحراف سريع وخطير: من دولة تقدس الحياة الى دولة تحب خيالات العنف والموت.

دبوس حبل المشنقة ليس الدليل على الامن، بل هو بيان عن فقدان الطريق. والتناقض الاكثر خطرا على الاطلاق هو بين الحديث الطنان عن “الاخلاق اليهودية” والسهولة المريعة التي نتزين بها الان برموز المقصلة.

 من رفض تعليق دبوس المخطوفين ولكنه تبنى دبوس حبل المشنقة لا يجد نفسه في معضلة قيمية. فقد حسم امره، اختار بين الرحمة والانتقام، المسؤولية والتحريض. حسم امره ووقف في الجانب غير الصحيح.

 هذه السنة هي سنة الحسم بين عقدين. العقد الذي قامت عليه دولة اسرائيل – العقد اليهودي، الديمقراطي والليبرالي، القائم على خدمة المجتمع، والآمن والمزدهر، وعقد جديد يعمل على استبداله. عقد التطرف والانتقام والكراهية والعنصرية وتبرير العنف كحل لكل شيء.

 نحن سنحسم الامر في صناديق الاقتراع. ولكن اذا لم ننهض الان ونتحد، سياسيا وجماهيريا، فلن تكون صناديق اقتراع، ولن يتم انقاذ دولة اسرائيل الا بالوحدة الحقيقية حول القيم: قيمة الحياة، الامن، القانون، المساواة والديمقراطية. هذا هو العمود الفقري الذي سينتصر.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى