ترجمات عبرية

هآرتس: خطة “اليوم التالي” في القطاع هي نموذج يعمل منذ سنوات في الضفة

هآرتس – جاكي خوري – 31/8/2025 خطة “اليوم التالي” في القطاع هي نموذج يعمل منذ سنوات في الضفة

مفهوم “اليوم التالي” في كل ما يتعلق بغزة اصبح نوع من الكليشيه في الخطاب الاسرائيلي والخطاب الدولي. الجميع يتساءلون ما الذي سيحدث عندما سينتهي القتال، من سيحكم وكيف سيكون القطاع. الجواب من وجهة نظر اسرائيلية موجود منذ سنوات، هو يثبت نفسه وبالاساس يحافظ على مصالح اسرائيل. الحديث يدور عن نموذج الضفة الغربية.

في الضفة الغربية تسيطر اسرائيل بشكل كامل على مناطق ج، 60 في المئة من اراضي الضفة. هناك هي تقوم برعاية وتطوير مشروع الاستيطان، هناك خلقت منظومة سيطرة عسكرية وقامت بتثبيت واقع من الفصل العنصري الفعلي: حرية الحركة تقريبا غير محدودة للمستوطنين أمام القيود المتشددة على الفلسطينيين. في قطاع غزة، كما يبدو، اسرائيل ستتنازل عن حوالي 25 في المئة من المساحة، منطقة عازلة، حدود امنية، محاور استراتيجية، وستحتفظ لنفسها بالقدرة على العمل في أي وقت وفي كل مكان.

في الضفة الغربية كل ما يدخل ويخرج يوجد تحت رقابة اسرائيلية مطلقة: المياه، الوقود، الغذاء والدواء. هذا “حصار يتنفس” – خنق مراقب، يسمح بسيطرة مع تجنب انهيار مطلق. نفس المبدأ يعمل منذ سنوات في القطاع. هكذا يمكن ادارة مجموعة سكانية تتكون من ملايين بدون ان نعطيها حقوق انسانية أو حقوق قومية. 

في الضفة الغربية كل بيت وكل قرية يمكن أن تتحول في لحظة الى هدف عسكري. لا توجد منطقة محصنة من الاقتحامات في الليل، التصفية أو الاعتقال. هذه آلية تخلق الشعور بعدم الأمان بشكل دائم، وتمنع نشاطات سياسية أو امنية هامة. غزة حسب هذا المنطق لن تكون مختلفة. ايضا هناك سيتم الحفاظ على حرية العمل المطلقة للجيش الاسرائيلي، الذي سيدخل ويقتحم ويهاجم متى يشاء.

في كل ما يتعلق بكسب الرزق – في الضفة أي خروج للعمل يرتبط بالتصاريح من اسرائيل. هذه السيطرة تمكن اسرائيل من احتجاز الاقتصاد الفلسطيني كرهينة بشكل دائم. بيتح تكفاه أو تل ابيب اصبحت حلم يومي لمئات آلاف العمال، المتعلقين بنزوة المنظومة. هكذا، حسب الحلم الاسرائيلي فان هذا سيكون ايضا في غزة: عشرات آلاف العمال سيسمح لهم بالدخول الى اسرائيل، شريطة الهدوء. هذا هو اساس آلية العصا والجزرة التي تم اختبارها بنجاح في الضفة الغربية.

في موازاة ذلك في الضفة يوجد حكم داخلي، السلطة الفلسطينية، الذي يوفر الخدمات المدنية ويتعاون مع اجهزة الامن الاسرائيلية. عمليا، الحديث يدور عن نظام حكم بدون سيادة، الذي يمكن اسرائيل من السيطرة بدون تحمل المسؤولية عن السكان. هذا هو الهدف في غزة: اقامة كيان ضعيف يكون متعلق اقتصاديا وامنيا باسرائيل، ويعمل مثل مقاول من الباطن لادارة شؤون السكان، الى جانب ادارة مدنية وحكم عسكري وآلية ناجعة لجباية الضرائب والمقاصة، التي ستدخل الاموال لاسرائيل وتمول احتلال رخيص.

بالطبع، في السلطة سيصابون بالصدمة من هذه المقارنة. فهي تفسد اسطورة “دولة في الطريق” وتعرض السلطة بصورة غير مشجعة. ايضا دول عربية كثيرة لن ترغب في الظهور كممولة لاحتلال آخر. ولكن هذه هي استراتيجية اسرائيل: تثبيت حقائق على الارض ووضع العالم امام وضع مطلوب فيه مساعدة الفلسطينيين، والعالم الساذج سيمول ذلك من اجل الحفاظ على حل الدولتين. هو يفعل ذلك منذ ثلاثين سنة. 

خطة “اليوم التالي” قائمة، هي ليست مجرد حلم، بل نموذج يعمل منذ سنوات في الضفة: سيطرة عسكرية كاملة، منظومة مدنية وسيطة، اعتماد اقتصادي مطلق على اسرائيل. بقي فقط مكونان ناقصان: مقاول فلسطيني يوافق على ادارة الحياة اليومية في غزة وممول عربي، أو دولي، يوفر الميزانيات. في هذه الاثناء يحتلون غزة ويمهدون الارض.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى