ترجمات عبرية

هآرتس: خطة خمسية للتدمير

هآرتس ٣٠-٥-٢٠٢٣، بقلم اسرة التحرير: خطة خمسية للتدمير

من الطبيعي لحكومة السلب التي لا تتردد في نقل شرائح سمينة من ميزانية الدولة لناخبيها على حساب الجمهور الغفير الذي يجثم تحت العبء ألا تتردد أيضاً في سلب أراض فلسطينية في ظل تجاهل الفلسطينيين، وتجاهل القانون والأسرة الدولية. إذا كان لا يهم الحكومة نصف الإسرائيليين فلماذا سيهمها الفلسطينيون أو الأمريكيون والأوروبيون؟

لقد نجح المستوطنون في تحقيق سيطرة متينة على الحبال التي تشد الدولة، وهم يوجهون إسرائيل الآن، من خلال رئيس الوزراء القابل للضغط والابتزاز التهكمي، نحو الهوة: ضم المناطق، وتعميق الأبرتهايد، وإذلال الفلسطينيين، وإلغاء الاتفاقات السياسية، والاستخفاف بالاتفاقات الدولية، وبشكل عام – إصبع في عين العالم.

بعد إقرار التعديل السخيف لقانون فك الارتباط في آذار، طالب الوزير بتسلئيل سموتريتش الذي يتولى عملياً منصب رئيس حكومة المناطق، بالسماح للمستوطنين بالعودة إلى “حومش” في شمال الضفة. طالب وتلقى. أمس ليلاً نقل المستوطنون المدرسة الدينية، التي أقيمت على أرض فلسطينية خاصة في “حومش” إلى “أرض دولة” مجاورة. وقد فعلوا هذا دون ترخيص، بخلاف القانون بل وبخلاف موقف جهاز الأمن. وذلك في محاولة لشرعنة البؤرة الاستيطانية من خلال واحدة أخرى من الخلطات الإسرائيلية (“أراضي دولة”، إعلان عن منطقة عسكرية، تلفيق حاجة أمنية وما شابه) وكأنه يمكن شرعنة مفسدة واحدة بواسطة مفسدة أخرى. لكن بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، الذي أقر الخطوة، لم يسمحا للحقائق وللقانون بتشويشهما. تجاهل غالنت ونتنياهو أيضاً النقد الذي وجهته الأسرة الدولة على إقرار المكوث في البؤرة بإذن من الحكومة.

فقد نشرت وزارة الخارجية الأمريكية شجباً واضحاً وحاداً: “قلقون جداً من الأمر الذي أصدرته حكومة إسرائيل ويسمح للمواطنين بتثبيت وجود دائم في بؤرة “حومش”، الأمر الذي لا ينسجم والتعهدات لإدارة بايدن”. وكتبت وزارة الخارجية الفرنسية بأن “القرار يتناقض والقانون الدولي وكذا والتعهدات التي أخذتها إسرائيل على عاتقها في “العقبة” و”شرم الشيخ”.

غير أن الأمر الوحيد الذي يقف أمام نتنياهو هو بقاؤه السياسي، وبدون المستوطنين ليس له حكومة. فماذا يهمه من الأمريكيين؟ المهم أن رئيس المجلس الإقليمي في “شمال الضفة” وعد: “سنصل إلى غنيم، وكديم، وسانور”.

ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير أعلن بأن هذه “لحظة تاريخية”، ووزيرة الاستيطان والمهام الوطنية أوريت ستروك أعلنت: “طوبى لنا لكفاحنا ولتحقيقنا أيضاً المبدأ المتصدر لـ “حومش” أولاً”. الخراب أولاً. إن الضم وتعميق الأبرتهايد هما الهدف. الانقلاب النظامي هو الوسيلة. محظور على الاحتجاج أن ينسى هذا وعلى الأسرة الدولية استيعاب هذا.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى